رمز الخبر: ۲۳۲۷
تأريخ النشر: 17:16 - 26 January 2008
محمود الطيب
لم يكد الرئيس الامريكي جورج بوش ينهي جولته التحريضية في الشرق الاوسط حتى بدأ الكيان الصهيوني بشن حرب ضارية ضد المواطنين الفلسطينيين الابرياء في قطاع غزة ويقطع عنهم كل مقومات العيش معلنا بذلك انه غير آبه بالقوانين الدولية ولا ملتزم باي وعود قطعها للجانب الفلسطيني في أنابوليس وما قبله.

والانكى من ذلك كله هو فشل مجلس الامن الدولي في اتخاذ قرار يضع حدا للاوضاع المأوساوية والكارثية في قطاع غزة نتيجة الحملات العسكرية الصهيونية جوا وبرا وبحرا عليه وكأن امر اصدار قرار أممي يلزم اسرائيل بالتراجع عن عملياتها الحربية الغاشمة صار ضربا من المحال.

اما تسرب بعض المعلومات التي تفيد بان محمود عباس هدد القادة العرب بالاستقالة من رئاسة السلطة الفلسطينية وايحائه بترك الامور والصلاحيات لكي تؤول الى حركة حماس فانه ان صح يجسد حجم السفاهة والانحدار الذي بلغه الخطاب السياسي الرسمي في التعاطي مع مأساة شعب لم يذق الامن والاستقرار حتى وهو يلوذ ببضع كيلومترات في قطاع غزة بعد ما سلبت حقوقه في الارض والوطن والهوية مرتين في العامين 1948 و 1967 وتبدلت فلسطين الى وطن قومي لليهود مثلما وعد وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور في العام 1917.

وأمام هذا المشهد التراجيدي لا يجد الانسان المسلم تبريرا لاستنكاف بعض الفصائل المهمة في الساحة الفلسطينية من المشاركة في مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في دمشق بحضور عدد من القادة التاريخيين لمنظمة التحرير بالاضافة الى المئات من ممثلي الشعب الفلسطيني على اختلاف تياراته واطيافه وقطاعاته الى جانب تواجد جمهور غفير من ممثلي الحركات الوطنية العربية والاسلامية ، فالذي يدعو الى التساؤل هو : هل باتت مفاتيح حل القضية الفلسطينية بيد اميركا وحلفائها حتى يتخلف قادة فتح وفصائل اخرى عن مثل هذا الملتقى التاريخي بكل ما لهذه الكلمة من معنى؟ انه العزة بالاثم والشعور بالتعالي على ابناء الوطن الواحد الذين يعيشون في المنافي وان كانوا في ديارهم المحاصرة؟ ثم الا يخشى البعض من تحول فلسطين كافة الى الغلو في التطرف والعنف بعد ما اوصدت بوجههم الابواب في غزة ولم يجدوا بدا من تفجير جدران رفح واجتياح الجانب المصري وصولا الى ما يسد الرمق؟!

مما لا شك فيه ان استمرار الاحداث على هذا الشكل المزري لا يصب في مصلحة الانظمة العربية والاسلامية وما دامت قرارات مجلس الامن الدولي خاضعة لمصالح الاستكبار العالمي بزعامة اميركا الشيطان الاكبر فانه يتوجب على اصحاب الحل والعقد اغاثة اهلنا في فلسطين قبل ان يطفح الكيل وقبل ان ترتد اثار هذه المصيبة القاتلة على الجميع بلا استثناء.