رمز الخبر: ۲۳۵۴۸
تأريخ النشر: 10:08 - 12 June 2010
عصرایران - وکالات - تعارضت المواقف بين إيران وحلفائها اللبنانيين في الموقف من امتناع لبنان في مجلس الأمن عن التصويت على قرار العقوبات على طهران. فبينما ثمّن السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي «الدور الذي اتخذه لبنان في مجلس الأمن بالامتناع عن التصويت لفرض عقوبات»... خلال لقائه نقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي قبل ظهر أمس، دانت الأحزاب الحليفة لطهران الموقف الرسمي اللبناني، وأدلى عدد من رموز المعارضة بتصريحات تنتقد الامتناع اللبناني واصفة إياه بأنه «خضوع للإملاءات الأميركية» و «لا طعم ولا رائحة له».

وأبرز رموز المعارضة الذين انتقدوا الامتناع اللبناني النواب حسن فضل الله عن «حزب الله» وطلال أرسلان، ونبيل نقولا من «التيار الوطني الحر»، إضافة الى بيان «الأحزاب والشخصيات الوطنية». (راجع ص 6 و7)

وفيما دخل الانقسام في مجلس الوزراء الذي أفضى الى التصويت بالامتناع، سوق عكاظ لبنانياً داخلياً، فأكد رموز من الأكثرية و «قوى 14 آذار» صوابية الامتناع اللبناني، ومنهم الرئيس السابق أمين الجميل والنائب أنطوان زهرا من «القوات اللبنانية» و «حزب الوطنيين الأحرار» ونواب من كتلة «المستقبل»، نقل بيان نقابة الصحافة اللبنانية عن السفير الإيراني أبادي ايضاً «تثمينه دور لبنان في تأييده المستمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية».

واستغربت مصادر رسمية الموقف الانتقادي لبعض القوى السياسية اللبنانية في المعارضة، في وقت أنهى رئيس البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة السفير محمد خزاعي كلمته في مجلس الأمن إثر التصويت على فرض العقوبات، بتوجيه الشكر الى كل من تركيا والبرازيل ولبنان على «الموقف التاريخي» الذي أخذوه بعدم التصويت على فرض العقوبات، وتوجه أعضاء البعثة الإيرانية عند انفضاض الجلسة نحو أعضاء البعثة اللبنانية ورئيسها السفير نواف سلام وصافحوهم فرداً فرداً وشكروا للبنان امتناعه عن التصويت على العقوبات.

واعتبرت المصادر ان «البعض يتصرف على انه ملكي أكثر من الملك ويغمض عينيه على حقيقة المواقف الإقليمية والدولية حيال امتناع لبنان، ويصر على سياسة فرض رأيه، فيما أثبتت ردود الفعل الخارجية أن الموقف اللبناني كان محل تقدير وتفهم كاملين». وتوقعت المصادر ان تنكفئ الانتقادات سريعاً. واعتبرت ان هذا السجال يأتي في إطار المماحكات الداخلية الصرفة، معتبرة أن لا بعد خارجياً لها.

من جهة ثانية، تشهد دمشق اليوم جولة جديدة من التحضيرات لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بين سورية ولبنان برئاسة رئيسي الحكومة فيهما أي سعد الحريري ومحمد ناجي العطري من أجل مراجعة الاتفاقات المعقودة بينهما ووضع الصيغة النهائية لستة اتفاقات جديدة خلال زيارة متوقعة للحريري الى سورية مع وفد وزاري موسع. ويزور دمشق وفد من المديرين العامين والخبراء التقنيين في عدد من الوزارات المعنية بمراجعة الاتفاقات بين البلدين، برئاسة وزير الدولة المكلف من الحريري متابعة هذا الملف جان أوغاسبيان للقاء المديرين العامين والخبراء السوريين برئاسة رئيس هيئة التخطيط السورية عامر لطفي. وتستمر زيارة الوفد اللبناني حتى غد الأحد لإنجاز اللقاءات مع الجانب السوري ودراسة ملاحظات الجانبين على الاتفاقات.

وعلمت «الحياة» ان الجانب اللبناني كان تلقى الملاحظات السورية على الاتفاقات القديمة وعلى مسودات الاتفاقات الجديدة المنتظرة ونوقشت مع كل من المديرين العامين اللبنانيين وجرى إرسال رأي الجانب اللبناني فيها، تمهيداً لإعادة مناقشتها اليوم وغداً. وأملت مصادر معنية ان يتم خلال هذه الاجتماعات التوصل الى مسودات نهائية لعدد من الاتفاقات القديمة والجديدة، علما ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يزور العاصمة السورية الثلثاء المقبل للقاء الرئيس بشار الأسد للبحث في الوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية.