رمز الخبر: ۲۳۵۸۲
تأريخ النشر: 13:32 - 14 June 2010
عصر ایران - الشرق الأوسط - بعد يوم من تسبب افتتاح مونديال كأس العالم بجنوب أفريقيا في تأجيل احتفال بلاده بالذكرى الأربعين لجلاء القوات الأميركية، شن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي هجوما عنيفا الليلة قبل الماضية على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ودعا إلى محاربته.

ووصف القذافي، الذي يحكم ليبيا منذ عام 1969، «الفيفا» بـأنها «منظمة المافيا العالمية الفاسدة».

وقالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مسؤولين كبار كانوا اقترحوا على القذافي يوم الأربعاء الماضي تأجيل الاحتفال بذكرى الجلاء إلى يوم أول من أمس السبت بدلا من إقامته في اليوم السنوي الذي وافق يوم الجمعة الماضي، وهو اليوم الذي تصادف مع انطلاق مباريات مونديال كأس العالم.

وقال المصدر إن مسؤولين كبارا أشاروا على القذافي بأن إقامة الاحتفال بالعيد الأربعين لجلاء القواعد الأميركية عن الأرض الليبية، في نفس يوم افتتاح المونديال، ربما يفقده الاهتمام الجماهيري به «داخل البلاد وخارجها»، بسبب «انشغال العالم ومشاهدي التلفزيون بفعاليات افتتاح كأس العالم». وأنه على هذا الأساس تم تأجيل احتفالات الجلاء إلى اليوم السبت الموافق 12 يونيو (حزيران) بدل يوم الجمعة 11 يونيو. وقال القذافي أمام فعاليات ليبية أثناء الاحتفال بذكرى الجلاء يوم أول من أمس: «بهذه المناسبة، نحن كنا سنتكلم، سنحتفل أمس، الذي هو 11 يونيو، لكن أجلناه إلى اليوم، لأن أمس كان هناك افتتاح مباريات كأس العالم في جنوب أفريقيا الشقيقة»، وبعد أن هنأ القذافي شعب جنوب أفريقيا ورئيسها بهذه المناسبة، متمنيا أن «تتم بالخير وبالنجاح»، استطرد قائلا: «لكن في الوقت ذاته، لا بد أن نخاطب العالم في هذه الساعة وبهذه المناسبة، مناسبة المونديال في جنوب أفريقيا، لنقول له إن المنظمة التي تشرف على كأس العالم، التي اسمها «الفيفا» الاتحاد العالمي لكرة القدم، هي منظمة عالمية فاسدة، بل أفسد مؤسسة عالمية، وأفسدت العالم، ولا يمكن أن نرحمها، أو نحترمها».

ومن المعروف أن ليبيا لم تحظ بالمشاركة في أي مونديال لكرة القدم، رغم أن بها الكثير من فرق كرة القدم التي لها منافسات لافتة على مستوى القارة الأفريقية. كما لا يوجد لها لاعبون بارزون على المستوى الدولي.

واعتاد القذافي في السنوات الأخيرة توجيه انتقادات لاذعة للفيفا، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتسبب فيها مناسبة ذات علاقة بكرة القدم في تأجيل احتفال قومي في البلاد.

وقال المصدر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من طرابلس: «يبدو أن استجابة القذافي لتأجيل الاحتفال بذكرى الجلاء كانت على مضض. يبدو أنه لم يكن مرتاحا لهذا (التأجيل)».

وفي احتفال الليلة قبل الماضية بعيد الجلاء، اتهم القذافي الفيفا بأنها «أساءت للعالم، وأفسدت أخلاق العالم، وبدأت في سياسة جديدة وهي المتاجرة في البشر». لكن القذافي لم يخف رغبته في أن تتمكن دول صغيرة من دول العالم في يوم من الأيام، من تنظيم المونديال، بمساعدة الفيفا نفسها، لأنها غنية بالأموال، على حد قوله، حيث أضاف في الاحتفال موضحا: «الفيفا تملك المليارات من المتاجرة في البشر، ومن المباريات التي تشرف عليها. ويجب أن تساعد الدول الفقيرة على استضافة كأس العالم عندما تكون غير قادرة». وانتقد الزعيم الليبي شروط وسياسة الفيفا للموافقة على تنظيم مونديال كأس العالم في دولة من الدول، وقال: «انظروا إلى هذه السياسة الفاسدة التي تمارسها هذه المؤسسة الفاسدة (الفيفا)، وتقول لك: أنت عندك اتصالات جيدة؟ عندك بنية تحتية جيدة؟ عندك ملاعب جيدة؟ فأنا لو كان عندي هذه الأشياء الجيدة لما كنت متخلفا».

وزاد القذافي: «أنا أتساءل أن الدول الصغيرة الفقيرة التي هي قرابة 200 دولة، كيف تكون محرومة إلى الأبد من استضافة كأس العالم، ولا تستضيفه إلا الدولة الغنية. نحن الدول الصغيرة والفقيرة لنا الحق في استضافة المونديال مثلنا مثل الآخرين، وإذا كنا فقراء هذا ليس ذنبنا، ذنب المستعمرين، ذنب التخلف». وقال القذافي: «كأس العالم لنا كلنا.. وإذا كنا فقراء لا نتمتع باستضافة كأس العالم؟ هذه سياسة يجب أن تحارب، وسنحاربها باستمرار».

ويعتبر القذافي مسألة احتراف اللاعبين لكرة القدم وانتقالهم في صفقات مالية بين الكثير من الأندية الرياضية حول العالم نوعا من الاتجار في البشر. وأوضح ذلك في كلمته بالقول: «تصوروا الأولاد، اللاعبين من الدول الفقيرة يباعون إلى الدول الغنية حتى تكسب بهم المباراة، وتفقدهم بلدهم لأنها فقيرة. معسكرات تقام بأوروبا لجلب العبيد مثلما كان أيام الرق. يجلبون اللاعبين، ليس الذين لونهم أسود فقط، بل لاعبين مهما كان لونهم، ويجمعونهم، يشترونهم ويضعونهم في معسكرات، ويدربونهم، ويوزعونهم على نوادي الأغنياء. انظروا المتاجرة في البشر. انظروا الفيفا إلى أين أوصلت العالم؟».

وقال: «نحن نعلن من هنا إدانة هذه المافيا العالمية، وهذه المؤسسة العالمية الفاسدة، ويجب محاكمة أصحابها، ويجب إعادة المليارات التي كسبوها إلى أصحابها، وتوقف معسكرات العبيد، وسياسة الرق التي استأنفتها من جديد، وتوقف الاتجار في البشر، وشراء اللاعبين من الدول الفقيرة».