رمز الخبر: ۲۳۶۰۹
تأريخ النشر: 10:07 - 15 June 2010
مصیب نعیمی
عصرایران - كما كان متوقعاً رفضت تركيا وبشكل قاطع الخطوة التضليلية للكيان الصهيوني بتشكيل لجنة تحقيق. حيث أكدت على استحالة القبول بأن يكون المتهم والجاني هو القاضي الذي يحقق بنفسه في جرائمه التي اقترفها.

ان هذا الموقف الشجاع يوحي بأن المجزرة الوحشية التي ارتكبها الجنود الصهاينة وبايعاز من مثلث الارهاب المتمثل بايهود باراك ونتنياهو وليبرمن، لن تمر مرور الكرام هذه المرة وسوف تواجه بموقف قوي لم يكونوا ليتصوروه عندما قرروا ارتكاب الجريمة ضد رواد السفينة التركية المسالمين في المياه الدولية.

والمعروف ان اسرائيل كانت تعتبر نفسها فوق القانون بسبب الدعم الامريكي والغربي لجرائمها لكنها وقعت هذه المرة في فخ من الصعب ان تخرج منه دون ان تدفع الثمن باهضا.

ان الاشادة الدولية والعربية والاسلامية بالموقف التركي تؤكد على ان هذه المبادرة أكبر من موقف لمصلحة تركية أو مناورة سياسية. ولا شك بأن مثل هذه التدابير يمكنها ان تعيد الوحدة الى الموقف الاسلامي الذي مزقته التدخلات الغربية والتحريضات الاستعمارية لغرض الاستفراد بالدول الاسلامية، حتى ان الخصومة بين ابناء الشعب الواحد طغت على مصالحهم الوطنية كما نشاهد اليوم في الساحة الفلسطينية.

ان الصرخة الدولية التي تدوي في اجواء اوروبا وامريكا لمعاقبة الجناة الصهاينة ليس حدثاً عابراً حتى يتمكن العدو الخروج منه. لان الجرح الذي ينزف منذ أكثر من ستة عقود لا يلتئم الا بعد استئصال هذه الغدة السرطانية وفضح الصهاينة امام العالم اجمع على انهم ليسو اهلاً للوفاق ولا التعايش، وانما من الاجدر ان تتخلص البشرية من مثل هذه العقلية المتخلفة اذا اراد المرء ان يعيش في سلام وأمان.

وليس أكثر اهانة لحقوق الانسان عند يبادر نتنياهو الملطخة يديه بدماء الآلاف من الابرياء، الى تبرير القتل الجماعي لرواد سفينة مرمرة بالقول ان حق الجنود الصهاينة في الدفاع النفس هو الذي دفعهم الى ارتكاب هذه المجزرة بدم بارد. هذه هي حقيقة حفنة من الصهاينة يقودون ما يسمى باسرائيل. فليس هناك في سبيل الا الخلاص من هذه العقلية. لان العالم شبع من تجارب مريرة ومن مشاهدة زمرة حاقدة تمارس عملية ابادة شعب في ارضه وموطنه دون أي مسائلة !!