رمز الخبر: ۲۳۷۶۰
تأريخ النشر: 09:45 - 22 June 2010
مصیب نعیمی
عصرایران - سقط عشرة جنود من قوات الناتو في افغانستان خلال يوم واحد، حسب البيان الرسمي، فيما تتحدث المصادر عن تزايد الضحايا بين الغزاة بعد تسعة اعوام من احتلال هذا البلد.

وخلافاً لوعود اوباما، الذي بعث قوات إضافية الى افغانستان لحسم الأمور، يأتي الإعتراف الأمريكي عبر وزير الدفاع، روبرت غيتس، ليؤكد فشل الحل العسكري حتى إذا كان بين أقوى دولة في العالم وأضعف شعب على وجه الأرض.

إن النتيجة الطبيعية للإحتلال هي الهزيمة ، لكن الغرب يصر على تكرار المحاولات الفاشلة عبر التاريخ. ولا شك بأن أزمة افغانستان كأزمة فلسطين وقضية العراق لا يمكن ان تحل عسكرياً لأن الشعوب ترفض الحياة تحت وصاية الأجانب، خاصة اذا كان هذا الأجنبي لديه نزعة سلطوية ويعمل على فرض الهيمنة. وأفغانستان نموذج لرفض الاحتلال الغربي رغم التحفظ على أفكار بعض المجموعات مثل الطالبان الذين جروا هذا البلد الى حروب طائفية وأزمات داخلية لا يلوح في الأفق حل لها.

ان معارضة إسلوب طالبان لا يعني القبول بالأسوأ، وهو غزو هذا البلد الفقير من قبل الطغاة والمستعمرين الجدد.

فليس من حق أمريكا وحلفائها الاوروبيين ان يستبيحوا دماء المسلمين بذرائع هي اقبح من الذنب، وان حالة الكراهية المتصاعدة للجيوش الغربية تؤكد عدم إمكانية فرض القرارات على إرادة الأمم. والنموذج الآخر هي فلسطين التي تنزف منذ ستة عقود ونيف دون الاستسلام لأبشع قوة إجرامية على وجه الأرض.

وحسب الوقائع الميدانية فان الهزيمة الحتمية ستلاحق الغزاة وتؤدي الى دحرهم وإخراجهم من المنطقة، ليس من أفغانستان فحسب.

إن الحالة المأساوية التي تعيشها قوات الناتو تعيدنا الى مرحلة الحروب الصليبية عندما حاولت جيوش الغرب إجتياح البلدان الاسلامية دون جدوى ، واضطروا لجرّ أذيال الهزيمة بعدما تركوا وراءهم آلاف الضحايا التي لم يتمكنوا من إحصائها لحد الآن.
وهذا التاريخ يتكرر من جديد لمن لا يتعظ بالماضي.