رمز الخبر: ۲۳۸۴۵
تأريخ النشر: 15:17 - 24 June 2010
عصر ایران - الیوم السابع - قال الدكتور مصطفى الفقى عضو مجلس الشورى إن موقف العرب بالنسبة للبرنامج النووى الإيرانى "كالأيتام على مائدة اللئام"، فى إشارة إلى عدم وجود أى دور لهم تجاه هذا الملف.

وأضاف فى كلمته أمام ندوة "العقوبات على إيران الأبعاد والتداعيات" التى عقدها المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن إيران أخطأت فى إدارة ملفها النووى لأنها كانت تركز على الدور الدولى دون الاهتمام بالقوى الإقليمية، وقد آن الأوان أن تغير إيران من سياستها فى طريقة إدارة ملفها النووى.

وأشار الفقى إلى أن مصر قدمت خدمة رائعة لإيران عندما ذكرت اسم إسرائيل صراحة فى مؤتمر مراجعة الانتشار النووى الذى عقد فى نيويورك الشهر الماضى، معتبرا أن الخارجية المصرية بهذه الخطوة نالت احترام إيران والدول التى يتهمها الغرب والولايات المتحدة بحيازة أسلحة نووية.

ودعا الفقى الدول العربية وعلى رأسها مصر، أن تفتح حوارا مع إيران، قائلا: "نستطيع أن نفتح جسرا للحوار مع إيران، ليس كل من أتحاور معه أحبه ولكن من باب الاعتبارات الأخرى، إن كان لك عدو اقترب منه وتحاور معه، علينا أن نعترف بأن إيران أصبحت قوة ملأت الدنيا، فلماذا لا نتحاور معها".

واستطرد الفقى قائلا: من الممكن أن نستغل الوضع الحالى لإيران ونبدأ التحاور معها تحت شروط نطالبها بالاعتراف بأحقية الإمارات بتبعية الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، الاعتراف بعروبة العراق، كل هذا من المكن أن يتحقق من خلال التحاور مع طهران.

وعن التقارب التركى الإيرانى فى الآونة الأخيرة، قال الفقى على الرغم من تطور العلاقات بين أنقرة وطهران والتى وصلت إلى أقصى حد لها خلال الفترة الماضية فإن الداخل التركى والرأى العام هناك لن يقبل باستمرار مثل تلك العلاقات لأن الشعب التركى والمعارضة (العلمانية) لديها هاجس من هذا التقارب، حيث يرون أن أى تقارب مع أى دولة إسلامية سيؤثر بالقطع على محاولات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبيى، ولهذا فإن هذا التقارب سيقف عند حدود معينة "وسيتهاوى فى أقرب وقت".

ومن جانبه، قال السفير محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن المجتمع الدولى ضخم من الملف النووى الإيرانى وجعل منه أزمة بدون داعٍ.

وأضاف شاكر أن إيران تمارس حقها الطبيعى ولا "تتاجر فى المخدرات" وما تقوم به حق شرعى وليس جريمة، مضيفا أن الشىء الوحيد الذى يؤخذ على إيران هو أنها أخفت مشروع اليورانيوم مما جعلها تثير الشكوك حولها.
ومن ناحيته، أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات نائب رئيس المركز رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن كل ما يثار عن فرض عقوبات دولية على إيران "يفتقد للأخلاقيات"، مشيرا إلى أن العقوبات ليست بهدف القضاء على البرنامج النووى إنما محاولة لإضعاف إيران وإصابتها بالشلل.

وأشار إلى أن إيران نجحت خلال السنوات الماضية فى تطوير منظومتها الصاروخية، مضيفا أن نقطة الضعف الوحيدة بالنسبة لطهران تتمثل فى منظومة الدفاع الجوى.

وأردف مجاهد قائلا إن إيران ليس لديها القدرة على تصنيع الصواريخ العابرة للقارات ولا تمثل أى تهديد على الأمن القومى الأمريكى والأوروبى كما يشاع.

فيما أكد الدكتور يسرى أبو شادى كبير المفتشين بالهيئة الدولية للطاقة الذرية سابقا أن إيران تمتلك كل مراحل دورة الوقود النووى، واستطاعت إنتاج 2200 كجم من اليورانيوم المنخفض التخصيب فى مارس الماضى مما يجعل لديها القدرة على امتلاك قنبلة نووية خلال عامين.

وأضاف أبو شادى أن إيران وعدت الوكالة الذرية أنها ستتراجع نسبة الـ20% تخصيب بعد أن كانت النسبة 3% فقط، لكن الذى أعطاها القدرة على الوصول إلى نسبة الـ20% خلال 24 ساعة يعطيها قدرة بأن تصل إلى 90% مما يجعلها تتمكن من إنتاج القنبلة النووية، ولكن دون وجود أدلة ثابتة لدى الوكالة الذرية بهذا الشأن.

وفى نهاية الندوة أوصى الدكتور محمد شفيق زكى رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط بمجموعة من التوصيات، منها ضرورة العمل على تقوية العلاقات بين مصر وتركيا، وضرورة فتح باب الحوار مع إيران، وضرورة البحث والعمل الجاد لإنشاء مشروع نووى مصرى حتى يكون لمصر دور حيوى على اعتبار أنها قوة إقليمية فى المنطقة.

وأكد أن الملف النووى الإيرانى لا يجب أن يقارن بالملف النووى الإسرائيلى، نظرا للفارق الكبير بين الأهداف التى يسعى إليها كل ملف.