رمز الخبر: ۲۳۹۱۷
تأريخ النشر: 08:30 - 29 June 2010
اين كنتم عندما حقق حزب الله اللبناني وبدعم من ايران النصر في اطول حرب بين العرب واسرائيل؟ الستم كنتم تلوذون بالصمت المطبق او كنتم تتعاطفون في الخفاء وخلف الكواليس مع اسرائيل وكنتم تشجعونها للقضاء على حزب الله؟
عصر ايران – ان بعض الكتاب في البلدان العربية، يظنون انهم اناس ظرفاء، والمثال على ذلك العراقي داود البصري الذي يكتب في صحيفة "السياسة" الكويتية وطبعا انه لا يستطيع اخفاء عقده وتوجهاته المعادية لايران في كتاباته.

وطبعا فانه بالنسبة لشخص امضى سنوات من عمره في خدمة صدام، ليس بمكان افضل له من صحيفة "السياسة" التي يراس تحريرها احمد الجار اللله الذي كان يتسلم هو الاخر راتبه الشهري من صدام وكان يدعو لقائد العرب بالصحة والعافية!

وداود البصري هذا، اتهم في مقال نشره على الارجح خطا في القسم السياسي بدلا من ان ينشره في قسم الفكاهة في صحيفة السياسة ، اتهم ايران بعدم الاقدام والعمل تجاه القضية الفلسطينية والقى باللائمة على الايرانيين بانهم لماذا لا يرسلون السفن لكسر حصار غزة؟!

كما ان هذا البعثي السابق تساءل بغضب من ايران انه لماذا لا تستهدف اسرائيل بصواريخ شهاب وابابيل ولماذا لا تطلب من حزب الله ان يهاجم الصهاينة؟

وحري ان نسأل مفكر القرن هذا القلق بشدة على الشعب الفلسطيني، انه لنفترض جدلا ان ايران لا تفعل شيئا فيما يخص القضية الفلسطينية وتبدي عدم اكتراث تجاهها، ماذا فعلتم وتفعلون انتم العرب ممن تدعون حماية الاراضي العربية وتصرون على مزاعمكم الخاوية تجاه الجزر الثلاث ، ماذا فعلتم وتفعلون تجاه الاغتصاب الكامل لبلد عربي من قبل الصهاينة.

الستم تختبئون كالفئران في ثقوب الجدران وتنظرون من ذلك المكان المظلم وبعين خائفة وغير مكترثة في الوقت ذاته الى الظلم والعسف والتشرد والقتل الذي يعاني منه اخوانكم في اللغة والدين والعرق؟!

انتم تلومون ايران، انه لماذا لا تفعل شيئا قبال القضية الفلسطينية، اين كنتم عندما كانت حتى النساء الايرانيات يخرجن اسوارهن وخواتمهن الذهبية من ايديهن ويقدمونها الى ياسر عرفات – الذي زار ايران قبل 30 عاما – لكي ينفقها من اجل تحرير فلسطين؟

اين كنتم عندما كان الايرانيون يدربون المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين وكانوا يقاتلون جنبا الى جنبهم ضد الصهاينة؟

اين كنتم عندما كرس مصطفى جمران والامام موسى الصدر الايراني حياتهما ونفسهما من اجل مكافحة غاصبي الاراضي العربية الفلسطينية واللبنانية؟

اين كنتم عندما حقق حزب الله اللبناني وبدعم من ايران النصر في اطول حرب بين العرب واسرائيل؟ الستم كنتم تلوذون بالصمت المطبق او كنتم تتعاطفون في الخفاء وخلف الكواليس مع اسرائيل وكنتم تشجعونها للقضاء على حزب الله؟

وهل ان الصواريخ التي دمر بها حزب الله دبابات ميركافا وبوارج سائر الاسرائيلية ، كان قد اهداها له القادة العرب!

انتم الذين تتحدثون على الدوام عن اهالي غزة، اين كنتم على وجه الدقة في حرب ال22 يوما عندما سخرت ايران جميع امكاناتها من اجل دعم الفلسطينيين – ولحق العار في النهاية بالصهاينة واصدقائهم العرب – وماذا كنتم تفعلون حينها؟

الم يكن اشجعكم واكثركم عروبة يطلق على اكثر تقدير الشتائم ضد اسرائيل؟ ناهيك عن لوبيات بعض القادة العرب خلف الكواليس مع اسرائيل ممن كانوا يعلنون اخلاصهم للقادة الصهاينة ودعمهم لهم للقضاء نهائيا على حماس!

لماذا نذهب اصلا بعيدا؟ انتم الذين تنتظرون ارسال السفن الايرانية، لماذا لا تفعلون انتم شيئا؟ هل لا تملكون سفنا ام انكم تفتقدون الى الشجاعة والجراة؟!

وحزنا على الامة العربية الكبيرة والقوية ورغم كل ما تملكه من امكانات وطاقات، ان تكون متورطة بحكام يحكمهم الخوف والشهوة والتكبر والا كيف يستطيع نفر من الصهاينة الذين نزلوا توا من سفينة ، احتلال ارض بحجم وعظمة فلسطين امام مرأى العالم العربي؟!

وتبا لاولئك الذين وقفوا موقف المتفرج في قضية فلسطين المريرة والدامية وهم ينتظرون ان يفعل الايرانيون او الاتراك شيئا لهم، يوما احمدي نجاد ويوما اردوغان ويوما ... ؟ وحقيقة متى يصل الدور الى الملك عبد الله والشيخ صباح وال نهيان ومبارك و... ؟

ان مثل هؤلاء مثل الشخص الذي يعتدي احد ما على شقيقته ويقف غير مكترث لذلك ويصرخ في نفس الوقت على جاره "ايها العديم الحمية! لماذا لا تفعل شيئا؟!".

وكلما شاهدتم دور ايران الريادي في القضية الفلسطينية، كلما صرختم بحسد بان "فلسطين هي قضية عربية، وعلى ايران الا تتدخل"، والان حيث عرضكم "فلسطين" بحاجة الى المساعدة، فتفضلوا افعلوا شيئا ولو لمرة واحدة بدلا من خدش وجه وراس الاخرين ، هذا ان سمحت لكن بطونكم المتدلية.