رمز الخبر: ۲۳۹۸۲
تأريخ النشر: 11:58 - 01 July 2010
وعندما ترى السعودية انه على الرغم من رصيدها الضخم من الدولارات النفطية ، لا تستطيع تطبيق سياساتها في لبنان والعراق وافغانستان والمناطق الاخرى من الشرق الاوسط، وان ايران اصبحت شوكة في اعينهم في كل مكان وتفشل مخططاتهم وخدعهم، فانهم يصابون بعقدة الدونية ، التي لا تترك امامهم سبيل سوى اللجوء الى الكلام اللا معقول ليهدئوا من خلاله على الاقل من روعهم.
عصر ايران ، جواد سيد بور – نقلت صحيفة "فيغارو" الفرنسية خبرا عن عبد الله ملك السعودية ، خبر فريد من نوعه. وقالت ان الملك عبد الله قال خلال لقائه وزير الدفاع الفرنسي "هناك بلدان في العالم لا يستحقان البقاء، احدهما ايران والاخر اسرائيل".

ان ثرثرة الملك السعودي حول ايران تظهر الضمير السقيم لشخص لا يعرف موقعه ولا ما يقوله. لانه ان كان يتمتع ولو بقليل – فقط قليل – من الفهم المناسب عن الاسلام وسيرة النبي الاكرم (ص) ، لما كان كمسلم، يتعرض بهذا الاسلوب لمن يشاركونه في الدين مقابل "الكافر الحربي".

وهذا يظهر بانه لا يعرف شيئا عن الحكم فحسب بل يفتقد الى الفهم الاسلامي والانساني عن موقعه وموقع الاسلام. ويمكن درك المعاناة التي يقاسيها هو وباقي القادة العرب خلال الاعوام الثلاثين الماضية من المكانة الخاصة للثورة الاسلامية التي قادها الامام الخميني (رض) ، لان الامام الخميني (رض) انتزع من ايديهم راية قيادة التيار الاسلامي وجعلهم جليسي القصور وسراي السلطان.

ان حقدهم لا ينبع من المصالح ، المصالح المادية التي اكتسبوها على مدى الاعوام الثلاثين الماضية بسبب الحظر الغربي والامريكي على ايران، واسمنتهم وزادت من لحمهم وشحمهم، بل ان حقدهم ، هو حقد سياسي وقيادة الهوية الاسلامية.

وعندما ترى السعودية انه على الرغم من رصيدها الضخم من الدولارات النفطية ، لا تستطيع تطبيق سياساتها في لبنان والعراق وافغانستان والمناطق الاخرى من الشرق الاوسط، وان ايران اصبحت شوكة في اعينهم في كل مكان وتفشل مخططاتهم وخدعهم، فانهم يصابون بعقدة الدونية ، التي لا تترك امامهم سبيل سوى اللجوء الى الكلام اللا معقول ليهدئوا من خلاله على الاقل من روعهم.

والان يعرف الجميع ، بان الملك عبد الله يمول الارهابيين في اصقاع الارض من اجل تقويض الحكومة العراقية، وزعزعة الامن والاستقرار في العراق ومهاجمة الاماكن المقدسة وبث الفرقة والشقاق بين ابناء الشعب العراقي والاطاحة بالحكومة الشرعية في العراق.

ان الملك عبد الله قام عن طريق احد اشقائه بتشكيل مؤسسة خيرية في الظاهر في مصر والاردن والدول المطلة على الخليج الفارسي وباكستان وافغانستان، لدعم الارهابيين لكي يذهبوا الى العراق لممارسة الاعمال التخريبية فيه.

ان الملك عبد الله واخوانه ارسوا رسميا "منصة الارهاب" ولا يتوانوا عن اي عمل واجراء من اجل مواجهة الشيعة. واذا كان هذا الملك الواشنطني وباقي القادة العرب يفكرون بوحدة المسلمين بدلا من مواجهة الشيعة، لما كان الوضع في غزة وفلسطين كما هو عليه الان ولما كان اعداء الاسلام يبلغون هذه الدرجة من الصلافة.

لكن من وجهة نظر ورؤية قادة السعودية، فان مهاجمة الشيعة هي اولى من الاتحاد والتماسك الاسلاميين وقد اعلنوا ذلك صراحة ويجعلون الشيعة لاسيما الشيعة في ايران يواجهون مشاكل ، الا ان الشعب الايراني ،صمد ولم يركع على مدى الاعوام الثلاثين الماضية رغم كل هذا العداء وبل استطاع تطوير قدراته في حين ان قاطبة علماء السنة من اصحاب الفكر السليم يشددون ويؤكدون على تجنب الفرقة ويركزون على التعاضد بين جميع الفرق الاسلامية.

ان الكم الهائل من المساعدات المادية والمعنوية التي قدمها الحكام العرب لصدام، ليس بالشئ الذي يخفونه هم كما انها ليست خافية على الايرانيين. فلاي سبب قدمت كل هذه المساعدات؟ هل كانت في ذلك الوقت القضية النووية؟ وهل كانت ايران الثورية تهدد مصالحهم المادية؟ لماذا ينظم الشيوخ العرب سياساتهم حسب توقيت واشنطن؟

ولمزيد من معلومات الملك عبد الله يجب القول بان فخر ايران والايرانيين هو انهم وحتى ان كان هناك اختلاف في الاذواق والتوجهات ، فانهم لن يتاخروا لحظة واحدة في التصدي للاعداء والمعتدين على تراب الوطن، وسيلقنون الذين يمنون النفس بشطب ايران من الوجود الدرس الذي يستحقونه.

ايها السيد عبد الله، كن عبدا لله لا عبدا للشيطان ، وعبد "الشيطان الاكبر" واتعظ على الاقل من مصير صدام الذي كان يريد القضاء على ايران ولا تطلق هكذا مهملات!