رمز الخبر: ۲۴۰۴۷
تأريخ النشر: 10:17 - 04 July 2010
عصرایران - وکالات - أعلن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الليلة قبل الماضية، بعد محادثات بين مجموعة «5+1» المعنية بالملف النووي الإيراني، أن ثمة إشارات من طهران على إمكانية عودة طهران للمباحثات النووية «قريباً» متكهناً بأنها يمكن أن ترد خلال الشهرين المقبلين على طلب رسمي للمفاوضات بشأن برنامجها النووي.

في حين كشف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس، عن جولة جديدة يقوم بها في عدد من الدول الأوروبية لتبادل وجهات النظر وتوضيح مواقف بلاده.

وفيما بدا مناقضاً لجولة متكي، هاجم الرئيس الإيراني محمود نجاد مجدداً أمس، الدول الغربية معتبراً أحدث عقوبات فرضت على بلاده «تبعث على الشفقة» وحذر القوى العالمية من أنها «ستندم على تجبرها».

من ناحيته، أكد رئيس البرلمان علي لاريجاني، أن الدول الغربية، خاصة أميركا تمارس «الخداع والتضليل» في المباحثات مع طهران وأن هؤلاء لا يريدون للمفاوضات الوصول لنتائج إيجابية بل يريدوها مبرراً لفرض العقوبات.

وبدوره، تحدى الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني الولايات المتحدة قائلاً إنها لن تتمكن من «ترهيب» إيران بالعقوبات ووصف توقيع الرئيس باراك أوباما على العقوبات الأحادية الأخيرة بأنه «عمل ترهيبي» ضد البلاد.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وجهت رسالة منتصف يونيو الماضي، إلى كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي تدعوه فيها إلى بحث “مسألة الأسلحة النووية” في أسرع وقت.

وذكر المسؤول الأوروبي البارز الذي طلب عدم كشف اسمه، أن “الإشارات بما فيها ما صدر عن الرئيس الإيراني، تبين أن طهران يمكن أن ترد على عرض المباحثات، بطلب مكتوب أو تقترح محادثات من جانبها في وقت ما أواخر أغسطس أو سبتمبر المقبلين”.

وقال المسؤول للصحفيين “لدينا تلك المؤشرات من الإيرانيين تتحدث عن أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر تقريباً..أحياناً يبدو أنها تشير إلى رد على طلبنا في ذلك الوقت، وأحياناً يبدو أنها تشير إلى اجتماع. نتطلع لرد واجتماع على السواء”. وأضاف “أتمنى أن يكون ذلك سريعاً.

وكان المسؤول يتحدث بعدما عقد المديرون السياسيون لوزارات الخارجية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، اجتماعاً في بروكسل لبحث التقدم بشأن الحزمة الرابعة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن ضد إيران الشهر الماضي.

وأبدى مسؤولو الدول الست إضافة إلى أشتون في بيان مشترك استعدادهم “لمواصلة الحوار” مع إيران “بهدف الدخول في مفاوضات مهمة” حول برنامجها النووي.

في السياق، نقلت قناة “العالم” الإخبارية الإيرانية أمس عن متكي قوله إنه يبدو أن هذه الزيارات للدول الأوروبية بإمكانها “إفشال الكثير من المؤامرات والفتن التي يحيكها البعض” لضرب العلاقات بين طهران وأوروبا.

وأضاف أن أساس النشاطات الدبلوماسية وكذلك الهدف من تبادل الزيارات هو تبيين مواقف إيران من جهة، ونقد بعض المواقف التي تتبناها بعض الدول والإجابة عن بعض جوانب الغموض المحتملة، من جهة أخرى.

وأوضح وزير الخارجية، هناك زيارات ولقاءات أجريناها مؤخراً في بلجيكا وايرلندا ولوسمبورج، حيث بحثنا مع مسؤولي هذه الدول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وأعلن متكي أن هناك زيارات أخرى لعدد من الدول الأوروبية مدرجة على جدول أعمالنا لاستمرار مسار الحوار والتشاور.

وفي أول خطاب له بعد توقيع الرئيس أوباما قانوناً لفرض عقوبات أحادية تستهدف ورادات الوقود الإيرانية، قال نجاد إن هذه الإجراءات لن تضر الاقتصاد أو تثني إيران عن لعب دور أكبر في الشؤون العالمية. وذكر أمام عدد من رجال الصناعة “يعلمون أن هناك أسداً نائماً في إيران يستيقظ وإذا استيقظ فستتغير كل العلاقات في العالم”. وأضاف “تصرفاتهم المثيرة للشفقة تظهر أنهم يدركون القوة البشرية الهائلة الكامنة في إيران”.

من جهته، أعلن لاريجاني أنه طيلة مباحثاتنا السابقة مع مجموعة “5+1” كان ممثلو مجموعة يقاطعون الجلسات دون سبب لأنهم لا يريدون استمرار المفاوضات.

وأضاف “إننا بصدد طرح نهج جديد في الحوار يختلف عن النهج السابق، وسندخل في المباحثات المقبلة البرازيل وتركيا”.

وحذر لاريجاني واشنطن وأوروبا من مغبة التصعيد ضد إيران لأن بلاده سترد علي خطوات التفتيش بأخرى أكثر مرارة. وأكد أن قرار مواصلة التخصيب بدرجة 20% جاء رداً على قرار مجلس الأمن رقم 1929 الذي تضمن عقوبات واسعة.

وبالتوازي، قال رفسنجاني أمام “مجلس تشخيص مصلحة النظام” إن “الاستكبار العالمي (الولايات المتحدة) يسعى إلى ترهيب دول المنطقة لدفعها إلى المشاركة في سياسة الترهيب الموجهة ضد إيران لكن هذه السياسة لن تنجح”.

كما انتقد قرار الرئيس أوباما فرض عقوبات إضافية على طهران. وأضاف رفسنجاني “إنه عمل ترهيبي فاضح تجاه إيران عندما يعلن الرئيس الأميركي رسمياً إنهم (الأميركيون) يستهدفون صميم البرنامج النووي الإيراني”.

وكان الرئيس أوباما قال خلال مراسم في البيت الأبيض قبل توقيع العقوبات الأحادية الأخيرة “عبر هذه العقوبات وغيرها، نحن نضرب في الصميم، قدرة الحكومة الإيرانية على تمويل ومواصلة برامجها النووية”.