رمز الخبر: ۲۴۲۴۳
تأريخ النشر: 18:32 - 13 July 2010
عصر ایران - رويترز - نقلت ايران واسرائيل العدوتان اللدودتان صراعهما الدبلوماسي الى افريقيا في محاولة للتودد للقارة بكل شيء من التجارة الى الروابط الامنية في اطار سعيهما لحشد الدعم داخل الامم المتحدة.

وتوفد الدولتان رجال السياسة والاعمال لمختلف أرجاء القارة لاقامة علاقات جديدة أو انعاش علاقات قائمة مبرمة مجموعة من الصفقات تتراوح من السلاح والزراعة الى تعهدات ببناء سدود وصفقات نفطية وأخرى تتعلق بالحماية.

ورغم أن التنافس لم يصل الى مستوى الحرب الباردة التي خاضت خلالها روسيا وأمريكا حروبا بالوكالة في افريقيا يقول المحللون ان أهمية القارة السوداء تتزايد بالنسبة لايران واسرائيل ويرون أن الدول الافريقية ستأخذ كل ما يعرضه الجانبان.

وقال فيليب دوبونتيه من مجموعة يوراسيا للاستشارات السياسية "ساحة المعركة الرئيسية هي الامم المتحدة حيث يمكن لاصوات افريقيا وعددها 53 صوتا احداث فرق."

وأضاف "هذا ليس من المرجح أن يأخذ شكل تسابق في مزاد لكن تصعيدا للدبلوماسية المالية من جانب الدولتين بما في ذلك استثمارات موجهة ومشروعات مساعدات وضعت لاستمالة" الدول الافريقية.

وفي يونيو حزيران تبني مجلس الامن الدولي جولة رابعة من العقوبات على ايران بسبب رفضها وقف انشطتها النووية التي تقول طهران انها سلمية لكن تعتقد الدول الغربية انها غطاء لبرنامج تسلح نووي.

ويضم مجلس الامن بين 15 دولة عضو فيه ثلاث دول أفريقية هي الجابون ونيجيريا وأوغندا وأيدت جميعها فرض العقوبات.

وفي الاسبوع الماضي زار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد نيجيريا التي تستضيف قمة مجموعة الدول الثماني النامية والتي تتولى كذلك الرئاسة الدورية لمجلس الامن.

ويقول أحمدي نجاد ان افريقيا تمثل أولوية لسياسته الخارجية وقام بزيارات متكررة للقارة خلال 18 شهرا مضت.

وقبل نيجيريا كان أحمدي نجاد في مالي حيث تعتزم ايران بناء سد لتوليد طاقة كهربية من مساقط المياه. وقبيل تصويت جرى في الفترة الاخيرة في الامم المتحدة زار أحمدي نجاد أوغندا ملوحا بعروض للنفط وطاقة التكرير.

كما اعتاد كذلك زيارة السنغال التي يصفها بانها "بوابة ايران الى افريقيا" وحيث انتج مصنع اقامته ايران الاف من سيارات الاجرة.

وقالت سانام وكيل من كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز "ايران تستغل فعليا بعض هذه الدول الافريقية لموازنة عزلتها المتزايدة والاستفادة من دخول أسواقها. افريقيا أرض خصبة."

وأضافت "هذه ليست بالضرورة سياسة ناجحة لكن الايرانيين عمليون. انها سياسة تأمين قد تؤتي بثمارها يوما."

ورغم فشلها في كسب تأييد الدول الافريقية الثلاثة الاعضاء في مجلس الامن في التصويت على العقوبات في يونيو حزيران الماضي الا أن أحمدي نجاد استقبل استقبالا حافلا من السنغال الى زيمبابوي وحظيت ايران بتأييد لبرنامجها النووي من جانب بعض الدول الافريقية.

وشنت اسرائيل كذلك حملة لكسب الود.

وكانت اسرائيل تحظى بتقدير الدول الافريقية باعتبارها تمثل قصة نجاح بعد انتهاء فترة الحماية البريطانية منذ تأسيسها عام 1948 الا انها خسرت التعاملات مع العديد من الدول الافريقية بعد احتلالها لاراض فلسطينية عام 1967 .

وقام وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ومجموعة من رجال الاعمال بجولة شملت خمس دول افريقية في سبتمبر أيلول من العام الماضي متطلعين لحشد التأييد الدبلوماسي ولصفقات الاعمال.

وفيما يتعلق بالمساعدات تروج الحكومة الاسرائيلية لخبراتها في الصحة وزراعة الارض القاحلة. ويعمل رجال الاعمال الاسرائيليون كذلك في مجالات التعدين والامن والاتصالات في مختلف أرجاء القارة.

وقال مارك شرويدر مدير بحوث افريقيا جنوب الصحراء في شركة ستراتفورد العالمية للمعلومات عن أنشطة اسرائيل في افريقيا انها "معركة لتقييد عمليات او مجموعات يمكن استقطابها واستخدامها ضدهم."

وفي شرق افريقيا تشعر اسرائيل بالقلق من الاسلاميين في الصومال. وفي الغرب تشمل مخاوفها جالية تجارية كبيرة من أصول لبنانية والتي قد تقدم تبرعات لجماعة حزب الله في لبنان.

وصرح جاك روزين رئيس المؤتمر اليهودي الامريكي الذي يعمل على حشد تأييد قادة افريقيا بأن اسرائيل والولايات المتحدة لا تأخذان التهديد الذي تمثله ايران في افريقيا بجدية كافية.

وقال لرويترز في اتصال هاتفي "لا نريد ان نراها (أفريقيا) تتحول الى تربة خصبة (للمتشددين) لذلك تمثل ايران مشكلة."

وذكر أن تصويت الافارقة لصالح العقوبات كان بمثابة اشارة واضحة على أن الزعماء يتفهمون أوجه القصور في الوقوف الى جانب ايران وأهمية ان يكونوا مع اسرائيل والولايات المتحدة في المستقبل.

ورغم مساعيهما الدبلوماسية مازالت ايران واسرائيل تأتيان بعد دول أخرى كثيرة فيما يتعلق بالتجارة مع افريقيا.

فبلغت قيمة اجمالي صادرات اسرائيل لافريقيا العام الماضي ما يزيد على مليار دولار ووارداتها نحو 1.5 مليار دولار. وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية الايرانية للانباء ان صادرات ايران غير النفطية لافريقيا في الاشهر التسعة الاخيرة من عام 2009 بلغت نحو 230 مليون دولار.

وذلك بالمقارنة مع ما يزيد على مئة مليار دولار سنويا هو حجم تجارة افريقيا مع الصين. بينما بلغت صادرات البرازيل لافريقيا 8.7 مليار دولار في عام 2009 .

ولم يتحقق العديد من مشرعات ايران في افريقيا مثل المشروع الطموح لتوليد الكهرباء من مساقط المياه او مشروع لتصنيع الجرارات في مالي أو سيطر عليها منافسون من الصين أو الهند.

وقالت وكيل ان المقارنة بالحرب الباردة مبالغ فيها وتخدم الخطاب الايراني. وتسعد بعض الدول مثل جنوب افريقيا ونيجيريا وكينيا بخطب ود الطرفين.

وقالت سانوشا نايدو من مركز فاهامو وهو شبكة معنية بالعدالة الاجتماعية تتخذ من جنوب افريقيا مقرا ان القضية الاهم هي ما اذا كانت الدول الافريقية هي التي ستستفيد أم مجرد النخبة فيها مشيرة الى ما وصفته "بالضعف والعزلة" لاسرائيل وايران.

وقالت "السؤال هو كيف تستفيد الدول الافريقية من ذلك؟