رمز الخبر: ۲۴۲۶۶
تأريخ النشر: 14:16 - 14 July 2010

محمد الأميـن - إذاعة هولندا العالمية/ شهدت بناية ان بي بي التي تعد من المباني العريقة في مدينة بوسم الهولندية لقاء أدبيا وفنيا بين الشرق والغرب، إذ استمع الحاضرون لنماذج من الترجمات الهولندية والألمانية لقصائد اثنين من كبار الشعر الكلاسيكي الفارسي وهما حافظ الشيرازي وعمر الخيام.

تضمن النشاط عروضا موسيقية قدمتها العازفة الإيرانية المقيمة في ألمانيا مريم آخوندي، التي قدمت مقطوعات موسيقية مصحوبة بنصوص شعرية باللغة الفارسية هي من عيون الأدب الصوفي.

وخصصت منظمة "تيندال" التي نظمت هذا النشاط جزءا من برنامجها للاحتفاء بالديوان الشرقي للمؤلف الغربي الذي ألفه الأديب يوهان فولفجانج جوته أحد اشهر أدباء ألمانيا المتميزين، والذي ترك إرثاً أدبيا وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية.

الديوان الشرقي

وضع غوته لمؤلفه عنوانين أحدهما بالعربية وهو الديوان الشرقي للمؤلف الغربي، استلهم فيه قصائده من شاعر الفرس الأكبر شمس الدين حافظ الشيرازي الذي عاش في الفرن الرابع عشر ميلادي في مدينة شيراز جنوب إيران.

ويعتبر هذا الديوان من أرقى نقاط التجلي بين الأدبين الشرقي والغربي نظرا للمكانة الكبيرة التي يحتلها مؤلف رواية فاوست العظيمة غوته في خارطة الأدب العالمي.

كتب جوته قصائده انطلاقا من عنايته بحكمة الشرق وفنونه، وحسب الفيلسوف العربي الدكتور عبد الرحمن بدوي الذي ترجم ديوان جوته إلى اللغة العربية فان إعجاب جوته بالأدب الفارسي من بين الآداب الشرقية جميعها لا يعدله أي أعجاب آخر فأقبل عليه يقرأ مكل ما يترجم منه.

وتأثر جوته بأدباء المدرسة الرومانتيكية الذين تجاوزا الحدود القومية في تواصلهم مع آداب الشعوب الأخرى وحلم هو بدوره أن يصبح للإنسانية أدبا واحدا مشتركا تمده روافد الأمم جميعها.

ترجمات

حظي المستشرق الألماني جوزيف فون هامر باهتمام منظمي البرنامج، فهو أول من ترجم جميع ديوان حافظ الشيرازي إلى الألمانية، وثمة أدباء هولنديون ترجموا هذا الديوان إلى اللغة الهولندية عبر اللغة الألمانية على غرار الترجمات التي أنجزت إلى الغة الهولندية لرباعيات عمر الخيام عبر الترجمة الإنجليزية التي أنجزها فيتزجيرالد.

يقول جوته في مذكراته عن قراءته لديوان حافظ بترجمة يوسف فون هامر التي أنجزت في جزئين في العام 1812:

"إن مجموعة أشعار حافظ قد أثرت في تأثيرا عميقا لأني لم أكن قادرا على مقاومة هذا التأثير فوضعت الترجمة الألمانية بين يدي ووجدت نفسي اندفع إلى مشاركته في وجدانه وشعرت شعورا قويا مسلحا بحاجتي إلى الفرار من عالم الواقع المليء بالأخطار التي تهدده من كل ناحية سواء في السر والعلانية لكي أحيا في عالم خيالي مثالي انعم فيه بما شئت من المتع حسب طاقتي."

حافظ بالهولندية

 وكان الهولندي فيم فان در زفان سباقا في ترجمة أشعار حافظ إلى الهولندية إذ ترجم 500 غزلية وضع لها عنوان "قصائد حب تضارع سونيتاتنا".

ويعود الاهتمام الغربي من الناحية الحضارية بقصائد الشاعر حافظ الشيرازي الى التقاء تيارين في منجزه الشعري هما التيار الصوفي الرمزي المنفتح على مفردات المتع الحسية والتيار الروحي المعنوي الذي مثله شعراء شرقيون قدموا آثارا ذات قيمة كبيرة في المضامين الإنسانية في الأدب العالمي. يقول حافظ في إحدى غزلياته:

إن جمال الحبيب في غنى عن حبنا الناقص

فما حاجة وجهه النضر للماء واللون والشامة والخط.

سائلني عن المطرب والخمرة وأقلل البحث عن سر الوجود
فلن يحل أحد هذا اللغز العصي

لقد أخرج الحب زليخة من حجاب العصمة

حينما أبصرت جمال يوسف الباهر.

إن كنت تمدحني بالشتيمة وأدعو اللعنة عليك

فذلك أن الجواب المر يرشح من شفة الشوك

اعتبري يا روحي فثمة من يعشق أكثر من الروح

اعتبري يا روحي فثمة فتية هانئون

يرجحون نصيحة شيخ الطريقة علي الروح

قلت غزلا ونحت درا فتغن يا حافظ بسعادة
فعلي نظمك ينثر الفلك عقد الثريا.