رمز الخبر: ۲۴۳۴۷
تأريخ النشر: 10:31 - 18 July 2010
مصیب نعیمی
عصرایران - قد تعتبر الاضطرابات الجديدة في فرنسا حدثا طارئا نتجت عن سوء تصرف قوى الأمن الفرنسي، لكن توسع نطاق الاحتجاجات يوحي بانزعاج واسع لدى المجتمع الفرنسي والتمييز الذي يستشري بين الجاليات الاثنية والعرقية في هذا البلد.

هذه المصادمات العنيفة تعيد للاذهان الاضطرابات الدامية عام 2005 عندما واجهت الشرطة متظاهرين مدنيين بالعنف وأدت المواجهات التي استمرت ثلاثة اسابيع الى احراق 300 منزل وعشرة آلاف سيارة وسقوط العشرات من الضحايا والجرحى بينهم 130 من الشرطة.

ومهما تكن نتائج مثل هذه المواجهات فان الديمقراطية التي كانت فرنسا تتغنى بها فقدت بريقها بسبب الهوة الكبيرة بين الناس والسلطة.

والملفت ان اسلوب قوى الامن الفرنسي في مواجهة المعارضين اشبه بكثير بأساليب اسرائيل في قمع الشعب الفلسطيني، حيث هناك أيضاً تصنيف للمواطنين من الدرجة الاولى والثانية رغم امتلاك الجميع الجنسية الفرنسية.

كما ان الرئيس الحالي ساركوزي كان في صدارة السلطة الامنية في الازمتين، فقد كان وزيراً للداخلية اثناء الاضطرابات السابقة ورئيسا للبلاد حاليا.

ويرى المراقبون بأن خلفية الحدث ابعد من ملاحقة رجل بتهمة السطو ومن ثم اشعال النار في السكك الحديد وهدم عدد من السيارات، لان هناك ضائقة مالية تعاني منها المجتمعات الاوروبية ومنها فرنسا حيث البطالة وصلت الى أعلى مستوياتها خلال العقد الأخير، خاصة ان خطة التقشف التي وضعت قيد التنفيذ تطال الطبقة الفقيرة وتزيد من سيطرة الاثرياء على مقدرات الفقراء.

ولا ننسى بأن الحروب الأمريكية المتنقلة في العالم وتزايد الكراهية والعداء بين الشرق والغرب أيضاً له الدور في مثل هذه الازمات لان الاستخفاف الغربي بحقوق الشعوب الأخرى خلق حالة من الكراهية بحيث لا ترغب الشعوب المسلمة بتمويل المجهود الحربي الغربي عبر التجارة والسياحة، بعدما شاهدتهم يغزون بأساطيلهم وجيوشهم البلدان الاسلامية ويستبيحون دماء شعوبها وينهبون ثرواتها ويستولون على قراراتها.

يبدو أن السخونة الأمنية تجاوزت سخونة الصيف الحارق في أوروبا.