رمز الخبر: ۲۴۷۴۵
تأريخ النشر: 10:58 - 06 August 2010
عصرایران - وکالات - أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه لا يزال مستعدا للتفاوض مع ايران حول برنامجها النووي، مؤكدا في الوقت عينه ان العقوبات المشددة التي فرضها اخيرا مجلس الامن على طهران بدأت تؤتي ثمارها.

يأتي كلام أوباما بموازاة ضغوط تمارسها كل من واشنطن وباريس على بكين حول العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي وقد ابديا في هذا السياق، ثقتهما بالتزام بكين بها، فيما لفت أمس اعلان كوريا الجنوبية نيتها فرض عقوبات خاصة على طهران رغم ان سيول ترتبط بعلاقات اقتصادية مهمة مع ايران.

وسائل اعلام اميركية نقلت عن أوباما امس قوله خلال اجتماع عقده اول من امس في البيت الابيض انه لاحظ "اشارات" على ان النظام الايراني بدأ يشعر بتداعيات كل من الرزمة الرابعة من العقوبات التي اقرها مجلس الامن هذا الشهر بحق الجمهورية الاسلامية والاجراءات الاحادية الجانب التي اتخذتها واشنطن وعدد من حلفائها ضد طهران.

واكد الرئيس الاميركي، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "ذي اتلانتيك" ان "تغيير المعطيات في معادلتهم صعب للغاية، حتى وان كانوا يعانون (من هذه العقوبات)، وقد بدأنا نرى اشارات في ايران على انهم تفاجأوا بنجاحنا" في اقرار هذه العقوبات وضمان تنفيذها. ولكن اوباما اكد حرصه على تأمين "مخرج" هادئ لايران من هذه الازمة.

وفي الاطار ذاته نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن اوباما قوله "انه لامر بالغ الاهمية ان نقترح على الايرانيين مجموعة واضحة من الاجراءات التي نعتبرها كافية للتأكد من انهم لا يسعون الى حيازة اسلحة نووية". واضافت الصحيفة ان اوباما ابدى انفتاحه على فكرة ان يتاح لايران تطوير برنامج نووي مدني اذا ما قدمت الاخيرة "اجراءات لبناء الثقة" بشأن عدم سعيها لحيازة السلاح الذري.

وتتهم الولايات المتحدة ايران بالسعي الى حيازة السلاح الذري تحت ستار برنامجها النووي وهو ما تنفيه الاخيرة مؤكدة ان اهداف برنامجها النووي مدنية بحتة.

وفي اطار مساعي محاصرة ايران والتأكد من عدم افلاتها من الحصار المفروض، قررت الولايات المتحدة ارسال مستشار وزارة خارجيتها المتخصص بشؤون عدم الانتشار النووي روبرت اينهورن الى الصين في اواخر شهر آب (اغسطس) الجاري من اجل دفع عجلة العقوبات الصينية الى الامام. وصرح اينهورن أول من أمس بأنه "من المهم جدا ان تفرض الصين العقوبات كما يجب. وان تدرك ان عليها واجبات دولية يجب احترامها بصفتها عضوا دائما في مجلس الامن". واعرب عن مخاوفه من ان الصينيين سيتذرعون "بأولويات امنية في غاية الاهمية ترتبط بقطاع الطاقة وحاجتهم للحصول على الطاقة من اجل انماء اقتصادهم. انهم برأينا يضخمون حاجاتهم الى الطاقة".

واعربت فرنسا امس عن ثقتها بأن الصين ستطبق العقوبات التي يفرضها قرار مجلس الامن الدولي رقم 1929 على ايران. وصرحت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج امس بهذا الخصوص ان "الصين صوتت مع الدول الاخرى في مجموعة الـ"3+3" الأعضاء في مجلس الامن لمصلحة القرار 1929 تماما مثلما صوتت في السابق على قرارات اخرى تفرض عقوبات على ايران. ونحن على ثقة بأن السلطات الصينية ستحرص على تنفيذ دقيق لهذه العقوبات".

وصرحت الناطقة باسم الخارجية الصينية يانغ يو اول من امس في نبرة تفهم على انها دفاع عن العلاقات الايرانية الصينية "تجارة الصين مع ايران هي تبادل طبيعي ولا تؤثر على مصالح الدول الاخرى". لكنها عادت وذكرت باحترام بكين الدائم للقرارات الدولية "الصين عضو دائم في مجلس الامن الدولي ولطالما احترمنا قرارات المجلس".

وفي جديد الدول المنضمة الى العقوبات، أعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها تعتزم فرض عقوبات مستقلة على إيران. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن مسؤول رفيع قوله "بدأت الحكومة بدراسة طرق فرض عقوبات مستقلة بغية الانضمام إلى المسعى الدولي لمعاقبة إيران".
 
وأوضح أن "المؤسسات المعنية تراجع أنواعا مختلفة من العقوبات المستقلة وتتولى وزارة الإستراتجية والمالية الدور الأساسي".

وتابع المسؤول الكوري قائلاً: "حالياً نحاول تحديد الحدود القصوى والدنيا للعقوبات"، مشيراً إلى أن الإجراءات الجديدة ستكون رزمة من التنظيمات الجديدة المتعلقة بإيران. وأضاف: "سندرس العقوبات بطريقة لا تؤثر على النشاط الطبيعي لشركاتنا".

وقال المتحدث باسم الخارجية الكورية الجنوبية كيم يونغ سان "لدى حكومتنا موقف أساسي بالتعاون عن كثب مع الجهود والإجراءات الدولية في ما يتعلق بالمسألة النووية الإيرانية كعضو مسؤول في المجتمع الدولي". غير أنه أضاف "نحاول تحديد الضرر (الذي سيلحق) بالنشاط الشرعي والطبيعي لشركاتنا خارج هذه الإجراءات"، مشدداً على أن سيول التزمت بتطبيق قرار العقوبات الصادر عن مجلس الأمن.

وقد تؤدي العقوبات التي ستفرضها سيول إلى تضرر الشركات الكورية الجنوبية العاملة في إيران، التي تعتبر الشريك التجاري الأكبر للبلاد في الشرق الأوسط وتصل قيمة التبادلات التجارية بينهما إلى 10 مليارات دولار في السنة.

في غضون ذلك، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في حديث لقناة تلفزيون محلية نشرته وكالة "فارس" ان "العلماء الايرانيين يعملون حاليا وفي مستقبل قريب سيصل صاروخ من ثلاث طبقات الى مدار على ارتفاع الف كلم ما يعني الخروج من الغلاف الجوي" للارض.

واوضح الرئيس الايراني ان "الصاروخ الذي نصنعه ستتراوح قوة اقلاعه بين 120 الى 140 طنا مقابل 32 طنا للصاروخ الذي اطلقناه للقمر الصناعي الاول" الذي وضعته ايران في المدار في شباط (فبراير) 2009. واضاف "في المرة الاولى ارسلنا قمرا صناعيا الى 250 كلم والعام المقبل سيكون الى 700 كلم والعام الذي يليه سيكون الى ابعد من الف كلم".

من جهة اخرى اكد احمدي نجاد قرب اطلاق قمر صناعي تجريبي للاتصالات "سيعمل لمدة عام".
لكن الرئيس الايراني لم يعط موعدا محددا لهذا الاطلاق غير ان وزير الاتصالات رضا طغيبور اعلن في مطلع تموز (يوليو) ان البرنامج المقرر له هو الاسبوع الاخير من اب (اغسطس).

وأبلغ الرئيس الإيراني رئيسي أفغانستان حامد رزاي وطاجيكستان امام علي رحمنوف أمس، أنه يمكن للدول الثلاث أن تشكل ثقلا موازنا لحلف شمال الأطلسي في آسيا بمجرد انسحاب القوات الأجنبية من المنطقة.

وقال أحمدي نجاد الذي يثير مخاوف الغرب بسبب أنشطة إيران النووية، إن الدول الثلاث تخلصت من السيطرة الأجنبية في العقود الأخيرة ويتعين عليها تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية وأن تكون مستقلة عن القوى الكبرى.

وأضاف في الاجتماع الذي أذاع التلفزيون جانبا منه، "كثيرون لا يرون أنه أمر مرغوب أن تشكل الدول المستقلة الثلاث صداقة قوية في المنطقة وأن تغير الوضع الراهن. ولا يرضى أي منهم عنه."

وطالب أحمدي نجاد بأن تغادر القوات الأجنبية المنطقة وأن تسمح للدول الثلاث بتطوير روابط أوثق فيما بينها.

وقال "مصير الدول الثلاث مرتبط ببعضه من وجوه مختلفة، وهؤلاء الذين يفرضون ضغوطا علينا من الخارج والذين هم ضيوف غير مرغوب فيهم عليهم أن يرحلوا. هؤلاء الذين جاؤوا من أوروبا يمثلون حلف الأطلسي يريدون الضغط على الصين وروسيا والهند، واذا واجهتهم هنا ثلاث دول مستقلة وتتمتع بقوة فحينئذ ستكون هناك عقبة."

وذكرت وكالة "فارس" ان مناصرين للنظام الايراني هاجموا أمس رئيس البرلمان السابق وأحد ابرز قادة المعارضة في ايران مهدي كروبي، خلال مراسم عزاء في مسجد في طهران.
وأضافت الوكالة ان بعض المشاركين "الغاضبين" حاولوا عبثا منع كروبي من حضور مراسم العزاء، قبل التعرض لحراسه الشخصيين.

وأشارت فارس الى ان الحراس الشخصيين استخدموا مرارا الغاز المسيل للدموع وأطلقوا النار في الهواء للسماح لكروبي بمغادرة المسجد بعد انتهاء المراسم.
ولم تؤكد وسائل اعلام اخرى او الموقع الالكتروني لكروبي النبأ.