رمز الخبر: ۲۴۷۹۲
تأريخ النشر: 10:31 - 09 August 2010
عصرایران - إذاعة هولندا العالمية - مع إعلان إدارة مهرجان قرطاج الدولي عن مشاركة الفنان الإيراني شهرام ناظري وفرقة فردوسي الموسيقية في دورته السادسة والأربعين، تكون العلاقات الإيرانية التونسية قد سجلت تطورا جديدا آخر على الصعيد الفني، بعد أن شهدت تحسنا كبيرا في الفترة الأخيرة في المجال السينمائي.

ومشاركة ناظري في قرطاج تعد التي تعد الحفلة الرسمية السادسة التي يقيمها ناظري على أساس إشعار ملحمة الفرس الكبرى الشاهنامة، في خارج إيران، بعد أن تعذر إقامتها في داخل إيران.

وعلى غرار مشاركته في مهرجان سان فلوران للموسيقى بفرنسا سوف تتضمن مشاركة شهرام ناظري في مهرجان قرطاج ، عزف مقطوعات من الموسيقى الملحمية وإنشاد مقاطع من كتاب الـ"شاهنامة" للشاعر الخالد الحكيم أبي القاسم الفردوسي.

ولد شهرام ناظري في العام 1950 في مدينة كرمانشاه من عائلة صوفية اشتهرت بإسهامها الكبير في مجال الفن والأدب، إذ كان والده من قراء المقام المشهورين، ومن العائلة ذاتها اشتهر الأستاذ حاج خان ناظري الذي تتلمذ على يديه كبار الموسيقيين في إقليم كرمانشاه ، وقد قدم إضافات أساسية في مجال الموسيقى التراثية المتواشجة مع مراسيم الطرق الصوفية.

عن تجربة شهرام ناظري في مجال الموسيقى التراثية قال الشاعر والمترجم الإيراني موسى بيدج للقسم العربي لإذاعة هولندا العالمية:

"لقد استطاع شهرام ناظري أن يحتل مكانة الصدارة في الغناء التراثي الايراني الى جوار عمالقة هذا الفن، بسبب نجاحه الكبير في تقديم الغناء التراثي بطريقة عصرية، وقد وظف الآلات والتقنيات الحديثة دون أن يمس جوهر الأغنية التراثية التي ترتبط بصلة وثيقة بالينابيع الروحية والشعر الصوفي، ان ما حققه ناظري في خلق التنوع والتجديد في المضمون والأداء. حوله إلى فنان النخبة المثقفة في إيران، وفنان الجيل الشاب على حد سواء".

واتسعت شهرة ناظري من خلال مشاركاته في تظاهرات وملتقيات ثقافية وفنية ذات أهمية عالمية، سواء عبر إلقاء محاضرات علمية حول الفن والموسيقى الكلاسيكية الإيرانية أو تنظيم العروض الموسيقية للتعريف بالموسيقى الإيرانية، كما في جامعة طوكيو، وجامعات كولومبيا وبركلي واستنفورد ومشاركاته في مهرجانات عديدة مثل مهرجان مراكش، ومهرجان فاس للموسيقى الروحية .

حصل ناظري على وسام فارس الفرنسي ، وعلى شهادة تقدير من الكونغرس الأمريكي نتيجة فعالياته المتواصلة، وعلى شهادة مماثلة من جامعة هاروارد، وكذلك حصوله في مدينة قونية التركية على الميدالية الذهبية من أيدي آخر أحفاد مولانا الرومي ، وأقرت بلدية مدينة سان دياغو تسجيل يوم الخامس والعشرين من شباط / 2006، باسم شهرام ناظري تقديرا لجهوده في سبيل الارتقاء بمستوى إبداع وتميز الموسيقى الإيرانية على الصعيد العالمي.


ونال شهرام ناظري سنة 2007 على جائزة التراث الثقافي الشرقي من اللجنة الآسيوية في نيويورك { Asia Society}، كما حظي بشرف التقدير من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة اعترافا بقيمة أعماله الفنية حول تراث جلال الدين البلخي الرومي(مولوي)..

وذكر هذا الفنان الذي يلقب في ايران بـ"فارس الغناء الإيراني" و"رائد فن الموسيقى الايرانية"بأن آخر حفلة أقامها كانت ضمن فعاليات مهرجان فاس في المغرب حيث إشتملت هي الأخرى على قراءة مقاطع من شاهنامة الفردوسي ولاقى هذا الحفل استحسانا وإقبالاً جيداً.


وحسب رئيس تحرير مجلة شيراز الشاعر موسى بيدج فان نجاح ناظري وشعبيته في إيران ، تشمل جميع القوميات الإيرانية نظرا للأجواء الروحية المشتركة وتغلغل المؤثر الثقافي والروحي الصوفي في ثقافة هذه القوميات:


"الغناء التراثي ليس الكلمات فحسب، وإنما الترجمة الإبداعية الخلاقة للآلات الموسيقية ، فالأنغام هي التي تمنح المفردات قيمة إضافية، ولها يكون الدور الكبير في الهيمنة على مشاعر المستمعين، وبهذا أتوقع أن يكون هناك نجاح كبير للموسيقى التراثية الإيرانية في العالم العربي والتوقع ذاته ينطبق على الموسيقى الروحية العربية في ايران".

 

ودفع اهتمام الصحافة ووسائل الإعلام الإيرانية بمشاركة الفنان شهرام ناظري في قرطاج ، للتعريف بالمهرجان وأهميته نظرا لقلة المعلومات المتوفرة لدى نسبة كبيرة من الإيرانيين بهذا المهرجان العريق .

وحافظت هذه الدورة من مهرجان قرطاج التي تواصل نشاطاتها لغاية التاسع عشر من الشهر الحالي على استقطاب الأسماء اللامعة في الغناء العربي مثل العراقي كاظم الساهر والمغربية سميرة سعيد و السوري صباح فخري .