رمز الخبر: ۲۴۷۹۵
تأريخ النشر: 10:41 - 09 August 2010
محمد صادق الحسيني
عصرایران - القدس العربی - رغم طبول الحرب التي تقرع في الاعلام الغربي والعربي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية على خلفية ملفها النووي، الا ان نفس هذا الاعلام حاول ان يمر مرور الكرام على تصريحات اوباما المربكة والمتخبطة حول خيار التفاوض مع هذا البلد المتمرد على الارادة الامريكية، في ظل مشهد مضطرب من الحرب الناعمة المفتوحة على ثقافة المقاومة والممانعة العربية والاسلامية!

يقول محرر 'الواشنطن بوست' ديفيد ايغناتيوس نقلا عن اوباما الذي دعاه مع آخرين الى حلقة مصغرة من صحافيي البيت الابيض حضرها كذلك اعلام من رموز الامن القومي الامريكي: 'من المهم جدا ان نضع امام الايرانيين مجموعة خطوات نعتبرها كافية لاثبات انهم لا يبحثون عن تطوير اسلحة نووية وحتى يعرفوا على ماذا مطلوب منهم ان يوافقوا ....... بما يفضي بافساح المجال للولايات المتحدة من قبول صفقة تسمح لايران بالحصول على برنامج نووي سلمي ما دامت طهران توفر اجراءات بناء الثقة'!

ويضيف محرر الواشنطن بوست: 'ان انفتاح اوباما المتجدد على ايران تضمن ايضا اقتراح محادثات حول افغانستان' ناقلا عن اوباما قوله: 'ان الطرفين لديهما مصلحة مشتركة في محاربة طالبان .... وانه من الضرورة بمكان اشراك ايران في عملية اعادة دمج عناصر طالبان عبر محادثات اقليمية لا بد لايران ان تكون شريكا فعالا فيها .....'!

لقد جاء هذا الكلام بالطبع بعد ايام قليلة من حديث لرئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال مايكل مولن كان قد كرر فيه مقولة وجود خطة جاهزة للخيار العسكري ضد طهران!

وهو الامر الذي تؤكده على ما يبدو تقارير خرجت من صحيفة الجيروزاليم بوست نقلا عمن سمتهم بقدامى الاستخبارات الامريكيين (في آي بي اس) والتي قالت انهم بعثوا برسالة الى اوباما حذروه فيها من الوثوق بنتنياهو 'الذي يفكر بشن هجوم على ايران في ايلول/ سبتمبر المقبل لتوريط الولايات المتحدة في مثل هذه الحرب' ....... معتبرين في رسالتهم تلك: 'ان من شأن حرب واسعة كهذه في المنطقة ان تؤدي الى تدمير دولة اسرائيل' وبالتالي فان الصحيفة الاسرائيلية المذكورة توصي اوباما بالقول:

'ان الطريقة الامثل لدرء مثل هذا الخطر يتمثل في اعلان رسمي حازم من اوباما يحذر اسرائيل شخصيا من مغبة مهاجمة ايران يتبعه ارسال مولن الى تل ابيب لاصدار تعليمات عسكرية: لا تفكروا بالامر'!

انتهى حديث الصفقة والخطر المحدق والتحذير منه، وكل ذلك على لسان الصحافة الامريكية والاسرائيلية.

في هذه الاثناء كانت صحيفة 'كيهان' المقربة من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية قد كشفت عن تواجد من سمته بـ'دلال العلاقات الامريكية الايرانية' في طهران خلال انعقاد مؤتمر للمغتربين الايرانيين غالبيتهم من القاطنين في الولايات المتحدة الامريكية، وهو الدكتور هوشنك امير احمدي رئيس لجنة العلاقات الامريكية الايرانية والذي يحمل الجنسية المزدوجة والمعروف بعلاقاته الحميمة مع صناع القرار الامريكي بعامة واهتمامه البالغ بالبحث عن صيغة 'صفقة' ما بين واشنطن وطهران الى جانب عدد من الاسماء المثيرة للجدل وهو ما اعتبرته كيهان امرا مريبا ويثير الشكوك حول نوايا بعض الدوائر المحيطة بالرئيس الايراني على حد قول الصحيفة!

ايضا من المهم ان نعرف بانه وغداة الحديث عن هذه الصفقة التي تشمل افغانستان فقد شهدت طهران انعقاد الدورة الثالثة لقمة رؤساء الدول الناطقة بالفرسية وهي طاجيكستان وافغانستان بالاضافة الى ايران بالطبع، والتي قيل انها شهدت اجتماعات مغلقة بالغة الاهمية على مستوى الرؤساء بالاضافة الى اجتماع المرشد الاعلى بالرؤساء الثلاثة مجتمعين لم يتسرب منها اكثر من عبارة: 'ان تواجد القوى الاجنبية في افغانستان لم يأت من ورائه سوى الشر والفساد'! بالمقابل فانه وردا على هذا النداء - الصفقة فقد علق رئيس الديبلوماسية الايرانية منوشهر متكي بالقول: 'اذا كانت امريكا تريد الواقعية فعليها ان لا تأكل اللقمة باللف والدوران نحن لا نتوسل المفاوضات مع احد'!

وهو رد حازم على ما يبدو تجاه طلب امريكا من ايران على ان تكون اكثر شفافية في الموضوع النووي، وتماهيا مع الرئيس احمدي نجاد الذي طالب 'بمناظرة علنية حرة' مع اوباما تشمل كل الموضوعات العالمية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك على هامش زيارته المقبلة المقررة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.

على صعيد آخر فان القدر المتيقن مما هو متاح ان يعرف في طهران هو ان صانع القرار الايراني كما يتابع بعناية 'مقترحات الصفقة الامريكية المرتبكة والناقصة والمتخبطة' يتابع ويراقب بدقة اكثر عناية كل تحركات الكيان الصهيوني والادارة الامريكية تجاه حلفائه في بلاد الشام عموما ولبنان بشكل اخص وهو في جهوزية كاملة ليحول اي مغامرة اسرائيلية او امريكية تجاه اي من حلفائه فضلا عن ان تكون ضده مباشرة الى معركة نهاية اسرائيل بالفعل مما سيشكل صفعة تاريخية لمخطط 'الشرق الاوسط الكبير'، اما كيف وما هي السيناريوهات فان علم ذلك عند الله والمرشد الاعلى والسيد حسن نصر الله وبشار الاسد، كما تقول الاوساط الوثيقة الصلة بالدوائر المحيطة بهؤلاء!