رمز الخبر: ۲۴۸۲
تأريخ النشر: 13:20 - 02 February 2008
حمزة هادي حميدي
عصر ايران – حمزة هادي حميدي

أصبح موضوع الاساءة الى العقائد والاديان احد سمات الغرب في تعامله الفج مع الآخر ولاسيما الامة الاسلامية.

وبالرغم من رفض مثل هذا السلوك الشائن من قبل الشعوب والحكومات في العالم الاسلامي الا ان هذا الغرب وبدلا من التراجع عن اخطائه غير المسوغة فانه يتعمد التمادي في الغي والاستهتار بحجة التمسك بحرية التعبير.

وانطلاقا من قاعدة "أفضل طريقة للدفاع هو الهجوم" تتاكد حقيقة التوجهات الهولندية الاخيرة في التطاول على القران الكريم والسعي الى عرضه امام الراي العام الغربي بانه كتاب ياخذ منه المسلمون اسباب التطرف والارهاب.

ولعل التزام هذا الخطاب البغيض من قبل احدى الشخصيات السياسية المعروفة في هولندا وهو المدعو "غريت ويلدرز" المعروف بافكاره المتطرفة دليل على وجود اصرار مسبق لدى صناع القرار في اوروبا والغرب عموما باتجاه استفزاز مشاعر المسلمين والاساءة الى اقدس مقدساتهم وامام عمليات التجريح المتواصلة ضد الاسلام وقرآنه المجيد والرسول الاعظم (ص) فان ثمة ضرورة قصوى لاجراء محاكمة عادلة لمقاضاة العقل الغربي الذي يسمح لنفسه بممارسة جميع الموبقات والاعمال القبيحة والمنحطة لتقييم العقائد والمنطلقات الدينية والاخلاقية للمسلمين وسواهم من أتباع الديانات السماوية الاخرى وذلك بدعوى حرية التعبير في حين انه لا يتورع عن اتخاذ قرارات او إصدار قوانين مقيدة على ظواهر وافكار يتمسك بها المسلمون ومن ذلك الالتزام بالحجاب واقامة الطقوس والمناسك الدينية في بلدانهم او في دول المهجر.

فاذا كانت النوايا صادقة وسليمة فلماذا –اذا- يقيم ادعياء حرية التعبير الدنيا ولا يقعدونها اذا ما انطلقت علامات تساؤل او استفهام هنا او هناك بشان محرقة اليهود "الهولوكوست" ويعرضون مفكرين وشخصيات انسانية من ابناء جلدتهم هم للمقاضاة والسجن وقطع الارزاق عنهم احيانا ؟!

المؤكد ان العالم الاسلامي الذي يعرف حقيقة الدوافع المريبة والمقصودة لهذه السلوكيات لن يتحمل الى الابد استمرار خروقات العقل الغربي في اوروبا او اميركا او في اي مكان اخر كما انه لن يغفر للحكومات والمؤسسات الرسمية الاخرى هناك سكوتها المخزي والمطبق امام هذه الوقاحات المرفوضة عقلا ومنطقا وذوقا.

ثم ما بال العقل الغربي يقاتل دون هوادة دفاعا عن ترهات ومواقف بعيدة كل البعد عن القيم النبيلة والاخلاق الانسانية بذريعة حماية الحريات لكنه لا يحرك ساكنا امام المجازر والجرائم الصهيونية في فلسطين والممارسات الاستكبارية الرعناء لاميركا في انحاء العالم عموما وفي منطقة الشرق الاوسط خصوصا ؟!

من دون شك فان مجاميع اللوبي الصهيوني تقوم بنشاطات واسعة لسوق الافكار والمعتقدات في الغرب بالاتجاه الذي يخدم مصالحها واهدافها المشؤومة ولاسيما حماية اسرائيل الغاصبة ولهذا فان جنوح العقل الاوروبي او العقل الاميركي او العقل الكندي او ما سواه نحو معاداة الاسلام والمسلمين يندرج في هذا السياق الذي سيقودهم جميعا الى السقوط حتما.