رمز الخبر: ۲۴۸۴۸
تأريخ النشر: 14:21 - 11 August 2010
امیر موسوي
عصرایران - أمیر موسوي

لقد فاجأ سماحة السید حسن نصر الله الأمین العام لحزب الله ، الجمیع بما قدم من قرائن دامغة ومعقدة وفنیة تدل علی ضلوع الکیان الصهیونی فی عملیة إغتیال رئیس الوزراء اللبنانی الأسبق رفیق الحریری فی 14 شباط عام 2005، ولم تأت هذه القرائن من فراغ إنما من درایة وتخطیط ومجاهدة لاتقل عن المواجهة المسلحة مع العدو الإسرائیلی فی ساحات الجهاد والمقاومة وهذا دلیل علی قوة وقدرة المقاومة اللبنانیة ومتانتها وجذورها الإجتماعیة العمیقة فی المجتمع اللبنانی وإمتدادها العربی والإسلامی والإنسانی .

فما حصل علیه حزب الله من قرائن ودلائل یعتبر قفزة نوعیة ومتطورة للمقاومة الإسلامیة اللبنانیة فی مواجهة مکائد العدو الإسرائیلی الذی وظفت له جمیع الإمکانیات الدولیة والإقلیمیة والمحلیة فی سبیل القضاء‌علی هذه المقاومة ‌الشریفة والعادلة أو تقزیمها وشلها، لأن ما قدمه السید نصر الله من قرائن تعجز عنها دول کبیرة ومتمکنة مالیا وعسکریا ، کل هذه الادلة والاثباتات ذات التقنیة الإستخباراتیة العالیة والمتمیزة جمعت من قبل ثلة مؤمنة ومجاهدة وملاحقة من قبل جمیع الدول الإستکباریة وحلفائها فی المنطقة ومحاطة ببیئة یکثر فیها الجواسیس وعلی أعلی المستویات ، لکنها إستطاعت مع کل هذه الصعوبات أن تحقق هذا الإنجاز المعلوماتی الضخم و بهذه الدقة العالیة والسریة التامة وکان هذا الغيض القلیل من المعلومات وما ستر أکبر وأعظم وستبقی المعلومات المتبقیة أوراقا بید المقاومة لتکن سلاحا آخرا لتدمر به أعصاب العدو الإسرائیلی وعملائه فی لبنان ولن یطبق لها جفن من الآن فصاعدا وستکون کالسیوف علی أعناقهم تلاحقهم أینما ذهبوا .

ویمکن إستنتاج ثلاث رسائل من کلام السید نصر الله ، الأولی موجهة إلی الکیان الصهیونی وقدراته العسکریة وإمکانیاته الإستخباراتیة ومن ورائه قوی الإستکبار، وهي أن حزب الله لکم بالمرصاد ومهما إستخدمتم التقنیات والمعدات المتطورة فالشعب اللبنانی ومقاومته تتعامل معکم علی نفس المستوی بل أکثر لکن حسب إسلوبها وإماکاناتها فبالأمس إستطاعت بإذن الله هزیمتکم عسکریا ومیدانیا والیوم تلاحقکم بإذنه عز وجل خطوة خطوة أمنیا وتقنیا ولن تفلت مکائدکم عن عیونها الیقظة ولن ترهقها أسالیبکم وخداعکم .

والرسالة الثانیة موجهة إلی الداخل اللبنانی وعلی ثلاثة إتجاهات :

الإتجاه الأول إلی رئیس الوزراء اللبنانی سعد الحریری وحکومته وفريقه السیاسی ، علیهم أن یفوتوا الفرصة علی المتربصین بوحدة وتکاتف الشعب اللبنانی ولحمته الوطنیة التی تجلت مرة أخری فی دحر الإعتداء الإسرائیلی الأخیر علی جنوب لبنان وتصدی الجیش اللبنانی الباسل له بکل قوة وشجاعة ومالاقاه الجیش من تضامن شعبی واسع من جمیع أطیاف الشعب اللبنانی الصامد. وأن لا یسمحوا للمحکمة الدولیة بتسيیس القضاء وأن یدعموا رؤیة إنشاء محکمة وطنیة لبنانیة لتقوم بالتحقیق المباشر فی قضیة والده وبدعم جمیع الکیانات السیاسیة فی لبنان وأن یسمحوا للقضاء اللبنانی أن یقول کلمته فی هذا الشأن وأن یستفید من الاثباتات والدلائل المتوفرة داخلیا کالتی یمتلکها حزب الله أو الضباط الأربعة أو آخرون حتی مستندات وادلة الأطراف الدولیة ولیکن القرار لبنانیا وسیادیا ولیس خارجیا مسیسا ومتأثرا بالدوافع الإسرائیلیة والأمریکیة.

الإتجاه الثانی إلی الجواسیس والمتعاونین مع الکیان الإسرائیلی بان یراجعوا حساباتهم ویعودوا إلی ضمائرهم وشعبهم ویسلموا أنفسهم للعدالة قبل فوات الأوان لأن أجهزة الدولة اللبنانیة جادة فی ملاحقتهم ولن یهدأ لحزب الله وأنصاره والشعب اللبنانی جمیعا بال حتی إکتشاف آخر بؤرة من أوکار التجسس والخیانة هناک.

الإتجاه الثالث هو إلی الشعب اللبنانی والقاعدة العریضة الحاضنة والراعیة للمقاومة ، بأن أبناءهم فی حزب الله ساهرون علی أمنهم وإستقلال بلادهم وسیادته جنبا إلی جنب القوات المسلحة اللبنانیة ورجال الأمن اللبنانی وسیضعون جمیع خبراتهم وتجاربهم بتصرف رجال الأمن الوطنی والعسکری وسیکونوا سندا لهم فی تادية واجبهم الوطنی ، دعما لقوة ومناعة لبنان .

والرسالة الثالثة موجهة إلی الدول الإستکباریة التی ما لبثت تتهدد وتتوعد الدول التی تقف بوجه مخططاتها اللاإنسانیة فی المنطقة وعلی رأسها الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ، بأن قوی الممانعة الیوم لدیها ما یمکنها من مواجهة کل الضغوطات والتهدیدات وإنها لهم بالمرصاد عسکریا وأمنیا وتقنیا وبأسالیب وطرق متنوعة تحددها هذه القوی فی اوانها، ففی هذه المرة لا یمکن للمستکبرین أن ینجوا من أی مواجهة یفتعلونها ویبدأونها فی المنطقة بإذن الله تعالی.