رمز الخبر: ۲۴۸۵۴
تأريخ النشر: 09:15 - 11 August 2010
عصرايران - ارنا - اکد الرئيس محمود احمدي نجاد ان القوى المتغطرسة والسلطوية لاتجرؤ على المواجهة مع الشعب الايراني "وان القوة والهيمنة العسکرية لاميرکا في طريقها نحو الانهيار ووصلت الى طريق مسدود" .
   
واضاف احمدي نجاد في حوار اجرته معه مجلة نيويورکرز الاميرکية ، ان التجارب في العراق وافغانستان بينت ان اميرکا اصابها الفشل في تنفيذ سياساتها السلطوية وليس لها حل سوى الانسحاب من المنطقة .

وردا على سؤال حول توقعاته بانهيار القوة العسکرية الاميرکية في المستقبل قال ان شعوب العالم تشعر بالتبرم من السياسات السلطوية والظالمة التي تتبعها الحکومة الاميرکية .

واضاف ان الشعوب اليوم تشعر بالانزعاج بشدة من اقامة القواعد العسکرية الاميرکية على اراضيها وتطالب باغلاقها مما يعني ان الهيمنة العسکرية الاميرکية وصلت الى نهايتها .

واوضح انه لو ارادت اميرکا مواجهة الراي العام للشعوب فانه مما لاشک فيه فان المواطنين في اليابان وکذلک الاوروبيون سيحتشدون في الشوارع خلال الاعوام المقبلة للاحتجاج على تواجد القواعد العسکرية الاميرکية في بلدانهم والسبب يعود الى السياسات الخاطئة التي يتبعها الساسة الاميرکيون .

وشدد انه لااحد يجرؤ باتخاذ خطوة ما ضد الشعب الايراني .

واکد ان الشعب الايراني لايرحب بسياسة المواجهة ويرغب باقامة علاقات صداقة تقوم على اساس الاحترام ولکنه لايستطيع احد القيام بعمل ضد الشعب الايراني لان ايران بلد کبير يضم 75 مليون انسان شجاع دافع عن نفسه باتباع الحکمة والمنطق طيلة التاريخ .

واردف ، انه ليس هناک اختلاف بين الايراني والاميرکي والاوروبي والافريقي والمسلم والمسيحي حيث ان الانسانية هي القاسم المشترک بين الجميع وان الضمير الذي يمتاز به کافة البشر يميل الى المحبة والصداقة والعدل والعزة والاحترام .

واعتبر ان الحدود السياسية والجغرافية لاتشکل حدودا بين الانسان "وان هذه الحدود ادارية الطابع وقد وضعت لادارة شؤون العالم والتخطيط للموازنات العالمية ، وان کافة البشر ذو طابع عالمي ومرتبطون بعضهم ببعض والاختلاف الوحيد بينهم هو مستوى ايمانهم وتمسکهم بالقيم الانسانية مما يحتم على الجميع العمل على ارساء العدل والصداقة والسلام والتعاون بين البشرية .

وردا على سؤال حول القلق الذي يشعر به الغربيون ازاء المواقف التي تتبناها الجمهورية الاسلامية الايرانية قال ان مواقف بعض الساسة والقادة الغربيين ضد الشعب الايراني تمتد الى ماض طويل .

ولفت الى ان معارضة الساسة الاميرکيين وحلفائهم للشعب الايراني ليست محدوده بالاعوام الاخيرة بل يعود عداء الحکومة الاميرکية للشعب الايراني الى الاعوام الماضية .

واضاف ان الحکومة الاميرکية نفذت انقلابا عسکريا في ايران قبل 57 عاما واقرت وزيرة الخارجية الاميرکية في وقتها مادلين آلبرايت بضلوع بلادها في هذا الانقلاب کما ان اميرکا دعمت نظام صدام حسين في العراق بحربه المفروضة على ايران .

واوضح انه بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران والتي اقامت لانتخابات حرة وديمقراطية لکن الحکومة الاميرکية وقفت على خط المواجهة مع ايران وفرضت مختلف العقوبات طيلة العقود الثلاثة المنصرمة .

ووصف البرنامج النووي الايراني بانه تحول الى ذريعة لهذا البلد للقيام بخطوات ضد ايران فيما اکدت ايران التزامها بمعاهدة حظر الانتشار النووي وقد وضعت الوکالة الدولية للطاقة الذرية کاميرات لمراقبة النشاطات النووية الايرانية لکن الحکومة الاميرکية لم تقبل بهذه المعاهدة وتحتفظ بترسانة نووية في مختلف بلدان العالم .

وردا على سؤال حول استخدام اميرکا القنبلة الذرية في هيروشيما من اجل وضع نهاية للحرب العالمية الثانية قال ان هذه الذريعة غير مقبولة لان الکثير من القتلى کانوا ابرياء ومدنيين .

واضاف ان هذا الکلام يعني منح الرخصة اليوم لقتل الابرياء مما يتعارض مع ميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية والتي کانت اميرکا احدى واضعيها .

وعما اذا کانت ايران تعتزم المشارکة في لعبة الکبار قال ان هذا القول ليس صحيحا لان الشعب الايراني ليس من اصحاب اللعب .

واوضح ان ايران تعارض الموازنات ذات النزعة الاحادية الجانب وغير العادلة التي وضعتها بعض البلدان ، وان ايران تعتقد بان النظام الذي وضع بعد نهاية الحرب العالمية الثانية يتصف بالظلم والعجز ولايمکنه ارساء العدل والامن في العالم ووضع نهاية للتهديدات وزعزعة الامن .

واکد رئيس الجمهورية ضرورة اقامة نظام عادل في العالم ومشارکة کافة الشعوب في ادارة شؤون العالم وينبغي للجميع المشارکة في ارساء السلام والعدل المستديم في العالم لان النتائج المترتبة على ادارة شؤونه من قبل فئة قليلة ستکون النتائج بالصورة الحالية ذاتها .

واردف ، ينبغي للجميع المشارکة وفق اسس العدل والقانون والصداقة والاخوة في ادارة شؤون العالم واقامة نظام عادل .

وردا على سؤال حول مزاعم الکيان الصهيوني القائمة على تقديم ايران الدعم للفصائل الفلسطينية والعراقية قال ان اثارة مثل هذه المزاعم تشکل دليلا بحد ذاته على سيادة نظام غير عادل في العالم .

واکد ان ايران لم تخف دعمها المعنوي للشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي وتفخر بانها تدعم مثل هذه الاعمال الانسانية .

وتساءل احمدي نجاد ، انه وفق اي المصالح ياتي البعض من اماکن بعيدة الى الشرق الاوسط ويحتلون اراضي غيرهم ويقتلون الناس ويخربون البيوت ويختلقون کيانا يفرضونه على المنطقة .
واعتبر ان الاجابة على هذا السؤال واضحة تماما لان القوى المتغطرسة تريد الهيمنة على ثروات الشرق الاوسط لکن الظروف تغيرت تماما ولايقبل اي انسان في العالم اليوم بتخريب المساکن واغتيال علماء الدين وقتل الابرياء .

ولفت الى انه لو لم تکن الشعوب تعيش وطأة ضغوط حکوماتها لاعلنت معارضتها للکيان الصهيوني .
وانتقد ربط مصير الشعب الاميرکي بالصهاينة مؤکدا ان اميرکا تستطيع اقامة علاقات صداقة في الشؤون الاقتصادية والثقافية مع کافة شعوب الشرق الاوسط .

واشار الى ان اکثر من 97 بالمئة من شعوب المنطقة تعارض الدعم الاميرکي الذي تقدمه واشنطن للکيان الصهيوني موضحا ان الحکومة الاميرکية تستطيع صرف الاموال الطائلة التي تنففها لدعم الصهاينة وفي غزو العراق وافغانستان على شؤون الرخاء التي يحتاجها الشعب الاميرکي وتنمية الاستثمارات والاعمار في الشرق الاوسط .

واکد ان الکيان الصهيوني يسير نحو الانهيار " وان هذا الکيان تاسس من اجل تحقيق مصالح الغرب ويتحدث عن احتلال الاراضي الواقعة مابين النيل والفرات لکن الغربيين قاموا بعمليات الغزو في المنطقة لانقاذ هذا الکيان مما يعني ان الدوافع من وراء تاسيس هذا الکيان قد تبخرت .

واضاف ان الاميرکيين يستطيعون العيش في منطقة ما اذا اقاموا علاقات مع الشعوب الاخرى على اسس عقلانية وصداقة .

واشار الى معارضة شعوب المنطقة للکيان الصهيوني وقال ان اي حکومة تستمر على ارض ما اذا کانت جذورها تمتد فيها فيما يعتبر الکيان الصهيوني مفروضا على المنطقة ولااساس له .

وحول طريق حل القضية الفلسطينية قال ان الشعب الفلسطيني سواء المسلمين او اليهود او المسيحيين ينبغي ان يحددوا مصيرهم بانفسهم وان الذين جاؤوا من المناطق الاخرى بالعالم ينبغي ان يعيشوا في ظل حکومة معينة يقيمها الشعب الفلسطيني .

واوضح انه لو رغب هؤلاء الاشخاص العودة الى بلدانهم يمکن وضع المساعدات التي تمنح لدعم الکيان الصهيوني في صندوق يساهم في عودتهم وبالتأکيد فان عددا کبيرا يريد العودة الى ذات الاماکن التي جاؤوا منها وينبغي للاوروبيين التخلي عن الکراهية والسماح لهم بالعودة الى اوطانهم .

واوضح احمدي نجاد انه اذا کانت الحرب العالمية الثانية قد وقعت في اوروبا ماسبب دفع الشعب الفلسطيني ضريبتها "وکان يمکنهم منح اليهود اراض في الاسکا او کندا او في جزء من اميرکا وفي هذه الحالة لما کانت تبرز اي خلافات او نزاعات " .

واشار الى ان الشعب الفلسطيني کباقي البشر له الحق في تحديد مصيره بنفسه وينبغي له الاستفادة من حقوقه القانونية الابتدائية واضاف انه لهذا السبب يدين الاحتلال لانه على النقيض من القوانين الانسانية وينبغي مقاومة الاحتلال من اجل تنفيذ العدل .
واشار الى اوضاع اليهود في ايران وقال ان کل 150 الف نسمة يمثلهم نائب في مجلس الشورى الاسلامي ولکن فيما يقل عدد اليهود في ايران عن 20 الف نسمة يمثلهم نائب مما يؤکد العلاقة الانسانية الطيبة والمساواة والتکافؤ بين کافة الايرانيين .

ووصف الشعب الايراني بانهم اصدقاء لليهود "وليس هناک اي انسان متدين يحمل مشاعر مضادة للمؤمنين بالديانات الاخرى واننا نعتبر الاديان واحدة لکن الصهاينة ليس لهم اي دين وانهم حزب سياسي يريد السيادة على العالم" .

واکد احمدي نجاد ان الکيان الصهيوني المختلق لايرتبط باي دين وان الصهيونية عبارة عن حزب سياسي يحاول تقديم نفسه بشکل يهودي .

واردف ، انه من المشاکل الرئيسية لساسة الغرب معلوماتهم الضئيلة عن شؤون ايران والعالم .

وردا على سؤال حول الاوضاع الداخلية في ايران قال ان احدى المشاکل الرئيسية للساسة الغربيين تتمثل بمعلوماتهم الضئيلة حيال شؤون ايران والعالم وان ايران قدمت خلال العام الماضي اعلى مستوى من الديمقراطية فيما لايذهب الناخبون في البلدان الغربية الى صناديق الاقتراع بنسبة 85 بالمئة .

ووصف ايران بالبلد الحر الذي يبدي الجميع الانتقادات بسهولة "وان منافسيه والمعارضين له يعيشون بحرية في البلاد" .

واضاف ان الذين يتهمون ايران بالديکتاتورية يدعمون النظام الملکي السابق .

واکد ان ايران لاتطيق اي نوع من الديکتاتورية سواء الحزبية او غيرها واضاف انه من اللافت ان الذين يتهمون ايران بالديکتاتورية کانوا يدعمون نظام الشاه بصورة مطلقة والذي عرف بالديکتاتورية والقسوة وکذلک يقدمون اليوم دعمهم لبلدان تحکمها ديکتاتوريات مطلقة ولاتجري فيها اي انتخابات .

واضاف ، انه من مصلحة الساسة الغربيين الاهتمام بحقائق ايران لان تصريحاتهم لاتغير شيئا من هذه الحقائق وان ايران لن تتصرف بحسب رغباتهم وميولهم مطلقا .

ولفت الى ان کافة ابناء الشعب الايراني يرتبطون مع بعضهم البعض بعلاقات حميمة ويشارکون بحرية في منافسات الانتخابات اضافة الى ان کل بلد يحکمه قانون معين ومن ينتهک القوانين فان الجهاز القضائي سيتصدى له .

ووصف احمدي نجاد الساسة الغربيين بالحيرة في تحليل قضايا ايران واکد انهم لايريدون قبول الحقائق والواقع في ايران "وان الشعب الايراني يتصف بالتضامن والوحدة ويدافع عن مصالح البلاد في مواجهة الاعداء" .