رمز الخبر: ۲۴۹۰۹
تأريخ النشر: 10:37 - 14 August 2010
عصرايران - وكالات - قال جيم جونز، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما، إن الولايات المتحدة لديها «مساحة كافية للمناورة»، تسمح بإعطاء العقوبات التي فرضت على إيران فسحة من الوقت حتى تعمل، قبل أن تلجأ إلى سبل أخرى لمنعها من تطوير أسلحة نووية، ومن جانبه، انتقد وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، العقوبات أحادية الجانب «غير المشروعة»، التي أقرتها أميركا ودول الاتحاد الأوروبي على الجمهورية الإسلامية، وقال إن الغرب «سوف يندم».

وأوضح جونز أن واشنطن ستواصل الضغط على إيران بسبب برنامجها النووي، لكن الإدارة الأميركية تعتقد أن أمامها فسحة من الوقت قبل أن تفكر في القيام بعمل عسكري.

وقال جونز لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، في إشارة إلى العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة، وتلك التي فرضها من جانب واحد كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إيران، لمعاقبتها على تحديها النووي: «نريد أن نعطي هذه العقوبات فرصة جيدة للعمل، قبل أن نفعل أي شيء آخر»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

وقال كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، للكونغرس في أبريل (نيسان)، إن إيران يمكنها أن تنتج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع سلاح نووي واحد في غضون عام، لكنها، على الأرجح، تحتاج إلى ما بين ثلاث أو خمس سنوات لتجميع واختبار السلاح ونشره.

وتخشى الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى من أن تسعى إيران لتطوير أسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي لتوليد الطاقة، وهو ما تنفيه طهران. وعلى الرغم من مساندة إسرائيل للتوجه المزدوج الذي تتخذه إدارة أوباما تجاه إيران، القائم على العقوبات والدبلوماسية معا، لم تستبعد الدولة العبرية توجيه ضربة عسكرية لمواقع إيران النووية.

ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. وفي توافق مع ما يقوله مسؤولون آخرون في الإدارة الأميركية، قال جونز إن هناك مؤشرات على أن العقوبات بدأت تؤثر على إيران، وقال إن خبرتها النووية ربما لم تتقدم بالشكل الذي خشي منه من قبل. وقال جونز: «لدينا مؤشرات كما قال الرئيس، الأسبوع الماضي، على أن العقوبات تسبب لهم الكثير من الصعوبات، وأن البرنامج النووي ليس متقدما بالدرجة التي تصورها البعض قبل عام، بذلنا الكثير من الجهد لنعرف الأطر الزمنية المتاحة أمامنا، وما هي مساحة المناورة التي أمام المجتمع الدولي».

لكن جونز أحجم عن تحديد الوقت الذي سيتاح أمام العقوبات حتى تعمل، وقال: «هناك اتفاق عام داخل المجتمع الدولي حول هذا، والناس مرتاحون الآن لموقعنا من هذا المسار الطويل».

وكرر جونز ما قاله الرئيس الأميركي من أن الباب ما زال مفتوحا أمام التعامل المباشر مع إيران، وحثها على العودة إلى المحادثات النووية الدولية.

وسئل جونز عما إذا كان أوباما مستعدا لقبول دعوة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، للاجتماع خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول)، فقال إن مجموعة الـ(5+1)، التي تضم الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، هي «المكان المناسب» لبدء المحادثات.

وفي طهران، قال وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، لدى وصوله إلى إيران قادما من سورية، التي زارها عدة أيام، والتقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، وعددا من قادة الفصائل الفلسطينية: إن «الغرب سوف يندم على العقوبات الأحادية غير الشرعية، كما ندم في السابق». وقال متكي في رد على أسئلة الصحافيين حول ردود الفعل الإيرانية إزاء العقوبات الأميركية والأوروبية: إن «أميركا خلال 30 عاما مارست ما لديها من الضغوط على إيران في مختلف الجوانب، وما تقوم به الآن يدخل في هذا السياق، ونحن نعتبر قرار الكونغرس الأميركي الأخير بإقرار عقوبات على إيران هو قرار غير مشروع، وغير عادل ضد بلادنا»، حسبما أوردته وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية.

وأضاف متكي أن «أوروبا وضعت كل ما لديها من إمكانات تحت تصرف البيت الأبيض خلال السنوات الثماني التي حكم فيها جورج بوش (الرئيس الأميركي السابق)، حتى باتت تفتقد إلى سياسة خارجية خاصة بها، مما يعني اليوم هزيمة لسياسات الاتحاد الأوروبي أمام التسلط الأميركي». وقال متكي أيضا إن السنوات الخمس (الماضية)، بما حملته من سياسات خاطئة للاتحاد الأوروبي، جعلت الكفة الاقتصادية في إيران تميل إلى مناطق أخرى من العالم، والدراسات تشير في هذا الصدد إلى أن توجه إيران بتطوير علاقاتها التجارية مع دول أخرى سوف يجعل الغرب يشعر بالندم، بسبب العقوبات الأحادية التي فرضها على إيران». وعن سياسات الحزب الديمقراطي الأميركي (حزب أوباما) تجاه إيران، قال متكي: إن «ذلك الحزب قدم خلال سنة ونصف السنة، (منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض)، شهادة سلوك سيئة بسبب ما قام به أوباما، ولذلك فإن الديمقراطيين بحاجة إلى مراجعة أخطائهم، والعمل على إصلاحها إذا ما فكروا في الفوز بالانتخابات النصفية التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بعد إخفاقات البيت الأبيض المتعددة».

وعن تهديدات إسرائيل بشن هجوم على إيران ورد الفعل الإيراني عليه، قال متكي: إن «الظروف التي تمر بها المنطقة لا تساعد من الأساس لأن يقوم هذا الكيان بشن هجوم على إيران، لأن أميركا والكيان الصهيوني يدركان تماما أن دخولهما في نزاع مع إيران لن يكون محدودا، وإنما سيكون واسع النطاق، فالكيان الصهيوني سوف يتحمل خسائر جسيمة، وهزيمة أميركا في مثل هذا الهجوم ستكون أسوأ مما هي عليه في العراق وأفغانستان، ولذلك فإن الاجتماعات الأخيرة بين قادة الكيان الصهيوني مع المسؤولين الأميركيين تضمنت تقديم كل منها وعدا بعدم شن أي هجوم على إيران دون الرجوع إلى الطرف الآخر».