رمز الخبر: ۲۵۰۵۹
تأريخ النشر: 13:07 - 18 August 2010
مصیب نعیمی
عصرايران - النفاق السياسي تعدى حدوده في العلاقات بين الدول الكبرى مما يثير الشكوك حول مستقبل العلاقات الدولية، اذا ظلت الاولويات على ما هي عليه الان. فالمعروف في السياسة التي جاء بها الاستعمار هو انه لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل ان المصالح هي التي تحدد فترة الصداقة ومرحلة العداء. وإذا راقبنا السياسة الامريكية فانها تمثل وريثا للاستعمار ونسخة حديثة للازدواجية بين الاقوال والافعال.

فالادارة الامريكية هي التي استهدفت العمق الاستراتيجي الروسي في القوقاز لتستغل هذا الضغط لتجر روسيا الى جانبها في تمرير القرارات المعروفة.

واليوم بدأت الاوساط تتحدث عن ضرورة ايقاف الروس عند حدهم لكي لايتوقعوا انهم وصلوا الى مستوى الولايات المتحدة أو باتوا شريكا في مكتسباتها.

أما الصين فهي الأخرى كانت دائما بين مطرقة التهديدات وسندان الوعود الفارغة.فبعد اغرائها للموافقة على القرار الظالم ضد ايران جاء اليوم ليتحدث فيه البنتاغون عن خطر الصين ويبرر موقفه من صفقة التسلح مع تايوان وتهديد الصين في الصميم دون مراعاة ادنى مستوى من الاخلاق السياسية.

والمعروف ان الامريكيين كنظرائهم البريطانيين لا ينظرون الى العالم الا بأنه لقمة سائغة يستلزم ابتلاعها عاجلاً أم آجلا. ففي نفس الوقت الذي يهددون الصين فانهم يطالبون وقوفها الى جانبهم في قضية الخلاف بين الكوريتين. وفي الوقت الذي يستخفون بدور روسيا في القضايا الدولية يتوقعون منها دعم جميع سياساتهم الخاطئة.

وكذلك نظرتهم للعلاقات مع العرب والتعاطي مع ايران وبلدان آسيا بشكل عام. فمن حقهم ان يطالبوا العرب بالتسوية المجانية مع اسرائيل دون ان يحق للعالم العربي الدفاع عن الشعب الفلسطيني. ولهم الحق ان يوجهوا التهم الواهية ضد ايران دون اعطاء هذه الاخيرة الحق في المطالبة بحقوقها في المحافل الدولية.

انها لكارثة في العلاقات الدولية وتوحي بانزال كوارث أخرى بالبشرية اذا بقيت العقلية الصهيونية الحاقدة تحكم الادارة الامريكية وبعض ادارات اوروبا.