رمز الخبر: ۲۵۲۷۵
تأريخ النشر: 10:43 - 28 August 2010
مصیب نعیمی
عصرايران - من مواصفات الدبلوماسي اللائق والخبير أن يتأمل في أقواله ويتحدث بأدلة مقنعة ويبتعد عن التحريض والتحريف للوقائع لأنه يفقد المصداقية في هذه الحالة.

لكن السفير الأمريكي الجديد في بغداد، جيمس جيفري، وقبل أن يستقر في أحد قصور صدام على ضفاف دجلة، بدأ بإطلاق هرطقة سياسية يتهم بها إيران بالوقوف وراء مقتل ربع عدد الجنود الأمريكيين الذين قضوا في العراق.

وقد نسي أو تناسى السيد جيفري بأن قوات بلاده دخلت العراق عبر غزو عسكري وخاضت حرباً ضد من عارض هذا الاحتلال في بغداد والمدن والقرى على امتداد مساحة العراق وتعمدت بقصف الأحياء السكنية في أكثر من مدينة ودمرت البيوت على رؤوس أصحابها، وأهانت العراقيين في الطرقات وتعدت على حرماتهم في البيوت وأطلقت النار على النساء والأطفال بذريعة عدم إلتزامهم بقواعد المرور فضلاً عن إطلاق يد الشركات الامنية الخاصة لتهدر دم العراقيين وتنتهك حرماتهم دون مساءلة. ولا تزال تتعامل امريكا مع العراقيين في بلادهم كمواطنين من الدرجة الثالثة والرابعة، ويتوقع جيمس جفري، أن يُستقبل الجنود القتلة بالأرز والورود!!

إن الممارسات الأمريكية الوحشية ضد الشعب العراقي طوال أكثر من سبعة أعوام هي التي كانت سبباً أساسياً وراء موت 4400 جندياً وآلاف الجرحى. والدليل على همجية أمريكا في العراق وأفغانستان هو تصاعد حالات الانتحار بين الجنود الأمريكيين وابتلائهم بالجنون عندما يشاهدون قادتهم يقتلون الناس بدم بارد ويصنعون فضيحة سجن أبو غريب ويسلمون الإنسان الحي إلى الكلاب المفترسة لتنهش به وتأكله وهو حي.

ولا شك بأن السيد جيمس جيفري يعرف الحقائق ويريد صرف الأنظار عن جرائم نظامه التي لم يُكشف منها إلا اليسير. لكن عليه أن يعرف بأنه من الصعب إخفاء الحقيقة لمدة طويلة، وساعة الحساب ستحل آجلا أم عاجلاً ويحاسب القتلة على ما اقترفوه من جرائم كما حصل مع النازيين في محكمة نورنمبرغ الشهيرة.