رمز الخبر: ۲۵۲۸۵
تأريخ النشر: 13:08 - 28 August 2010
عصرايران - وكالات - أفاد أولي هينونين الرئيس السابق لعمليات التفتيش النووية في أنحاء العالم بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قوله إن إيران لديها مخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصنع قنبلة إلى قنبلتين نوويتين، لكن سيكون الأمر غير منطقي لو اجتازت عتبة صنع القنابل بهذه الكمية فحسب. في حين قال مدير المنظمة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي، إن بلاده اقترحت علي الجانب الروسي إنشاء مؤسسة مشتركة “كونسورتيوم” تحت إشراف موسكو، لتنفيذ أنشطة التخصيب وإنتاج الوقود النووي لمحطة بوشهر ونظيراتها الأخريات اللاتي سيتم تشييدهن في إيران لاحقاً. وفي تصريحات علنية غير معتادة بشأن برنامج إيران النووي، ذكر أولي هينونين كبير المفتشين النوويين السابق بالوكالة الذرية، في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية نشرتها أمس، أن الاحتياطي الإيراني من اليورانيوم لا يزال يشكل “تهديداً”.

وكان هينونين حتى تنحيه في وقت سابق الشهر الحالي لأسباب شخصية، يشغل منصب نائب المدير العام للوكالة الذرية ورئيس إدارة منع الانتشار النووي المسؤولة عن التحقق من عدم تحويل البرامج النووية للدول لأغراض عسكرية. وكان الفنلندي هينونين الذي تتسم تصريحاته بالجدية التامة، أحد خبراء الوكالة البارزين المعنيين بملف إيران لسنوات طويلة. وتنكر إيران مزاعم غربية بأن برنامجها يهدف لصنع قنابل نووية برغم مؤشرات مخابرات تنافي ذلك. وفي مقابلة نشرت أمس، قال هينونين إن إيران تمتلك الآن 3 أطنان من اليورانيوم منخفض التخصيب وهي مواد يمكن استخدامها لتزويد محطات الطاقة بالوقود أو تشكيل لب قنبلة إذا خضعت لمزيد من التنقية. وأضاف هينونين في المقابلة التي أجريت قبيل تركه لمنصبه “نظرياً تكفي لصنع قنبلة أو قنبلتين نوويتين، لكن أن تكون هذه هي نهاية المطاف بحيازة مواد كافية لقنبلتين فحسب، فإن ذلك ليس له مغزى”.

وقال في تعليقات ترجمت من الإنجليزية إلى الفرنسية، أن ذلك غير كاف ليشكل ورقة مساومة في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة. وفيما بدا أنه إشارة إلى مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب، قال هينونين “لكن ذلك يشكل ...تهديداً”.

وأضاف أن الولايات المتحدة قدرت حاجة إيران من الوقت كي تتمكن من تحويل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى مواد عالية التخصيب، بعام واحد مشيراً إلى أن ذلك لم يكن “تقديراً سيئاً”.

وفي أبريل الماضي أبلغ مسؤولون كبار بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، الكونجرس أنه بإمكان طهرن إنتاج يورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع قنبلة نووية واحدة في غضون عام، لكنها قد تحتاج من 3 سنوات إلى 5 سنوات كي تتمكن من تجميع وتركيب قنبلة واختبارها. وتأمل القوى الكبرى في أن تنجح العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران منذ يونيو الماضي، في إقناع طهران بالدخول في مفاوضات بشأن برنامجها النووي يأمل الغرب بأن تؤدي في النهاية إلى وقف إيران للأنشطة النووية لديها.

واستبعدت إيران التي تقول إن نشاطها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء كي تتمكن من تصدير المزيد من الغاز والنفط لديها، مراراً وقف التخصيب مع إبقائها الباب مفتوحاً أمام التفاوض.

ومن أبرز محطات هينونين في الملف الإيراني، هو استعراضه لتقرير في اجتماع مغلق للدبلوماسيين عام 2008، أشار فيه إلى صلة بين مشروعات تخصيب اليورانيوم واختبار مفرقعات وتعديل قمة صاروخ لتكون مناسبة لحمل رأس نووي. وساهم التحقيق الذي قامت به إدارته على مدى 5 سنوات استناداً إلى معلومات مخابرات غربية موجهة للأمم المتحدة، في تعظيم مخاوف الوكالة الذرية من أن طهران ربما عملت على تطوير صاروخ مزود برأس نووي ولا تزال تنخرط في هذا النشاط.

وتقول طهران إن معلومات المخابرات مزيفة وأن نشاطها النووي هو للأغراض السلمية فحسب. في طهران، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس، عن صالحي قوله “اقترحنا على روسيا إنشاء كونسورسيوم برعاية روسية للقيام بجزء من العمل في روسيا وجزء في إيران”. وأوضح أن “موسكو تدرس هذا الاقتراح” مشيراً إلى أن على طهران “أن تظهر للعالم قدرتها على إنتاج اليورانيوم وتحويله إلى وقود نووي”.

وأطلقت إيران السبت الماضي، أول محطة نووية لها بنتها روسيا في بوشهر وتعهدت موسكو بتزويدها بالوقود لـ10 سنوات. وأكدت طهران أنها قادرة وحدها اعتباراً من 2011، على إنتاج الوقود لمفاعلها للأبحاث النووية في طهران انطلاقاً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الذي بدأت بإنتاجه في فبراير الماضي.

كما أوضح صالحي أن طهران انتجت 25 كلج من الوقود المخصب بنسبة 20%، مبيناً أن هذه الشركة المشتركة ستؤمن الوقود لمحطة بوشهر والمحطات الأخرى التي سيتم بناؤها مستقبلاً. وأبلغ الباحث الإيراني محمد رمضاني أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران “الاتحاد”، بأن الاقتراح الإيراني الجديد يعد تراجعاً نسبياً عن الإصرار الإيراني السابق بضرورة إجراء الكونسورتيوم المشترك في طهران وأن تكون عمليات إنتاج الوقود النووي على الأراضي الإيرانية. وقال إن الاقتراح الإيراني الجديد قد تتبعه خطوات أخرى لكي ينسجم مع الطرح الأوروبي - الأميركي بضرورة أن تكون عمليات التخصيب خارج إيران. وأكد رمضاني أن موسكو سترحب بالمقترح الإيراني وأنها ستمارس “الدبلوماسية الهادئة” لإقناع طهران علي قبول المقترح الأميركي بضرورة أن تكون عمليات التخصيب خارج إيران وبمشاركة أميركية - أوروبية.