رمز الخبر: ۲۵۶۳۳
تأريخ النشر: 12:04 - 14 September 2010
عصرايران - اعتبر وزير الخارجية ، منوجهر متكي ، ان البيت الابيض الامريكي يمر حاليا في اضعف موقف لاتخاذ القرارات و ان السياسة الامريكية الراهنة ادت الى كراهيتها من قبل شعوب العالم ،داعيا العقلاء في امريكا الى السعي لتصحيح صورة امريكا المشوهة في العالم.

و قال متكي ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية بوركينافاسو ، بدوما آلان يودا ، أمس في طهران : إن الامريكيين اعتادوا على الوقوف امام المرآة وان ينسبوا ما يرونه الى الآخرين ، فالنزعة العسكرية مسجلة في تاريخ امريكا ، وكل الشعوب تعرف ذلك ولا يوجد فرق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بهذا الشأن ، و أضاف : آن الاوان كي تستعيد امريكا رشدها وان لا يتصور الامريكيون ان شعوب العالم غير واعية ، فاينما وقع انقلاب فان امريكا تدعمه ، واينما اقيم نظام ديمقراطي فان امريكا تعاديه.

وانتقد متكي السياسات الامريكية في الشرق الاوسط وافغانستان ، قائلا : ( ان ممارسات الشركات الامنية الامريكية في افغانستان موضع تساؤل جاد في الوقت الحاضر ، فماذا تفعل هناك؟ ) ، مشيرا إلى ان الرئيس الأميركي ، باراك اوباما ، ليس لديه اي خطة لافغانستان ، وان عليه ان يتحمل اليوم مسؤولية المذابح التي ترتكبها بلاده في افغانستان وباكستان.

واعتبر وزير الخارجية ان الرئيس الامريكي اوباما فشل في اتخاذ اجراءات عملية في تطبيق شعاراته حول التغيير ، ومازال يراوح في مكانه.

و في معرض تعليقه على تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية المسيئة الى ايران ، قال متكي : ان ايران هي مهد الحضارة ولديها تاريخ عريق يعود الى آلاف السنين ، وكان لديها سواء قبل أو بعد الاسلام نزعة انسانية وتعايش سلمي ، بينما امريكا هي التي توشك ان تصل الى نهاية المطاف ، واضاف : ان ادعاءات كلينتون مازال يكررها راديو اسرائيل منذ 30 عاما ضد الحكومة والشعب الايراني ، وليس كلاما جديدا و خلال الشهرين المقبلين ، و بسبب الانتخابات في امريكا فانها ستفعل اي شيء من اجل كسب اصوات الناخبين. و دعا متكي وزيرة الخارجية الامريكية الى ابداء تصريحات متزنة والاخذ بالحقائق كي لا تؤدي الى مزيد من الفضائح للسياسة الامريكية ، ملمحا الى دور الامريكان في الفتن القومية والطائفية ، وقال : من الافضل ان يهتم ساسة هذا البلد بمنافع بلادهم.

و فيما يتعلق بالموضوع النووي شدد وزير الخارجية على ضرورة أن ينضم الكيان الصهيوني لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية و قال : ان موضوع الملف النووي الاسرائيلي يطرح لاول مرة على مجلس الحكام ، وهو ما جرى التأكيد عليه في البيان الختامي لاجتماع اعادة النظر في معاهدة حظر الانتشار النووي ، حيث رضخت الوكالة لمطالب دول عدم الانحياز ببحث ملف اسرائيل النووي.

وأضاف متكي : ( بعد ان ينكشف للجميع كيفية تجهيز هذا الكيان بالسلاح النووي ، فان على مجلس حكام الوكالة الذرية والمجتمع الدولي ان يتخذا موقفا حيال الطابع العسكري لهذا الكيان ) .

و أكد متكي ان الجمهورية الاسلامية الإيرانية اعربت عن استعدادها لاجراء محادثات مع مجموعة الخمسة زائد واحد ، و على الطرف الآخر ان يعلن عن مدى جديته
واستعداده لهذه المحادثات. و قال : لقد أعلنا عن الآليات التي نتطلع اليها لاجراء تغييرات على هيكلية مجموعة 5+1 ، فان توفرت الارادة لدى الجانب الآخر فاننا ايضا مستعدون للتفاوض على اساس إعلان طهران .

وانتقد متكي اداء مجموعة 5+1 و عدم اتخاذها أية خطوة ايجابية بعد التوقيع على إعلان طهران لتبادل الوقود النووي ، بل تبنت قرارا في اطار مجلس الامن ضد ايران ، و قال : ان هذه المجموعة اظهرت عدم صدقيتها من خلال اتخاذها هذا الموقف و لذلك من الضروري اعادة بناء هيكليتها على أساس العدالة ، مضيفا : ان ايران دعت الى انضمام دول اخرى الى هذه المجموعة .

وحول موضوع تبادل الوقود ، أكد متكي ان المفاوضات حول تبادل الوقود يمكن اجراؤها في اطار مجموعة فيينا فقط ، داعيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى اتخاذ التمهيدات اللازمة لبدء هذه المفاوضات .

من جانب آخر ، اعتبر متكي العلاقات بين ايران وافريقيا بأنها انموذج لتعاون باقي الاطراف مع افريقيا ، مؤكدا أن الهدف من اقامة منتدى ايران وافريقيا في طهران هو التعرف المتبادل على امكانيات ايران وافريقيا و قال : ان نتيجة هذا المنتدى الارتقاء بمستوى العلاقات في اطار المصالح المتبادلة.

بدوره ، قال وزير خارجية بوركينافاسو : ان افريقيا لديها توجه لاقامة منتديات مع البرازيل واوروبا والصين ونعتقد انه بامكاننا الاستفادة من منتدى ايران وافريقيا بشكل جيد ، لان الشعوب عندما تتعرف على إماكانيات بعضها بشكل افضل فان ادارة التعاون ستكون افضل.

و كان وزير الخارجية ، منوجهر متكي ، قد أصدر بيانا ، أول أمس ، استنكر فيه تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية المسيئة لإيران ، و قال : ان الولايات المتحدة استمرت خلال العقود الثلاثة الاخيرة في محاولاتها المستميتة للتدخل في شؤون ايران الداخلية.

و أضاف متكي في بيانه ، حسب وكالة مهر : ان مسؤولي مختلف الادارات الامريكية في السابق خرجوا من الساحة وقد اخذوا معهم امنية فشل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ذو السيادة الشعبية ، غافلين عن ان هدف الثورة الاسلامية العظيمة في ايران وتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المقدس ، هو انهاء تدخل الاجانب وخاصة الولايات المتحدة في شؤون ايران الداخلية.

وأشار متكي الى الاعتراف الصريح لكلينتون بدعم وتنظيم معارضي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بهدف الاطاحة بها ، مضيفا : ان هذا الموضوع يبين بوضوح أن النوايا الحقيقية لهذا البلد في تناقض صارخ مع المواقف المعلنة من قبل الرئيس الامريكي حول رغبته لارساء تعامل على اساس الاحترام المتبادل.

واردف قائلا : ان هذه التصريحات تدل على ان منطق الادارة الامريكية الحالية كما في الادارات السابقة مبني على الغطرسة وهو الامر الذي بذلت فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعوب الحرة في العالم وخاصة في العالم الاسلامي لحد الآن جميع طاقاتها لمواجهتها والغائها من النظام الدولي.

وحذر وزير الخارجية من عودة الافكار الشاذة التي تريد تفسير الحقائق وفقا لرغباتها ، مضيفا : ان الشعب الامريكي والرأي العام في العالم لاسيما في العالم الاسلامي ، رفض بشكل حاسم وقاطع هذه الافكار.