رمز الخبر: ۲۵۶۵۱
تأريخ النشر: 09:39 - 15 September 2010
عصرايران - الوفاق - أكد رئيس الجمهورية ، محمود أحمدي نجاد ، استعداد إيران لتوسيع العلاقات مع الدول الإفريقية في كافة المجالات ، مشيرا إلى عدم وجود أية عقبات أمام العلاقات الإيرانية الإفريقية ولا قيود أمام توسيعها.

وشدد أحمدي نجاد ، خلال إفتتاحه أعمال المنتدى الإيراني – الإفريقي في طهران أمس ، على ضرورة التعاون المشترك بين إيران والدول الإفريقية ، من خلال الاستفادة من الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة لخدمة المصالح المشتركة. وقال : إن الشعب الإيراني مستعد للمشاركة بجميع خبراته وقدراته لبناء مستقبل أفريقيا ، و الخبرات و القدرات الإيرانية في المجالات العلمية والتقنية والإقتصادية والصناعية والزراعية والثقافية والصحية والعلاجية والسياحية من شأنها أن تعزز وتمتن العلاقات بين إيران والدول الافريقية.

و أوضح رئيس الجمهورية ، أن لدى إيران والقارة الإفريقية قواسم مشتركة متعددة ، منها مقارعة الاستكبار ، و التصدي للضغوط المتواصلة ، و تابع قائلاً : ( ذقنا الأمرين من إعتداءات الأجانب الذين كانوا يستهدفون حياتنا وثقافاتنا ). و أشار الرئيس الإيراني إلى مساعي الغرب للإساءة للدين الإسلامي و القرآن الكريم ، معتبراً أن حرق المصحف الشريف نابع عن غضب الغرب من ثقافتنا وتاريخنا. كما أعتبر أن العالم بحاجة إلى نظام عالمي جديد يقوم على العدالة والأخوة والمحبة والمساواة بدل التسلط ، و أن السنن الإلهية ومقاومة الشعوب المستقلة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية قد أوصلت النظام العالمي القائم إلى نهاية الطريق ، وقال : (نصبوا إلى عالم خال من الظلم ومتنعم بالرخاء والسلام ) ، معرباً عن استعداد إيران لإستضافة القمة الإفريقية المقبلة.

بدوره ، قال رئيس جمهورية السنغال ، الرئيس الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، عبد الله واد ، في كلمة له في مراسم افتتاح المنتدى : إن المنتدى الإفريقي - الإيراني في طهران يسهم في تعزيز التضامن بين الجانبين على أساس المشتركات التاريخية ، مؤكداً أن إيران تدعم دوماً إحقاق حقوق الشعوب.

و أعتبر الرئيس السنغالي ، التاريخ المشترك أحد أوجه الإشتراك بين إيران و أفريقيا ، و قال : إن الجانبين شهدا طوال التاريخ فرض الإملاءات الأجنبية ، ونظام الهيمنة ونهب ثرواتهما ، وناضلا من أجل الحرية والحيلولة دون استغلال الأجانب لثرواتهم.

واشار واد ، إلى تصريحات الرئيس أحمدي نجاد ، حول معاناة السود طوال التاريخ ، مؤكداً أن هذه الدول ماتزال تواجه مشاكل على طريق الوحدة والتضامن لكننا مصممون على تشكيل الولايات المتحدة الإفريقية وقد حان أوان ذلك.

وأيد واد ، تصريحات الرئيس أحمدي نجاد ، حول أهمية استقلال الدول في مجال تحقيق الأمن الغذائي ، معتبراً العلاقات الإيرانية - الإفريقية بأنها استثنائية ، و قال : ( إننا اليوم في الخط الأمامي لجبهة العالم الحر ، ونحن بحاجة إلى تعاون دول مثل إيران ).

من جانبه ، أكد رئيس جمهورية مالاوي ، بينغو واموتاريكا ، الذي تتولى بلاده رئاسة الإتحاد الإفريقي ، في كلمة له أيضاً ، أكد على أن المستقبل بيد إيران وأفريقيا ، داعياً إلى تعزيز العلاقات الإيرانية - الإفريقية.

وطالب واموتاريكا ، القطاع الخاص الإيراني بإلقاء نظرة جديدة على القارة الإفريقية ، وقال: يجب على إيران و أفريقيا أن يدركا بأن المستقبل بيدهما ، و أنهما سيبلغان مكانة مرموقة من خلال التعاون الثنائي بينهما.

و أشار إلى التعاون الإيراني - الإفريقي المشترك للحيلولة دون وقوع الإشتباكات المسلحة و مكافحة الإرهاب وإحلال السلام والإستقرار الإقتصادي ، معرباً عن أمله بنمو العلاقات خلال السنوات الخمس القادمة. و دعا رئيس الإتحاد الإفريقي الدول الأوروبية لإعادة النظر في نظرتها التمييزية إزاء القارة الإفريقية.

كما أكد وزير الخارجية ، منوجهر متكي ، في كلمة له خلال الجلسة الإفتتاحية لورشة عمل المنتدى الإيراني - الإفريقي التي تعقد تحت عنوان (مبادرة‌ ايران) أمس الثلاثاء ، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاتضع أي قيود أمام استمرار وتطوير العلاقات مع الدول الإفريقية و أنها مستعدة للتعاون لمحو آثار الإستعمار في هذه القارة.

وقال متكي : ( يتعين قبول هذه الحقيقة بأن قارة‌ أفريقيا تمتلك إمكانيات وطاقات واسعة لتحقيق التنمية خلافا لما يتصوره العالم عن هذه القارة ) ، مؤكدا بأن قارة‌ أفريقيا ليست فقيرة ، و إنما هذا الظلم هو ميراث المستعمرين المقيت الذين لم يتوانوا عن أي شيء لفرض الهيمنة على مصير الشعوب ونهب ثراوتها المعنوية‌ والمادية.

وأكد متكي على أن التعاون مع دول الجنوب خاصة مع أفريقيا في أولويات برامج واستراتيجية إيران نظراً لقيم الثورة والإسلام وأفكار الإمام الخميني (رض) وتوجيهات قائد الثورة الإسلامية مؤكدا بأن إيران سعت وتسعى إلى تحقيق التنمية في أفريقيا وإزالة الفقر عن هذه القارة ، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصفتها عضو مراقب في الإتحاد الإفريقي و شريك استراتيجي لهذه القارة ستشارك دوماً في اجتماعات الإتحاد الإفريقي .

من جانبه ، أشار رئيس برلمان ساحل العاج ، غولي بالي ، في كلمة له أيضاً ، إلى تنمية العلاقات الإقتصادية فيما بين إيران و الدول الإفريقية ، و قال : إن الأزمة الإقتصادية العالمية لم تؤثر كثيراً على الدول الإفريقية ، كما أثرت على الدول الأوروبية و الكبرى ، لأن النظام المالي في الدول الغربية يختلف عن الدول الإفريقية ، ذات الإقتصاد و النظام المالي الضعيف.

و أعرب بالي ، عن اعتقاده بأن سبب الأزمة المالية هو عدم تدخل القطاع الخاص في النظام المالي للدول الإفريقية و أن مشاركة القطاع الخاص في النظام المالي ستؤدي إلى مشاكل أقل في المستقبل ، مؤكداً على أن الدول الإفريقية عليها أن تقوم بأداء واجباتها و حل مشاكلها و رفع حوائجها ذاتياً بالدرجة الأولى ، و قال : ( في هذا المجال لابد أن نستفيد من تجارب إيران في مختلف القطاعات الصناعية و التقنية و الزراعية و غيرها ).

و أضاف بالي : إن على أفريقيا توسيع رقعة شركائها في هذه المجالات ، مشيراً إلى إمكانية أن تدخل إيران و تركيا و الهند إلى السوق الإفريقية.

بدورها أشارت وزيرة خارجية ملاوي ، أنا اليزابت باندا ، في كلمة لها أيضاً ، إلى أن الاستعمار الأوربي للدول الإفريقية ، أدى إلى تخلفها ، و قالت : ( على الدول الإفريقية الاستفادة من مصادرها الغنية متمثلةً تجربة إيران في هذا المجال لأنها استخدمت طاقاتها لتحقيق إكتفائها الذاتي ).

و كان المنتدى الإيراني – الإفريقي قد بدأ أعماله صباح أمس الثلاثاء في طهران ، و يستمر حتى اليوم. و يبحث هذا المنتدى بشكل رئيسي في تنمية مستوى التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول القارة الإفريقية.

و يشارك في المنتدى مسؤولون من 30 بلداً أفريقيا ، بينهم رئيسا جمهوريتي السنغال و ملاوي ، و رئيس برلمان ساحل العاج ، و وزراء خارجية وصناعة وصحة وتربية وتعليم وإعلام ، وعدد من رؤساء الجامعات ونخب علمية وناشطين اقتصاديين.