رمز الخبر: ۲۵۹۱۶
تأريخ النشر: 11:03 - 26 September 2010
دعا ذات المتحدث شعوب العالم إلى التضامن في وجه الدول المتقدمة التي تتخذ من الحرب على الإرهاب ذريعة لضرب استقرار الشعوب " ، وأضاف أن ليس القارة السمراء وحدها من تعاني من محاولة السيطرة عليها تحت غطاء مكافحة الإرهاب وإنما دول عديدة في العالم موزعة على باقي القارات تعاني ، ذاكرا فلسطين وأفغانستان كمثال حي على ما يقول .
الجزائر – عصر إيران

تم يوم السبت  25 سبتمبر 2010  بالجزائر افتتاح " الندوة الدولية حول " حق الشعوب في المقاومة - حالة الشعب الصحراوي " ، بحضور جمع غفير من ممثلي الهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العالمي ورجال قانون وأساتذة جامعيين وشخصيات سياسية وممثلي الإعلام العالمي من مختلف القارات .

 وخلال الكلمة التي ألقاها وزير المجاهدين الجزائري السعيد عبادو أكد قائلا "   نحن ملزمون بالتضامن  وتعزيز أواصر الأخرة " .

  وتعد الجزائر من  بين بلدان العالم  المساندة للشعب الصحراوي في تقرير مصيره  في ظل احتلال مغربي لأراضيه ، مما تسبب في توتر في العلاقة بين كل من البلدين الشقيقين المتجاورين : الجزائر والمغرب . و رافع الأمين العام لمنظمة المجاهدين بالجزائر- وهي التسمية التي  تطلق على قدامى محاربي ثورة التحرير الكبرى بالجزائر ( 1954 – 1962 ) – مدافعا على خيار بلده بمساندة القضية الصحراوية  مؤكدا بالقول " هذا الاختيار  في مآزرة  الشعوب لتقرير المصير ينبثق من التضحيات  الجسام التي قدمها الشعب الجزائري  خاصة تلك التي قدمها خلال ثورته التحريرية ضد المستعمر الفرنسي " . وأضاف موضحا " إن سياق هده الندوة الدولية ، المتمحورة حول حق الشعوب في المقاومة ، يعكس ما يؤمن به شعبنا  الجزائري  من مبادئ ... "،  معتبرا انعقاد هده الندوة الدولية التي سجلت مشاركة قوية لمختلف المنظمات الحكومية وغير الحكومية في العالم " دليلا آخرا على تعلق الشعب الجزائري بمبادئه ". وشدد ذات المتحدث على أن " ما يتعرض له الشعب الصحراوي لن ينال من عزيمته في تقرير المصير "، مؤكدا على ضرورة " معالجة القضية بطريقة سلمية بعيدا عن الضغوط " وأي ممارسات سلبية  تتنافى مع حرية الشعوب في تقرير مصيرها.

و في سياق آخر دعا  ذات المتحدث شعوب العالم إلى التضامن في وجه الدول المتقدمة التي تتخذ من الحرب على الإرهاب ذريعة لضرب استقرار الشعوب " ، وأضاف أن ليس القارة السمراء وحدها من تعاني من محاولة السيطرة عليها  تحت غطاء مكافحة الإرهاب وإنما دول عديدة في العالم موزعة على باقي القارات تعاني ، ذاكرا فلسطين وأفغانستان كمثال حي على ما يقول  .

 من جهته أكد  الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر في كلمته أن " النظام الملكي في المغرب يزج بكل الأوراق الهادفة إلى أخفاء صورته الحقيقية البشعة باعتباره قوة احتلال قمعي غاشم، ممارساً في ذلك شتى أنواع التضليل والمغالطات والتزوير وقلب الحقائق، مسخراً لذلك كل الإمكانيات والوسائط التي يملكها. الوزير الأول الصحراوي الدي دكر بجهود المنظمات الدولية في إعلاء صوت الحق  وعلى رأسها " هيومن رايتس ووتش ، انترناشيونال أمنيستي ، فرونت لاين ، والمفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة واللجان الخاصة بالبرلمان الأوربي " . مؤكدا أن آلة القمع المغربية لم تطل الصحراويين فقط بل تجاوزتهم إلى  " بعض المدافعين الأجانب عن حقوق الإنسان" .

وبلغة الأرقام تحدث  المسؤول المغربي عن مخلفات آلة القمع  المغربية ، حيث بلغ عدد  " المختطفين مجهولي المصير حتى الآن أكثر من 500 شخص مدني مفقود، و151 أسير حرب عسكري، في حين لازال البعض في غياهب سجون الاحتلال لمواقفهم الوطنية المؤيدة لحق تقرير المصير والاستقلال، هم الآن 41 معتقلاً سياسياً موزعون على السجون التالية: السجن الأكحل:02، تيزنيت 13،آيت ملول:05، آيت ملول:04 تارودانت:02، مراكش:03،القنيطرة:02، بن سليمان:01،سلا:07،عكاشة: 02 .

وأكد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر أن " المغرب لم يبد أي نية في التقدم صوب الحل السلميي، وهو الذي عرقل كل جهود التسوية حتى الآن، ورسالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة إلى المنطقة السيد كريستوفر روس التي بعث بها إلى أصدقاء الأمين العام فيما يخص الصحراء الغربية توضح بجلاء عرقلة المغرب لمسار المفاوضات برفضه نقاش مقترح الجبهة ومحاولة فرض مقترحه المسمي (الحكم الذاتي) كقاعدة وحيدة للحل" مؤكدا أن هذا المنطق " مرفوض دولياً ومرفوض من قبل الشعب الصحراوي لأنه ببساطة لا يشكل الإطار الأمثل للحل الديمقراطي الذي يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه " .

 وحضر الندوة مشاركون من مختلف بلدان العالم: المكسيك، إيطاليا، لبنان، فرنسا ، روسيا ، اسبانيا وغيرها من بلدان العالم ، وأكد المتدخلون منهم على حياة الذل والتحقير التي تفرض على الصحراويين في عقر دارهم على يد البوليس المغربي ، بينما  أكد آخرون وقفوا على معاناة الشعب الصحراوي خلال زيارات للأراضي المحتلة  أن ما يعيشه هذا الشعب لا يطاق ، وقدم صحراويون شاركوا بالندوة شهادات حية عن حالات التعذيب التي طالتهم  من قبل البوليس المغربي   بسبب تمسكهم بمطلب بلادهم  المنادية بحق تقرير المصير والاستقلال والحرية .

 وفي هذا السياق  أكد مندوب اللجنة الهندية  للتضامن مع الشعب  الصحراوي على أن  ما تمارسه السلطات  المغربية لا يختلف عن ممارسات إسرائيل في حق الفلسطينيين " ، داعيا  الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة  التدخل سريعا لإنصاف  القضية الصحراوية وإيجاد حل عاجل للصحراويين ووضع حد لمعاناتهم التي امتدت سنوات طويلة ، مؤكدا أن تنوع جنسيات المشاركين حيث يمثلون مختلف قارات العالم  سيؤدي لا محالة للإعلان عن ميلاد ندوات أخرى عالمية كندوة الجزائر، ستسلط الضوء هي الأخرى على القضايا العادلة في العالم والشعوب الطامحة للتحرر من نير الاستعمار كما هو حال القضية الصحراوية .
من جانبه أكد مسؤول اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري  خلال نفس الندوة أن " المغرب يستغل ثروات الشعب الصحراوي ، وأن السلطات المغربية  تمارس القمع والاختطاف ضد أفراد الشعب الصحراوي بتهمة النشاط السياسي " ،  مؤكدا أن المقاومة حق كل الشعوب في العالم، وأضاف أن الندوة الدولية التي تنظمها اللجنة التي يرأسها هي  " شكل من أشكال  المقاومة " ، مشددا على ضرورة التمسك بالمقاومة لأنها الطريق الوحيد نحو  التحرر .