رمز الخبر: ۲۶۰۵۱
تأريخ النشر: 12:01 - 30 September 2010
كونا - تعتبر صناعة السجاد من اشهر واقدم الحرف اليدوية في ايران حيث ارتبط اسمها بتاريخ وهوية هذا البلد المعروف بتنوع فنونه ومهاراته اليدوية على مر العصور.

واشتهر العصر الساساني قبل دخول الاسلام الى ايران بصناعة السجاد حيث كثر في هذا العهد حياكة المفروشات اليدوية الفاخرة ذات الجودة العالية التي كانت تزين قصور الملوك والأمراء في بلاد فارس.

وتنتشر في هذا البلد ورشات كبيرة لنسج السجاد اليدوي ابرزها تلك الموجودة في مدن كاشان وتبريز وقم واصفهان ونائين حيث يشكل الخيال والخيط والرغبة في التعبير ادوات هذه المهنة التي تداعبها أنامل البشر.

ويتغير سعر السجاد اليدوي الايراني ذو الجودة العالية مقارنة بحجمه وجودته فعلى سبيل المثال يبلغ سعر السجادة الصغيرة بحجم 6 امتار ما بين الف الى اربعة آلاف دولار وقد يصل سعرها في بعض الاحيان الى 40 الف دولار.

وتسعى ايران لتسويق سجادها اليدوي عبر اقامة معارض محلية وخارجية حيث اقيم في العاصمة طهران اخيرا المعرض ال19 لصناعة السجاد الايراني بهدف التعريف بهذه الصناعة وتسويقها الى مختلف دول العالم.

وتظهر الاحصائيات ان حجم صادر ايران من السجاد بلغ العام الماضي 460 مليون دولار لمختلف دول العالم تصدرتها دول امريكا واوروبا ودولتي الامارات وقطر في حين بلغ التصدير خلال الاشهر الخمس الماضية 207 مليون دولار مسجلا ارتفاعا ملحوظا قياسا بالفترة المشابهة من العام الماضي.

والتقت وكالة الانباء الكويتية (كونا) احد تجار السجاد الايراني السيد احد عظيم زاده الذي قال ان
"السجاد الايراني لا مثيل ولا منافس له في العالم مهما انتجت باقي الدول الاخرى كالصين والهند وتركيا والنيبال حيث ان هذه الدول لا تستطيع مجاراتنا من حيث الجودة ومهارة النسيج".

واضاف عظيم زاده الذي يشارك في المعرض ال19 للسجاد اليدوي الايراني ان "تاريخ هذه الصناعة في ايران يتجاوز ال 2500 سنة في حين لا يتجاوز عمر هذه الصناعة في الدول الاخرى اكثر من مئة عام لذا فانه لا يمكن المقارنة بين ما تنسجه الأنامل الايرانية وغيرها من البلدان".

وتابع ان "السجاد الايراني كالمجوهرات الثمينة التي تزداد ثمنا كلما مر عليها الزمن" مضيفا ان "بعض الدول أخذت النقوش والزخارف الايرانية المستخدمة في نسج السجاد وباتت تسوق بضاعتها باسم السجاد الايراني".

من جانبه قال حائك السجاد الايراني حسين كاظمي الذي نسج سجادة كأس العالم 2010 التي عرضت على هامش المباراة النهائية بين هولندا واسبانيا بجنوب افريقيا ان "هذه السجادة الرابعة التي نسجها لبطولات كأس العالم منذ بطولة عام 1998 التي اقيمت بفرنسا".

وبين كاظمي الذي يعمل لصالح شركة (سان آي كاربت) اليابانية منذ عام 2002 ان "الهدف من حياكة هذه السجاده هو تعريف الناس في انحاء العالم بهذه الصناعة الايرانية العريقة والتواصل بين مختلف شعوب العالم عبر هذا الفن الجميل".

ولفت الى ان "السجادة الاولى التي نسجها لكأس العالم 1998 بفرنسا تم اهدائها الى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بلاتر الذي قدمها الى اللاعب الفرنسي الشهير زين الدين زيدان".

وقدر سعر هذه السجادة الخاصة ببطولة جنوب افريقيا بنحو 100 مليون دولار موضحا ان "حياكة هذه السجادة التي يبلغ حجمها متر و25 سنتيمترا عرض ومترين طول استغرقت عامين تقريبا حيث استخدم في نسيجها 70 في المئة من الصوف و30 في المئة من الحرير".

وتتضمن السجادة في الاعلى اعلام الدول الثلاث التي تصدرت الفرق وتحتها اعلام باقي الدول المشاركة في كأس العالم في حين نسج على طرفيها العلمين الايراني والياباني للدلالة على انها من النسيج الايراني لكنها نسجت في اليابان.

ونسج في اسفل السجادة جبل فوجي ياما الياباني وتتوسطها الصحراء التي ترمز الى القارة السمراء فيما تدل الشمس بحرارتها الملتهبة الى الاهتمام الكروي الذي يشغل العالم بأسره طيلة ايام هذه البطولة العالمية الى جانب الكرة الارضية والكواكب المحيطة بها التي نسجت على شكل كرة القدم.

http://www.asriran.com/files/album/fa/original/1843_479.jpg