رمز الخبر: ۲۶۱۸۴
تأريخ النشر: 11:33 - 06 October 2010
عصرايران - بمناسبة مرور ثلاثين عاما على الحرب الظالمة التي فرضها نظام صدام حسين ضد إيران عام 1980، أطلق عشرات الأطفال العراقيين والإيرانيين حمائم السلام خلال إحتفال رمزي نظمته جمعية الصداقة العراقية الإيرانية مؤخرا في مدينة خرمشهر الايرانية وذلك على متن سفينة سميت بـ(سفينة الصداقة) أبحرت في (أروند رود) حملت أطفالا ايرانيين بالإضافة إلى 50 طفلا من اطفال مدينتي البصرة والفاو حلوا ضيوفا على اطفال مدينتي خرمشهر وابادان. وشارك في الحفل عدد من المسؤولين المحليين في مدينتي آبادان وخرمشهر بالإضافة الى السيد حامد عباس لفتة القائم بالأعمال في السفارة العراقية بطهران، هذا بالإضافة الى مجموعة من الفنانين والسينمائيين الإيرانيين منهم نادر طالب زادة واحمد نجفي وكوهر خير أنديش وحبيب أحمد زادة وبرويز شيخ طادي وعبد الحسين برزيدة وحسين ترابي وسيروس الوند وعدد آخر من العاملين في الحقل الثقافي والتلفزيوني والفني في ايران. وقد ألقى الممثل السينمائي الإيراني المعروف أحمد نجفي كلمة عبر فيها عن شعوره بالسرور لحضور هذه الفعالية التي تهدف الى توطيد أجواء السلام والصداقة بين الايرانيين والعراقيين.

وكانت معصومة آباد عضوة المجلس البلدي الاسلامي لمدينة طهران قد اعلنت في وقت سابق بأن هذا النشاط يعد خطوة متميزة لنسيان آلام الحرب والأحداث المريرة من ذاكرتنا لتحل محلها ذكريات مبنية على المحبة والسلام، لذلك فان الاهتمام بأطفال البلدين له دور كبير في هذا المسار.

وقالت معصومة اباد: ان مرور الذكرى الثلاثين للدفاع المقدس يجعلنا نثمن جميع من قاموا بخطوات تصب في مصلحة الصداقة بين ايران والعراق ونحن نامل بان تكون بداية طيبة لكي يتجاوز الجميع فترة النزاعات بين البلدين خلال الحرب لان من بدأ الحرب ليس موجودا بيننا الان خاصة وان الحرب لم تخلق حواجز بين النساء والاطفال على الجانبين.

واضافت عضوة المجلس البلدي لمدينة طهران ان ما حصل نتيجة الحرب بين البلدين كان في مصلحة اعدائهما الذين عملوا على استهداف الوحدة بين المسلمين بحياكة انواع المؤامرات وزرع الخلافات بينهما لكن الاطفال في كل من ايران والعراق اثبتوا للعالم قدرتهم على القيام بخطوات جادة وقيمة من شانها ان تقود الى الوحدة والاخاء بين بلديهما المسلمين.

وقالت معصومة اباد: لقد كنت أسيرة حرب ومكثت في سجون العراق سنوات عديدة، ومن هذا المنطلق فانني وباسم جميع الشهداء ومن قدموا التضحيات على طريق الثورة اقول بأن ايران والعراق بلدان مسلمان ولهما قواسم مشتركة على الصعيدين المذهبي والديني وان هناك أواصر صداقة تجمع بينهما لان استمرار العلاقات بين البلدين الجارين من شأنه أن يترك آثارا طيبة عليهما، واليوم نرى بأن اطفال العراق وايران يمثلون الجيل الجديد حين يمد كل منهما يد الصداقة والاخوة للآخر.

هذا وقد نقلت وسائل الاعلام الايرانية وعدد من وسائل الاعلام العراقية والاجنبية أنباء هذا الاحتفال من بينها قنوات العراقية والفرات والغدير الى جانب شبكات التلفزيون الايرانية الوطنية والمحلية.

ومن وسائل الاعلام الاخرى التي بثت اخبار هذا الحفل موقع (بيوند Payvand) الأميركي المعروف على شبكة الانترنت والناطق بالفارسية والانجليزية حيث نشر هذا الموقع ما يقرب من 20 صورة عن الحفل. كما ان عددا كبيرا من المواقع الداعية للسلام عبرت عن إرتياحها لإقامة مثل هذا الحفل معلنة عن بذل كل ما في وسعها من جهود لغرض نشر انبائه على مواقعها.

وضمن نفس السياق عبر (كازيو يامان ) رئيس متحف كوتشي للسلام في اليابان عن سروره لاقامة هذا الاحتفال معلنا بأن المتحف سيقوم بنشر اخبار الاحتفال في العدد القادم من نشرته.

من جانبه اعلن (نغوين مينه واي) المشرف على مؤسسة ضحايا الاسلحة الكيميائية في فيتنام عن سعادته هو الاخر لتنظيم هذه المراسم واصفا اياها بأنها خطوة كبيرة في مسيرة إحلال السلام الحقيقي بين البلدين والشعبين الجارين.

كما خصص موقع (متاحف السلام في العالم) خلال الاسبوع الماضي صورته الرئيسية وخبره الرئيسي لنشر هذا الاحتفال. وضمن السياق نفسه اعرب (ستيفان فرايبورغ) رئيس متحف (ديتون) للسلام في اوهايو بالولايات المتحدة الاميركية في مقال كتبه بهذا الشأن عن شكره للقائمين على تنظيم هذا الاحتفال واعلن بأنه سيبذل قصارى جهده لانعكاس هذا الخبر في وسائل الاعلام المحلية.

كما نشر (يوشي فرهوشي) رئيس تحرير مجلة (MR-Zine) الشهرية ومن كبار زعماء المنظمات المناهضة للحرب في اميركا عن فرحه لاقامة مثل هذا الحدث الجميل والمهم وبادر الى نشر صوره على موقع المجلة على شبكة الانترنت.

وتعتبر هذه الفعالية بادرة جديدة في ايران التي اعتادت أن تحيي ذكرى بداية الحرب العراقية الايرانية بالتركيز على بطولات قواتها دون الإشارة إلى المآسي التي تعرض لها الشعب العراقي، خصوصا سكان المدن القريبة من جبهات القتال.

وضمن هذا السياق قال أحمد الساجد من مدينة البصرة: لم يكن الإيرانيون وحدهم من تضرر في هذه الحرب التي فرضها صدام حسين، لقد تضررنا كثيرا حينما تحولت مدينتا الى منطقة حربية وكنا نبحث عن مأوى لنا في المدن العراقية في الوقت الذي كان نظام صدام يرفض الاعتراف بمأساتنا ومأساة آلاف المشردين من أهالي مدينة البصرة.

يذكر ان تنظيم الحفل جاء بدعم من كل من جمعية سينما الثورة والدفاع المقدس، القطاع الفني، شركة مصفى نفط آبادان، مؤسسة (روايت) الثقافية وبالتعاون مع متحف طهران للسلام، وشركة الفجر للملاحة البحرية، ومديريات المرافئ والملاحة البحرية في آبادان وخرمشهر وجمعية المثقفين الشباب في آبادان.