رمز الخبر: ۲۶۳۲۷
تأريخ النشر: 11:20 - 11 October 2010
عصرايران - تحظى السينما والدراما الايرانية بإقبال وإستحسان متزايد لدى الشريحة المثقفة والواعية في المجتمع العربي. وضمن هذا السياق نشرت صحيفة الدار الكويتية على موقعها مقالا تحت عنوان (السينما الايرانية تحقق العالمية دون إبتذال) أشاد الكاتب فيه بهذه السينما واصفاً إياها بالملتزمة بالضوابط الأخلاقية التي ساهمت في تحقيق الإبداع في السينما الإسلامية. وفيما يلي نص التقرير:

رغم ترشيح فيلم «وداعاً بغداد» لتمثيل ايران للحصول على جائزة الأوسكار ورغم الاحترام الخاص الذي تحظى به فإن بعض المهرجانات الدولية تحاول الإشارة بخبث إلى السينما الايرانية ولعل اصرار الأردن على اشتراك فيلم «الملكة وأنا» وهو فيلم تسجيلي عن حياة فرح بهلوي، يؤكد أن هناك رغبة ما عند السينمائيين في عدم فهم الأحداث وفقاً لمنظور أصحابها بل ان بعضهم لا يعرف جيداً وضع السينما في إيران، والحقيقة أن السينما الإيرانية بحد ذاتها تشكل ظاهرة تستحق الدراسة بكونها استطاعت خلال وقت قصير أن تصل للعالمية، وتفرض نفسها في المحافل والمهرجانات السينمائية المتعددة على الرغم من الضوابط التي قيدت بها نفسها والعوائق التي تواجهها خاصة عند مقارنتها بالسينما العربية سواء المصرية أو سينما المغرب العربي التي تبدي فلتاناً شبيهاً بالسينمات الغربية.

كما أن السينما الإيرانية تعد الأنموذج الأقرب لما يمكن أن نسميه بالسينما الإسلامية وبالذات من حيث درجة المحافظة والبعد عن المشاهد المبتذلة.

لقد كان أهم انجاز للثورة هو محاولة صياغة مشروع فكري وعملي مستقل عن مد الأمركة السائد، ولم يكن الفن الذي نتج عن ذلك فناً ايديولوجياً بالنموذج الفن السوفيتي الروسي مثلا بل أدت مقاطعة ايران للسينما الأميركية الروائية والرسوم المتحركة وغيرها إلى شحذ الطاقات الابداعية وتنمية الأدوار الفنية، فأنتجت سينما يمكن وصفها بأنها انسانية راقية، تحترم القيم ولا تتاجر بجسد المرأة، ولا تغطي بالعنف تفاهة المضمون ولا تعتمد على الإبهار، بل هي سينما بالغة البساطة وتحمل رسالة بالمعنى الإسلامي الحضاري، والدليل هو أنها حصدت عشرات الجوائز الدولية في السنوات العشر الأخيرة في السينما الروائية وسينما الطفل والسينما التسجيلية، بل تم ترشيح الأفلام الإيرانية للأوسكار لعامين متتاليين.

النجاح

ومع هذه الضوابط فإنه لا يمكن انكار مدى النجاح الذي حققته السينما الإيرانية في الآونة الأخيرة من خلال مجموعة من الأفلام مثل (أطفال الجنة) أو الحصول على السعفة الذهبية من خلال فيلم (طعم الكرز) أو جوائز المهرجانات الأخرى مثل فيلم (لون الجنة) و(اللوح الأسود) و(وقت لسكر الخيول) و(ليلى) و(يوم الجمعة).. وغيرها فضلا عن اشتهار العديد من أسماء الإخراج على المستوى العالمي أمثال مجيد مجيدي وعباس كيارستمي وآخرين.

ميزات أخرى

هناك ميزات أخرى تتمتع بها السينما الإيرانية على الكثير من السينمات الأخرى كانت أيضاً سبباً أكيداً في نجاح هذه السينما.

المتابع للسينما الايرانية سيشهد حضور البعد الديني بشكل كبير، ليس في مقدمة التريلر التي تبدأ غالباً بالبسملة فحسب وإنما في بعض المشاهد التي تعطي انطباعاً عن ارتباط الرجل الايراني بدينه. عند مشاهدة الكثير من الأفلام الايرانية سيلحظ المتابع الالتقاط المبهر الذي تقوم به الكاميرا لتعبر عن أبعاد معينة داخل نسق الفيلم فهي سينما باعتقادي يعتمد مخرجوها على الايحاء والترميز بصورة واضحة من خلال توظيف كاميرا التصوير توظيفاً رائعاً وهذا ما يجعلها تقدم بديلاً يتناسب مع نسقها العام عن لقطات الأكشن والإثارة.

الفكرة والقصة في السينما الايرانية تشكل أبعاداً خطيرة وتحمل عمقاً مدهشاً سواء على مستوى السيناريو أو على مستوى الشخصيات.

والحقيقة أن مشاهدة أفلام السينما الايرانية في غاية الأهمية لمتابعي السينما العالمية حيث تعطيك شيئاً لن تجده بالتأكيد في سينمات أخرى.