رمز الخبر: ۲۶۳۴۴
تأريخ النشر: 09:18 - 12 October 2010
سيتم خلالها التوقيع على سبع مذكرات تفاهم
ترأس رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، أمس، سلسلة إجتماعات مع عدد من معاونيه لوضع اللمسات والترتيبات الأخيرة على برنامج زيارة الرئيس، محمود أحمدي نجاد، للبنان يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
عصرايران - ترأس رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، أمس، سلسلة إجتماعات مع عدد من معاونيه لوضع اللمسات والترتيبات الأخيرة على برنامج زيارة الرئيس، محمود أحمدي نجاد، للبنان يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

كما عقد في وزارة الخارجية والمغتربين إجتماع بين الجانبين اللبناني والإيراني، تحضيراً للإتفاقيات المزمع توقيعها أثناء زيارة الرئيس أحمدي نجاد إلى لبنان.

وذكرت وكالة ارنا أمس، ان ايران ولبنان سيوقعان سبع مذكرات تفاهم لتطوير التعاون الثنائي بينهما، وستشمل مذكرات التعاون هذه مجالات السياحة والبيئة والصحة والعلاج والزراعة والطاقة والاعلام والتعليم العالي الى جانب وثيقة اعلامية ووثيقة للتعاون بين وكالتي الانباء الايرانية‌ واللبنانية.

ومن المقرر ان يتوجه وزير السكن وبناء المدن رئيس الجانب الايراني في لجنة التعاون الاقتصادي المشترك بين ايران ولبنان، علي نيكزاد، اليوم الى لبنان لوضع اللمسات النهائية على مذكرات التفاهم للتوقيع عليها من قبل الجانبين.

يذكر ان ايران ولبنان عقدا 6 دورات للجنة ‌التعاون الاقتصادي المشترك.

في سياق متصل، أكد سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان، غضنفر ركن آبادي، في حديث لقناة الجديد اللبنانية، أن زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد للبنان هي تكريس للوحدة بين اللبنانيين وتأكيد على وقوف الجميع بعضهم إلى جانب بعض وأن يلتفّوا حول محور المقاومة كون الجانب الإسرائيلي الغاصب يقوم بالتهديد في مواجهة لبنان.

وقال السفير ركن آبادي أن الرئيس، أحمدي نجاد، يأتي إلى لبنان تلبية لدعوة رسمية من الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، مشيراً إلى أنّ لقاءات الرئيس أحمدي نجاد ستشمل مختلف شرائح المجتمع اللبناني.

وأوضح ركن آبادي أنّ لهذه الزيارة طابعاً سياسيّا وآخر اقتصادياً، إذ سيرافق الرئيس الإيراني عدد من الشخصيّات السياسيّة الإيرانيّة ووفد اقتصادي إيراني، لافتا إلى أن هناك 15 وزارة في كل من إيران ولبنان تقوم بمتابعة الوثائق الواجب توقيعها خلال زيارة الرئيس أحمدي نجاد، وقال: نأمل أن يتمّ إنجاز هذه الاتفاقيات ليتمّ توقيعها أثناء الزيارة المرتقبة. وأضاف ركن آبادي: لقد تدخل الجانب الإسرائيلي ضدّ هذه الزيارة ولكن اللبنانيين تصدوا لهذا الأمر ونحن في هذه الأيام لا نسمع إلا عبارات الترحيب.

وتتواصل التصريحات المؤيدة للزيارة والمرحبة بالرئيس أحمدي نجاد، فقد وصف وزير الإعلام اللبناني، طارق متري، في حديث لوكالة إرنا، الزيارة بأنها مهمة نظرا لما يربط لبنان بالجمهورية الإسلامية في إيران من علاقات على كل المستويات.

وأكد متري أن من مصلحة كل من لبنان وإيران أن تكون علاقاتهما شاملة لكل الأصعدة الثقافية والاقتصادية والسياسية، وأن تكون شاملة أيضاً مع كل الفئات اللبنانية، وقال: كلنا يتطلع إلى أن تكون هذه الزيارة، بالإضافة إلى التعبير عن تضامن إيران مع الشَعب اللبناني بجميع أطيافه، أن تكون أيضاً مناسبة لكي تدعم إيران استقرار لبنان وسلامه ووحدته.

ورحب متري بإعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية استعدادها لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتسليحه في مواجهة الاعتداءات الصهيونية، وأوضح أن الحكومة اللبنانية لم تبحث بعد بهذا العرض، وأن الرئيس اللبناني قال في إحدى جلسات مجلس الوزراء، إن مجلس الدفاع الأعلى هو الجهة المخولة للبحث التفصيلي في مسألة تسليح الجيش.

وأكد متري أن الاقتراح الإيراني لم يفاجئنا، وقال: بالطبع الجيش اللبناني الذي يُجمع اللبنانيون على ضرورة دعمه لا سيما في مواجهة إسرائيل، يستحق الدعم من كل أصدقاء لبنان.

وأعرب متري عن ارتياحه لإعلان الرئيس أحمدي نجاد، من نيويورك، أن موضوع المحكمة الدولية وقرارها الظني مسألة داخلية لبنانية لا علاقة لنا بها، وقال: أنا أعتقد أن هذا الكلام يريح اللبنانيين لأنه يؤكد أن إيران لا تتدخل في لبنان وهي تحترم سيادته ولا تتدخل في شؤونه الداخلية.

بدوره، رحب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في الحكومة اللبنانية، محمد فنيش، أيضاً بزيارة الرئيس أحمدي نجاد للبنان، معتبراً أن هذه الزيارة مناسبة (لنعبر عن شكرنا لقائد الثورة الاسلامية ولإيران رئيساً وحكومة وشعباً).

وشدد فنيش، على أن الجمهورية الإسلامية ومنذ انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (رض) ومع خليفته القائد الخامنئي، وقفت إلى جانب قضايا العرب والمسلمين وفي مقدمتها طبعاً القضية الفلسطينية وإلى جانب حقوقنا وقضايانا وتصدت للمشروع الصهيوني ولا تزال تتحمل تبعات هذا الموقف، موضحا أن اللبنانيين يبادلون إيران هذا الوفاء وهذه المودة ويعبرون عن امتنانهم وتقديرهم لها.

وأكد فنيش أن زيارة الرئيس أحمدي نجاد تعزز وحدة الموقف المشترك بين لبنان وإيران في مواجهة المشروع الصهيوني، وقد كان لإيران دور كبير في دعم المقاومة التي حققت الانتصارات الكبيرة في مواجهة العدو الصهيوني في أيار العام 2000 وفي حرب تموز 2006 وفي رفع آثار العدوان الصهيوني وإعادة إعمار ما دمره العدو ومساهمتها في تنفيذ العديد من المشاريع الإنمائية والثقافية وتعبيد الطرقات وإنشاء الحدائق العامة، لافتاً إلى أن هذا الدعم وهذه الخدمات الجليلة هي لكل اللبنانيين.

ورأى الوزير فنيش، أن زيارة الرئيس أحمدي نجاد للبنان تأتي أيضاً في سياق سياسي يؤكد متانة وقوة محور الممانعة والمقاومة في التصدي للسياسات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وإلحاق الضرر البالغ بلبنان وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من خلال ما يسمى بالمفاوضات التي تهدف في المآل الأخير إلى تمكين العدو الصهيوني من السيطرة على الأرض وإلقاء الفلسطينيين خارج أرضهم.
ورأى الوزير فنيش أن لهذه الزيارة أيضاً أهمية كبرى لجهة المصالح المشتركة بين لبنان وإيران من خلال توقيع العديد من اتفاقيات التعاون لا سيما في مجال الطاقة والمياه والكهرباء والنفط والعديد من المصالح التي تلبي حاجات البلدين.
وحول الموقف الأميركي من الزيارة، قال فنيش: إن هذا الموقف يناقض نفسه عندما يتشدق بأنه يحترم سيادة لبنان وقرار لبنان الحر ثم نجده يتجاوز كل هذه الإدعاءات ليمارس نوعاً من التدخل الوقح بمطالبة لبنان ومحاولة الإملاء عليه من يستقبل ومن يقيم معه علاقات، معتبرا أن تصريحات المسؤولين الصهاينة حول زيارة الرئيس أحمدي نجاد تعبر عن الغيظ والحنق من هذه الزيارة، ونحن يهمنا أن يشعر العدو الإسرائيلي بالغيظ والحنق.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، نجيب ميقاتي، في مقابلة مع وكالة إرنا، على أهمية الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية أحمدي نجاد إلى لبنان، مشيراً إلى أنها فرصة إضافية لتوطيد التعاون الثنائي وتنسيق المواقف من القضايا المطروحة لا سيما المتعلقة بملف السلام في الشرق الأوسط.

وقال ميقاتي: مما لا شك فيه أن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الصراع العربي-الإسرائيلي كانت دائما داعمة للحق العربي في استرجاع الأراضي المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مضيفا: أما تجاه لبنان، فقد أبدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعما مطلقا للبنان وشعبه في مواجهة العدو الإسرائيلي.

وحول تقييمه للعلاقات اللبنانية – الإيرانية، قال الرئيس ميقاتي: إن العلاقات اللبنانية - الإيرانية في تطور مستمر ولإيران مواقف مباشرة في دعم لبنان إقليمياً وعالمياً، ولها مواقف مبدئية في دعم مبادرات الاستقرار في لبنان، وقال: ما يجعلنا نأمل في أن تكون زيارة الرئيس نجاد إلى بيروت مثمرة هو الحرص الذي يبديه المسؤولون على إقامة أطيب العلاقات مع الدولة اللبنانية وأركانها ومؤسساتها الدستورية، ومع مختلف مكونات الشعب اللبناني وأطيافه.

وأوضح أنه بالنسبة لموضوع دعم الجيش اللبناني، فهناك بين لبنان وإيران مذكرة تعاون في المجال العسكري وهي ستشهد بالتأكيد تفعيلا في الفترة المقبلة، انطلاقا من انفتاح لبنان على كل ما من شأنه تعزيز قدرات جيشه ضمانا لاستقلالية القرار الوطني اللبناني الحر الذي لا يشترك فيه احد بل هو يتوسم خيارات اللبنانيين وقناعاتهم ومصلحة وطنهم فوق كل شيء.

وفي سياق متصل، رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلي في لبنان، الشيخ عبد الأمير قبلان، أن زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محمود أحمدي نجاد، للبنان محطة تاريخية للتعامل بين إيران ولبنان كدولتين صديقتين.

ودعا الشيخ قبلان إلى التوأمة بين لبنان وإيران لدعم المؤسسات اللبنانية على كافة الصعد، فالجمهورية الإسلامية لا تدعم طائفة أو مذهب أو منطقة بل تدعم كل لبنان وشعبه بمختلف طوائفه كي ينعم بالاستقرار والسلام والاطمئنان والازدهار.

كما أكد ناشر صحيفة السفير اللبنانية، طلال سلمان، في افتتاحية الصحيفة أمس، أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يحل ضيفاً كبيراً على لبنان، بعد غد، إنما يمثل الدولة التي وقفت دائماً إلى جانب لبنان، دولة وشعباً، وقدمت له أسخى المساعدات، لا سيما بعد الحرب الإسرائيلية عليه قبل أربع سنوات.