رمز الخبر: ۲۶۳۹
تأريخ النشر: 10:08 - 09 February 2008
محمود الطيب
عصر ايران – محمود الطيب : عندما أطل يوم الثاني والعشرين من "بهمن 1357ھ ش" (11 شباط 1979) كان العالم أجمع على موعد مع حدث هائل استحق ان ياخذ موقعا متألقا ليس في صفحات التاريخ فحسب وانما في عقول وقلوب جميع المتطلعين الى انتصار الحق على الباطل على امتداد هذه الارض.
ولقد كانت الامة العربية والاسلامية آنذاك تعيش اتعس فتراتها على خلفية الانتكاسات والهزائم المريعة التي حلت بها جراء سيطرة لغة التعجرف الاميركي واحتلال اسرائيل مناطق شاسعة من اراضي العرب والمسلمين في العديد من البلدان وانحدار بعض الانظمة الى المصالحة المشينة لقاء أوهام ووعود مزيفة في حين كانت الابواق الاعلامية للاستكبار العالمي قد خلقت تصورا مزعوما عن اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر وبالتالي فان على بلدان الشرق الاوسط الانخراط في منظومة اقليمية تكرس التعايش مع المحتل الصهيوني بل وتفوضه الوصاية على المنطقة نيابة عن القوى العظمى.
صحيح ان الثورة الاسلامية المباركة اطاحت بنظام الشاه العميل للغرب المتصهين وصحيح ان قيادة الامام الخميني (قدس سره) اولت اهتمامها لهداية التحول الجذري في ايران الا ان الاحداث التي اعقبت الانتصار مباشرة حددت ملامح المرحلة القادمة التي حملت نذر التغيير الشامل على مستوى المنطقة والعالم.
وعلى هذا لم يكن وصف موشي دايان (وزير الحرب الاسبق في اسرائيل) الثورة الاسلامية الايرانية بالزلزال ناجما عن فراغ وانما عن رؤية استراتيجية درست طبيعة نهضة ايران الاسلامية وتفاصيلها التضحوية وعرفت بانها تجسد تلك المقولة معنى وعملا وبالتالي تنبأت بما ستحمله من مفاجئات غير محمودة بل ومرعبة بالنسبة للكيان الصهيوني الغاصب.
ربما يمكن اعطاء الحق لمثل هذه الرؤية او ابعد منها بيد ان واقع الامر لا يحتاج الى الكثير من المواربة والتمويه لان ثورة الشعب الايراني المؤمن المجاهد لن تنتصر وفقا لمعايير ونظريات وضعية جاءت من هنا او هناك وانما انتصرت بعقيدة الاسلام وامثلة التضحية والفداء التي ورثها الايرانيون من الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وائمة آل البيت النبوي الشريف (عليهم السلام) وجميع الاولياء الصالحين الذين نذروا ارواحهم واموالهم واعز ما يملكون لكي يبقى الدين الحنيف مصانا من المكاره والانحرافات وبعيدا عن التخلف والجهل والتحجر وليظل الاسلام العظيم نبراسا تهتدي به الامم جيلا بعد جيل كما وتحطم به كل انظمة الردة والبغي والعدوان على مر الدهور.
لقد اثبتت الايام التالية عظمة الثورة الاسلامية واشراقاتها المحمدية في ايران والمنطقة والعالم باسره وها هي المسيرة التي حمل الامام الخامنئي (دام ظله) مسؤوليتها بعد ما اوكلت القيادة الاسلامية اليه تحث الخطى نحو الافاق الرحبة ولتصل الى المدى الذي يؤهلها لتسليم الامانة الى منقذ البشرية القائم من آل محمد (ص) الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) من أجل أن يملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.