رمز الخبر: ۲۶۴۱۳
تأريخ النشر: 15:29 - 14 October 2010
عصر ايران – كتبت احدى الصحف الايرانية في افتتاحيتها بعنوان "ما سر الاستقبال؟" تقول ان زيارة المسؤول الرسمي الثاني في الجمهورية الاسلامية الايرانية الى لبنان والاستقبال والحفاوة الرائعين وغير المسبوقين اللذين لقيهما هناك، رغم انها تبدو في النظرة الاولى ملفتة ومثيرة للانتباه، لكن اذا ما دققنا في العلاقات الاستراتيجية القائمة على مدى 30 عاما بين ايران وكل من لبنان وسورية، فان حقيقة اخرى ستبرز في هذا الخصوص.

واضافت صحيفة "تهران امروز" (طهران اليوم) في افتتاحيتها انه منذ الايام الاولى من انتصار الثورة الاسلامية في ايران، لم يكن خافيا على احد الاهمية الاستراتيجية لقضية فلسطين وجيرانها مثل لبنان وسورية، بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية.

وتابعت انه لا يخفى ايضا على احد بان تاثير الثورة الاسلامية الايرانية على لبنان لاسيما الشيعة في هذا البلد كان عميقا للغاية، وان هذا التاثير اسهم في تاسيس المقاومة اللبنانية وحزب الله وان العديد من الخبراء يعتبرون ان حركات مثل حزب الله هي الابن المعنوي للثورة الاسلامية.

لذلك فان من الطبيعي انه عندما يكون اللبنانيون قد حذوا حذو الثورة الاسلامية الايرانية وفي ظل الدعم المعنوي والاقتصادي الايراني، استطاعوا ان يكونوا الدولة العربية – الاسلامية الاولى الذين ليس طرودا اسرائيل المحتلة من قسم من اراضي المسلمين المحتلة، فحسب بل اذلوا اسرائيل في حرب ال33 يوما وان ينظروا الى علاقاتهم مع ايران بنظرة استراتيجية ، وفي المقابل فان ايران التي تعتبر ان احد اهداف الثورة الاسلامية يتمثل في مواجهة الكيان الصهيوني ، تولي اهمية فائقة لعلاقاتها مع لبنان بوصفه يقف في الخط الامامي في مواجهة الصهاينة، ولا تتوانى عن تقديم اي دعم مادي ومعنوي في هذا المجال اضافة الى ان الشعب الايراني يكن احتراما بالغا للنضال الذي يخوضه اللبنانيون لاسيما حزب الله ضد الصهاينة.

واكدت الصحيفة انه يجب البحث عن سر الاستقبال الحاشد والرائع الذي اقامه لبنان للرئيس الايراني، في هذه الموضوعات اضافة الى ان استقبال لبنان، للرئيس الايراني ابعد من الاستقبال الرسمي والدبلوماسي ويعكس الاستقبال للجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني.

وتابعت ان حضور الرئيس الايراني  على قرب امتار معدودة من أرض فلسطين المحتلة يعد بحد ذاته مؤشرا على الحضور الاستراتيجي الايراني وهذا يكفي لكي تعرف اسرائيل اي ظروف تمر بها في مواجهتها مع ايران.

ولهذا السبب فان زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الى لبنان، تخرج عن نطاق العرف الدبلوماسي لزيارة رسمية لرئيس دولة الى بلد اخر، ولا نبالغ ان قلنا بان هذه الزيارة هي زيارة داخلية لرئيس جمهورية بلد اسلامي الى بلد اسلامي اخر. ان سر قلق واهتياج اسرائيل وبعض الدول الغربية مثل اميركا من زيارة الرئيس الايراني الى لبنان، يكمن في هذا الشئ، وهم يرون بام اعينهم بان النفوذ المعنوي الايراني قد امتد حتى شواطئ البحر الابيض المتوسط والى القرب من عدة امتار من فلسطين المحتلة.