رمز الخبر: ۲۶۴۶۷
تأريخ النشر: 08:50 - 17 October 2010
نظرة اخرى على حضور احمدي نجاد بين ابناء الشعب اللبناني
ان زيارة احمدي نجاد الى لبنان في المرحلة الحالية التي تؤول فيها محادثات سلام الشرق الاوسط الى ما كانت تتوقعه الجمهورية الاسلامية الايرانية كما ان الاستقبال الجماهيري الحاشد، اكد اكثر فاكثر سلامة الموقف الايراني ازاء مواقف ومطالب شعوب المنطقة حول القضية الفلسطينية واكد احقية الموقف الايراني في هذا الخصوص.
عصر ايران – ان الايرانوفوبيا (التخويف من ايران) واكثر من ذلك الاسلاموفوبيا (رهاب الاسلام) ، تعد احد البرامج الدعائية والنفسية الرئيسية للدول الغربية ضد ايران، وقد شهدنا على مدى سنوات مديدة استخدام هذا التكتيك ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وقد اماطت زيارة احمدي نجاد الى لبنان، اللثام عن فصل جديد من استراتيجية الايرانوفوبيا الغربية في مواجهة الثورة الاسلامية، اي انه على النقيض من العرف الدولي، فاننا شهدنا الدعاية السلبية والشحن الاعلامي اللذين مورسا قبل زيارة الرئيس الايراني الى لبنان.

والنقطة الجديدة المحسوسة في استراتيجية الدعاية الغربية الجديدة المناهضة لايران، هي انهم لم يكتفوا بالتهويل الاعلامي واتخاذ المواقف المعادية ، بل ابدوا ردة فعل تجاه هذه الزيارة من خلال الاعراب عن الاستياء الشديد مع اطلاق التهديدات ازاء الزيارة.

ورغم التحريض الذي مورس قبل زيارة احمدي نجاد الى لبنان، فان الاستقبال الجماهيري الحاشد الذي لقيه الرئيس احمدي نجاد والوفد الايراني خلال اليوم الاول من زيارته للبنان، ارغم وسائل اعلام الكيان الصهيوني على الاعتراف بان الاستقبال الجماهيري كان حاشدا وعلى نطاق واسع.

ومن جهة اخرى فانه يمكن اعتبار الاستقبال الجماهري لاحمدي نجاد والاهم منه مشاركة جميع كبار مسؤولي الدولة اللبنانية من جميع الوان الطيف السياسي سواء من الموافقين لايران او المعارضين وحتى المعادين لها (مثل سمير جعجع) مؤشر على نجاح سياسات طهران في منطقة الشرق الاوسط، لان التهويل الاعلامي المعادي الذي مارسوه، لم يثمر عن شئ ودحر الصهاينة بالكامل في هذا الميدان.

وقد اتهمت وسائل الاعلام الاجنبية قبل زيارة احمدي نجاد الى لبنان، حزب الله بتنظيم وترتيب الاستقبال ، كما قدمت المجموعات السنية والمسيحية على انها المعارض الرئيسي لهذه الزيارة. لكن الاستقبال اللبناني الحاشد والحماسي ، احبط هذه الدعاية على ارض الواقع ، ولذلك فقد لجأ الغربيون الى تحليل جديد واعتبروا فيه بان الحضور الجماهيري الغفير مؤشر على تقديرهم وشكرهم للمساعدات التي قدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية للبنان.

ان قوة لبنان، هي لفائدة الجمهورية الاسلامية الايرانية وقد شهدنا في اجتماع الدوحة كيف ان ايران اضطلعت بدور مميز للم شمل جميع المجموعات اللبنانية ومنذ تشكيل حكومة سعد الحريري، اعترفت بها وبالحكومة الرسمية اللبنانية ودعمتها وساندتها. لذلك يمكن الاستنتاج بان ايران جعلت من احلال السلام والامن في لبنان ، محور مصالحها في هذا البلد وهي حريصة على تنظيم علاقاتها مع لبنان عن طريق حكومة الوفاق الوطني.

ويمكن اعتبار ايران خلال عملية تشكيل الحكومة الرسمية اللبنانية، الدولة الوحيدة التي تمسكت بايجاد الوحدة في لبنان وان الادارة الامريكية ورغم مزاعمها بدعم الحكومة والوحدة الوطنية، كانت في الحقيقة تبحث عن الوحدة التي تتضمن شطب حزب الله.

لكن وعلى النقيض من التهويل الاعلامي، من ان علاقات ايران موجهة بشكل خاص نحو مجموعات خاصة في لبنان (لاسيما حزب الله)، فان اداء ايران بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، احبط هكذا مزاعم جملة وتفصيلا واظهر بان ايران تقف على مسافة واحدة من جميع المجموعات وتقيم تعاونا وعلاقات طيبة وعلى مستوى عال مع الحكومة الرسمية اللبنانية.

ان زيارة احمدي نجاد الى لبنان في المرحلة الحالية التي تؤول فيها محادثات سلام الشرق الاوسط الى ما كانت تتوقعه الجمهورية الاسلامية الايرانية كما ان الاستقبال الجماهيري الحاشد، اكد اكثر فاكثر سلامة الموقف الايراني ازاء مواقف ومطالب شعوب المنطقة حول القضية الفلسطينية واكد احقية الموقف الايراني في هذا الخصوص.