رمز الخبر: ۲۶۶۸۲
تأريخ النشر: 10:00 - 26 October 2010
عصرایران - أكد قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، أن الاجهزة الاستعمارية والاستكبارية كانت ولاتزال منذ 200 عام تسعى لبث الشعور بالمهانة والغفلة في صفوف الشعوب الاسلامية، وقال: إن الثورة الاسلامية احيت مفاهيم صانعة للتاريخ كالعزة والعدالة والصمود والهوية الاسلامية في اذهان الامة الاسلامية واحبطت مخططات المستكبرين. واوضح آية الله خامنئي لدى استقباله، أمس، الآلاف من الطلبة الاجانب في مدينة قم المقدسة، ان الاهتمام بالامة الاسلامية يعد الدرس الكبير والخالد الذي تركه الامام الخميني (ره) للشعب الايراني ومسؤولي النظام، مشيرا إلى ان الثورة الاسلامية تابعت منذ البداية مسألة تحرر الامة الاسلامية من براشن الاستكبار، ولهذا السبب فانه وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران شعرت جميع الشعوب الاسلامية في شرق العالم وغربه بأن نسيما ملهما للحياة قد هب في حياتهم وان طريقا جديدا قد فُتح. وشدد قائد الثورة الإسلامية على أن تواجد الطلاب من نحو مائة دولة في جامعة المصطفى في مدينة قم لا يعني تصدير الثورة بمعناه السياسي الشائع، موضحا أن الثورة ليست ظاهرة يمكن تصديرها بوسائل سياسية وعسكرية وامنية، واعتبر أن تواجد هؤلاء الطلاب يوفر الارضية المناسبة لتعرف الشعوب على معارف الاسلام الاصيل.

واشار آية الله خامنئي الى ان هدف الطلبة الاجانب في قم هو هدف علمي وتربوي، وقال: اينما كان العلم والمعرفة موجودان فهنالك الطالب لهما.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية اعادة بلورة معارف الاسلام الرفيعة من اهداف الجمهورية الاسلامية، مؤكداً ان تعرّف الشعوب الاسلامية على هذه التعاليم، يوفر الارضية للشعور بهوية وعزة وتقدم وحرية واقتدار الامة الاسلامية.

وقال إن المعارف الاسلامية جذابة بطبيعتها، مؤكدا بأن الاخلاق والتواضع والمحبة للناس هي الوسيلة الافضل لنقل هذه المعارف المنقذة الى الشعوب.

* لقاء مع مسؤولي مؤسسة الامام الخميني للتعليم والابحاث

كما استقبل قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي خامنئي، أمس، مدير ومسؤولي واعضاء اللجان العلمية التابعة لمؤسسة الامام الخميني (ره) للتعليم والابحاث في مدينة قم المقدسة.

واعرب سماحته في اللقاء عن بالغ ارتياحه للجهود التي تبذلها المؤسسة، قائلاً: إن هذه المؤسسة الجيدة، الشاملة والكاملة بامكانها ان تكون نموذجا يحتذى به للحوزة العلمية في مجال بذل الجهود المخلصة والعلمية والمتفانية.

واشار آية الله خامنئي الى اخلاص وفضل وتقوى آية الله مصباح يزدي، معتبرا ان وجود هذه الكمالات لدى ادارة المؤسسة سيزيد من البركات الالهية واضاف: يجب الاعلام الصحيح بشأن خدمات وجهود مؤسسة الامام الخميني (ره).

وفي مستهل اللقاء قدم رئيس المؤسسة آية الله مصباح يزدي تقريرا مسهبا عن المؤسسة.
كما قدم وكيل المؤسسة الشيخ رجبي تقريرا شاملا عن مشاريع وبرامج وانجازات هذه المؤسسة.

* لقاء مع الاساتذة والطلاب المتميزين للحوزات العلمية

قال قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، في كلمة القاها مساء الاحد، امام جمع غفير من الاساتذة والطلاب المتميزين للحوزات العلمية بمدينة قم: إن القوى الاستكبارية خاصة امريكا والصهيونية يناصبون فكرة ترويج وتعزيز حالة التدين العِداء، مشيرا إلى أن مشاريع ومخططات كرسوم الكاريكاتير المسيئة وحرق القرآن الكريم وغيرها من ممارسات الشبكة الصهيونية العالمية، تدل على عمق خباثة هذه القوى وعدائها للاسلام.

ودعا سماحته إلى عدم الاستخفاف بممارسات أعداء الإسلام، وقال: إن الحوزة العلمية وبالطبع لم ولن تلتزم الصمت امام هذه الخصومات وانها تتخذ موقفا يقظا وحذرا امام تحركات الاستكبار.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية أنه من الضرورة معرفة العدو وتجنب السير في نهجه، مؤكدا أن على جميع ابناء الشعب بمن فيهم الحوزويون التزام جانب الحيطة والحذر لئلا يتم اطلاق كلمة واحدة أو القيام بخطوة صغيرة لصالح العدو.

وحول الارتباط بين العلم والحوزات العلمية، شدد آية الله الخامنئي، على ان العلم يشكل الركن الاساسي للحوزات، وقال: ان اساس الحوزات العلمية قائم على العلم، موضحا: ان العلم يولد الاسئلة ويخلق السؤال ولذلك على المجموعات المبنية على اساس العلم بما فيها الحوزات، ان ترد على الاسئلة والشبهات برحابة صدر.

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن حرية الفكر سنة قائمة في الحوزات العلمية، لافتا إلى أن التحجر في مجال العلم لا معنى له أساساً.

واعتبر سماحته في الوقت ذاته، بعض الآراء بشأن غياب اجواء الحرية والنقد في الحوزات العلمية، بانها تهمة كبرى، وقال: إن حرية الفكر الجارية حاليا في الحوزات هي أكثر من السابق ولكن يجب نشر وترسيخ هذه الحرية على مختلف المستويات ليطرح من خلالها اصحاب الفكر بمختلف الفئات العلمية، كافة آرائهم وافكارهم بحرية.

وأوضح سماحته ان العلم يجب ان يحظى باكبر قيمة في الحوزات عند تضارب الاراء والافكار، ومن هذا المنطلق يجب ان يكون اعلم الاشخاص في الحوزات أكثرهم قيمة.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى النقاشات العلمية الجادة في الحوزات طوال التاريخ، مضيفاً: يجب تعزيز هذه السنة القيمة في مختلف الفروع العلمية للحوزات.

وتطرق آية الله الخامنئي الى ظهور مجالات ووسائل جديدة ومؤثرة في الرأي العام في الداخل والخارج، موضحا ان امكانية بروز افكار وشبهات مختلفة بصورة مستمرة زادت من المهمة الجسيمة للحوزة العلمية وجعلت من الضرورة اهتمام الحوزة بفروع جديدة ومتنوعة الامر الذي يتطلب تخطيطا وبرنامجا، داعيا الأساتذة في الحوزات العلمية الى ابتداع أفكار حديثة من خلال المزيد من المطالعة والتفكر كي لا تصاب الحوزات العلمية بآفات أنظمة التعليم الجديدة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية الصلة المتبادلة والحيوية بين الوسط العلمي المحلي والاجنبي بانها من ضروريات الحفاظ على النسيج العلمي للحوزات، مضيفاً القول: يجب على الحوزات العلمية بمدينة قم اقامة صلة علمية منتظمة مع الجامعات والحوزات العلمية الاخرى في البلاد وكذلك حوزات العالم الاسلامي عبر الاستفادة من وسائل الاعلام الحديثة التي تسهم في تسيير هذه الصلة وتسريعها.

واشار سماحته الى ضرورة جعل الابحاث محور عمل الحوزة، ولفت الى حاجة الحوزات لمختلف الفروع العلمية بما فيها الفلسفة، قائلاً: إن الفقه هو العمود الفقري للحوزة الا انه يتعين على الحوزات وعبر تصنيف العلوم حسب الاهمية، اعداد متخصصين في فروع أخرى مثل التفسير وفن الدعوة والعلوم الانسانية.

وذكر قائد الثورة الاسلامية بسيرة اساتذة وكبار علماء الحوزة من اصحاب الضمائر الحية كالامام الخميني الراحل (رض) في اسداء النصئح للطلبة ودعوتهم الى الالتزام العملي بالاخلاق والمعنوية، قائلاً: إن الشباب لهم قلوب خصبة لتقبل النصح والاتجاه صوب الدرجات المعنوية السامية، مضيفاً انه علينا استثمار هذه الارضية المناسبة وتوجيه الدعوة للطلبة قولا وعملا للتدبر والتأمل في العالم الأخروي وكسب العلم في ظل نية الهية خالصة.

وكان 12 شخصا من مدرسي وطلاب الحوزة العلمية في بداية هذا اللقاء قد ألقوا كلمات طرحوا فيها وجهات نظرهم في مختلف القضايا المرتبطة بالحوزة والفقه والعلم والفلسفة والاجتماع والثقافة.