رمز الخبر: ۲۶۷۰۴
تأريخ النشر: 10:23 - 27 October 2010
عصر ايران – كتبت احدى الصحف الايرانية في افتتاحيتها حول صفقة السلاح الاخيرة بين اميركا والسعودية تقول ان القوة الايرانية المتزايدة في المنطقة وبروز ظاهرة ايران النووية، دفعت اميركا من خلال ابرام صفقة اسلحة ضخمة مع السعودية، الى اظهار الاحتجاج الضمني على التسليم بالقوة النووية الايرانية.

واضافت صحيفة "كيهان" ان ادارة اوباما تنوي تنفيذ مشروع لبيع طائرات متطورة الى العربية السعودية بقيمة 60 مليار دولار. وهذه اضخم صفقة تسليحية امريكية لحد الان. كما ان واشنطن تجري مباحثات مع الرياض لتطوير المنظومات البحرية والصاروخية السعودية تبلغ قيمة الصفقة عشرات مليارات الدولارات.

وذكرت صحيفة "وال استريت جورنال" ان البيت الابيض يعتبر بيع هذه الطائرات والطائرات العمودية المتطورة الى حليفة الرئيسي في الشرق الاوسط، بانه يشكل جزء من سياسته الشاملة لتعزيز حلفاء اميركا العرب امام ايران.

ان الحفاوة البالغة بالرئيس احمدي نجاد في لبنان، ليس بالموضوع الذي يمكن لواشنطن  ان تمر عليه مرور الكرام. كما ان زيارة نوري المالكي الى طهران عشية تشكيل الحكومة العراقية والعلاقات الوثيقة بين ايران وتركيا وتجاهل انقرة للعقوبات على ايران، تشكل كلها موضوعات تؤرق البيت الابيض ازاء تزايد النفوذ الايراني في المنطقة.

واميركا تواجه في القضية الافغانية صعوبات جادة ايضا، وادركت انها غير قادرة على حل هذه القضية من دون مساهمة ايرانية، وهذه المسالة الى جانب تنامي قوة محور المقاومة في ظل الجهود الايرانية والسورية واللبنانية، قد زادت بشكل ملفت من هواجس البيت الابيض.

واضافة الى ذلك فان وصول طهران الى مرحلة لا يمكن العودة عنها في البرنامج النووي وتحولها الى قوة نووية، ربما يشكل اهم موضوع دفع اميركا من خلال ابرام صفقة تسليحية غير مسبوقة، الى تزويد السعودية بكم هائل من الاسلحة، وتشمل طائرات مقاتلة من طراز "اف-15" وثلاثة طرازات من الطائرات العمودية.

وقال مراسل "بي بي سي" من واشنطن استيف كينغستون في هذا الخصوص : ان اميركا كانت تبيع في السابق اسلحة الى السعودية، لكن هذا الاجراء كان يثير الكثير من الجدل. وبعد حادث 11 سبتمبر ، فان بيع السلاح للسعودية حيث موطن معظم منفذي هذا الحادث، اصبح اكثر اثارة للجدل، لكن الشئ الذي ادلى الى عدم انطلاق الاصوات المعارضة هذه المرة ، هو الموضوع الايراني.

واضاف ان اميركا تريد ايجاد شريك استراتيجي على المدى البعيد في المنطقة يتصرف كعامل ردع امام ايران. فالعراق لا يمكن ان يضطلع بهذا الدور لان القوات العسكرية الامريكية قد انسحبت من العراق ولا توجد حكومة مستقرة ودائمة فيه، لذلك فان اهتمام اميركا اصبح منصب على السعودية.

اما اسرائيل التي تعتبر على الدوام احد معارضي ابرام هكذا صفقات، قد لاذت بالصمت تجاه هذا المشروع الامريكي. وذكرت قناة "سي ان ان"، بان اسرائيل تامل ان تتمكن امريكا من خلال بيع 60 مليار دولار من السلاح الى السعودية، احتواء القوة العسكرية والنفوذ السياسي الايراني في المنطقة.

واضافت "سي ان ان"  ان الحكومة الاسرائيلية التي تبدي بشكل علني معارضتها لصفقات تتضمن بيع اسلحة امريكية ضخمة الى الدول العربية، تمتنع الان رسميا عن ابداء اي ردة فعل تجاه الصفقة الامريكية مع السعودية.

وقال مسؤول اسرائيلي لم يذكر اسمة لمراسل "سي ان ان" ان واشنطن وضعت تل ابيب في صورة تفاصيل هذه الصفقة التسليحية مع السعودية، كما طمأن المسؤولون الامريكيون، اسرائيل بانهم سيحافظون دائما على التفوق العسكري الاسرائيلي على الدول الجارة.

ونقلت صحيفة "الايندبندنت" عن اندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية الامريكية قوله ان الكسندر ورشباو مساعد وزير الدفاع الامريكي للشؤون الدولية، وضع اسرائيل في صورة القضية وتوصل الى ان هذه الصفقة ، لن تقوض التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة.

واكد ورشباو وشابيرو كلاهما بان تعزيز القدرات العسكرية السعودية، سيحسن الامن الامريكي في جزء مهم للغاية من العالم حيث يوجد قلق متزايد من البرنامج النووي الايراني.

وهو الموضوع نفسه الذي تطرقت اليه صحيفة "نيز اويسيما ياغازية تا" الروسية وكتبت تقول ان السلطات الاسرائيلية كانت قد اعلنت في وقت سابق انها مستاءة من تسليم السلاح الى السعودية لكنها لا تنوي الحيلولة دون تنفيذه، ونظرا الى ان الامريكيين اعتبروا ان ابرام هذه الصفقة ياتي من اجل مواجهة التهديد الايراني المتزايد، فانه لن يكون هناك سبب لان تدخل اسرائيل في نقاش حول هذا الموضوع.

والسؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هنا هو ما اذا كانت السعودية تملك الامكانيات والقدرات التي تمكنها من استخدام هذه الاسلحة التي تبين اهدافها غير المعلنة وما يدور خلف الكواليس بشانها. ان اميركا تنوي من خلال بيع هذه الاسلحة المتطورة، زيادة نفوذها في المنطقة، لكن هل تستطيع السعودية القيام بمهمة كهذه؟

وتساءلت "فايننشال تايمز" في هذا الخصوص: هل ان السعودية قادرة على استخدام هذه الاسلحة الباهظة الثمن؟

وردا على هذا السؤال قالت ان ايريس فورم من مؤسسة ابحاث السلام والازمات في ولاية هسن يقول ان عدد مقاتلات اف -15 التي تملكها السعودية يفوق عدد الطيارين السعوديين اضافة الى ان هذه الطائرات لا يتم صيانتها واصلاحها بشكل منتظم.

واضافت ان السعودية وابان الاشتباك مع الحوثيين على الحدود مع اليمن ، كانت بحاجة الى زمن طويل لتحقيق التفوق. فالسعودية شانها شان الامارات وقطر والبحرين والكويت، قامت بتوظيف عدد كبير من المستشارين والتقنيين والطيارين الاجانب بحيث اصبح الجيش السعودي يعتمد عليهم. كما ان طهران اعلنت مرارا بان يد اميركا تخرج من ردن دول الخليج الفارسي.