رمز الخبر: ۲۶۹۲۵
تأريخ النشر: 12:07 - 06 November 2010
وحسب بيان وزارة الخارجية الامريكية، فان هذه المجموعة بدات نشاطاتها الارهابية منذ عام 2003 وقامت بالعديد من اعمال العنف وقتلت الكثير من المسؤولين وابناء الشعب الايراني الاعزل. ويجب التساؤل عن السبب الذي حال لحد الان دون وضع هذه المجموعة على القائمة الامريكية للمجموعات الارهابية.
عصر ايران – عبرت اميركا وبعد مرور ست سنوات، عن وجهة نظرها تجاه الماهية الارهابية لمجموعة "جند الله" ووضعتها في النهاية على قائمتها للمجموعات الارهابية.

ووفقا للقرار الصادر عن وزارة الخارجية الامريكية فان جند الله – التي كان يقودها عبد المالك ريغي – اعتبرت مجموعة ارهابية واتخذت عقوبات ضدها.

ومن هذه العقوبات يمكن الاشارة الى حظر دخول اعضاء هذه المجموعة الى اميركا وتجميد اموالها.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ، لماذا تاخرت اميركا كل هذا القدر في اتخاذ هكذا خطوة والتي جاءت بعد 6 سنوات؟

وحسب بيان وزارة الخارجية الامريكية، فان هذه المجموعة بدات نشاطاتها الارهابية منذ عام 2003 وقامت بالعديد من اعمال العنف وقتلت الكثير من المسؤولين وابناء الشعب الايراني الاعزل. ويجب التساؤل عن السبب الذي حال لحد الان دون وضع هذه المجموعة على القائمة الامريكية للمجموعات الارهابية.

وما سر هذا الدوران في الموقف الامريكي ل 180 درجة بدء من دعوتها لريغي لاجراء مباحثات في قرغيزيا مطلع عام 2010 ووصولا الى وضع هذه الزمرة على القائمة السوداء في اواخر العام ذاته؟

وكانت قوات الامن الايرانية قد القت القبض على عبد المالك ريغي، زعيم مجموعة "جند الله" مطلع عام 2010 عندما كان ينوي السفر من دبي الى قرغيزيا للقاء مندوبا اميركيا هناك.

وقد اقر ريغي واعضاء مجموعة جندالله بانهم تلقوا مرارا مساعدات عديدة من اميركا وكذلك عقد لقاءات مع المسؤولين الامريكيين.

والجواب على انه "لماذا اعتبرت اميركا الان وبالتحديد مجموعة جند الله بانها ارهابية؟" يكمن في ان اميركا التي عقدت الامل كثيرا على جند الله وكانت تتوقع منها الكثير ، قد تبخرت امالها واحلامها كلها مع اعتقال ريغي واعدامه والضعف المتزايد الذي استشرى في هذه المجموعة.

ان هذه المجموعة استهدفت المواطنين العاديين والابرياء وقامت باستنساخ ومحاكاة ممارسات القاعدة وطالبان في افغانستان وباكستان، لتجعل اكثر الاماكن قدسية ، مسرحا لسفك الدماء.

وبعد ثلاث سنوات من اعمال العنف الدامية التي مارستها مجموعة جند الله وتراجعها وسقوطها، فقد اصبح من المتيقن الان بالنسبة لاميركا بان دعمها لهذه المجموعة لن يجدي نفعا في احيائها، لذلك فان واشنطن تحاول من خلال ادراج اسم مجموعة جند الله على قائمة المجموعات الارهابية، الظهور بمظهر من يناهض الارهاب ، والا فانه لو كانت اميركا صادقة حقا فيما تدعيه بانها "مناهضة للارهاب"، فلماذا لاذت بالصمت المطبق طوال الفترة التي كانت تقوم فيها مجموعة جند الله باحتجاز الرهائن وتفجير القنابل وقتل الناس الابرياء ولم تكن تعتبر مجموعة ريغي بانها "ارهابية؟

والتجربة اثبتت بطبيعة الحال بان القائمة الارهابية الامريكية هي للدعاية والنشر ليس الا، ولا ينتج عنها شئ اخر على ارض الواقع. فعلى سبيل المثال، فان "منظمة مجاهدي خلق" اي المنافقين قد وضعت لسنين على القائمة الامريكية للمجموعات الارهابية، لكن ماذا اثر ذلك على ممارسات المنافقين سواء في اميركا او خارجها؟

فهذه الزمرة تعمل حاليا بحرية في اميركا، وتنفق الاموال. ويتردد كبار مسؤولي المنافقين على اميركا بسهولة ويعقدون لقاءات مع السلطات الامريكية. ويقيمون مؤتمرات صحفية ويواصلوان ممارساتهم من دون ان يصطدموا باي حاجز او يواجهوا اي قيود.

وهل ان مسؤولي حزب الله او حركة حماس المدرجتين على القائمة السوداء الامريكية، يتمتعون بهكذا حرية أم ان هذه الحرية والامكانية ممنوحة فحسب لعدد خاص من المجموعات؟

ان اميركا قد وضعت مجموعة جند الله بعد سنوات وبعد موت ريغي وزمرته على القائمة الارهابية لتبرهن ان البيت الابيض يكون قد اتخذ اجراء متاخرا جاء بعد فوات الاوان!