رمز الخبر: ۲۷۰۱۰
تأريخ النشر: 11:41 - 09 November 2010
عصرایران - وکالات - نقل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أميركا، أمس، التهويل بـ«الخطر الايراني»، مشددا على ضرورة إصدار تهديد عسكري «ذي مصداقية» كطريقة وحيدة لضمان عدم حيازة طهران على سلاح نووي. لكن الردّ الأميركي جاء من وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الذي أكد على «تأثير» العقوبات على ايران، رافضا اعتبار التهديد العسكري، حلا وحيدا للملف الايراني.

في هذه الأثناء، اعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن امله في ان «نشهد في القريب العاجل انسجاما عاما في اسيا تحت عنوان اتحاد قاري»، وذلك خلال افتتاحه منتدى حوار التعاون الاسيوي المنعقد في طهران، الذي شارك فيه نحو 15 وزير خارجية من أصل الدول المشاركة وهي: تايلاند، إندونيسيا، ماليزيا، اليابان، كوريا الجنوبية، لاوس، ميانمار، فيتنام، الفلبين، سنغافورة، كمبوديا، بروناي، منغوليا، بوتان، الهند، باكستان، الامارات المتحدة، الكويت، البحرين، قطر، السعودية، طاجكستان، قرغيزستان، سريلانكا، روسيا، بنغلادش، كازاخستان، أوزبكستان والهند.

من جهته، التقى نتنياهو نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في نيو اورلينز (جنوب) بعيد وصوله الى المدينة لحضور الجمعية السنوية التي تعقدها اهم المنظمات اليهودية الاميركية. وبحسب مسؤول كبير قال نتنياهو لبايدن ان «الوسيلة الوحيدة لضمان عدم حصول ايران على اسلحة نووية هي من خلال توجيه تهديد ذي مصداقية بالقيام بتحرك عسكري ضدها اذا لم توقف سعيها لحيازة قنبلة نووية». كما قال نتنياهو خلال لقاء مع المنظمات اليهودية، إن «الفترة الوحيدة التي علق فيها الايرانيون برنامجهم النووي كانت لمدة قصيرة في العام 2003، عندما ظنوا أنهم معرضون فعلا لضربة عسكرية».
وقال المتحدث باسم نتنياهو مارك ريغيف ان رئيس الوزراء عبر عن تأييده لمواصلة فرض عقوبات على ايران، لكنه اشار الى ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على هذا البلد. ونقل ريغيف عن نتنياهو قوله لبايدن ان «العقوبات مهمة، انها تزيد الضغط على ايران، لكن لم يسجل حتى الان اي تغيير في سلوك ايران ومن الضروري تشديد الضغوط الدولية» عليها. ونقل أحد المصادر الإسرائيلية عن بايدن قوله لنتنياهو «سواء حدث اتفاق أو لم يحدث.. فإن التزامنا تجاه أمنكم تام وغير مشروط.» وقال بايدن في وقت لاحق إن بين الولايات المتحدة وإسرائيل «علاقة استراتيجية حساسة» وهي علاقة «لن نتنازل قيد أنملة فيها.»

أما في ملبورن، فاعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان الولايات المتحدة ترفض الدعوة الاسرائيلية الى توجيه تهديد عسكري «ذي مصداقية» الى ايران لضمان عدم حيازتها اسلحة نووية. وقال غيتس للصحافيين «اعلم انهم قلقون ازاء اثر العقوبات، لكن العقوبات تترك اثرا اكبر مما كان متوقعا لها ونحن نعمل بجهد في هذه المسألة».

واضاف غيتس «بالتالي، لست موافقا على ان تهديدا عسكريا ذا مصداقية وحده (سيقنع) ايران بالقيام بالخطوات المطلوبة منها لوضع حد لبرنامجها للاسلحة النووية». وتابع قائلا «اننا على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري، لكننا في الوقت الحاضر ما زلنا نعتقد ان النهج الاقتصادي والسياسي الذي نتبعه يؤثر على ايران».

ويأتي هذا «الحوار» الأميركي الاسرائيلي حول امكانية تصعيد التهديد العسكري ضد ايران، فيما تنذر انتصارات الحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية التي شهدتها أميركا الأسبوع الماضي، بسياسة أميركية أكثر تشددا ازاء طهران، فيما تفيد مجلة «فورين بوليسي» بأن «مشاكل الرئيس الأميركي باراك اوباما مع الكونغرس المقبل حول ايران، لن تقتصر على اعدائه فحسب، بل على محازبيه الديموقراطيين أيضا، الذين اقترحوا تشريعا جديدا للعقوبات الأحادية على ايران، يهدد مسار اوباما في الضغوط، عبر الغاء مرونته في التفاوض وتقويض فرصه في الانخراط مع طهران. ومن بين هذه المقترحات، واحد قد يلغي قدرة الرئيس على الموافقة على تصدير قطع غيار طائرات مدنية لأسباب انسانية إلى ايران، مما قد يلغي أداة تفاوض اخرى لاوباما».

أما المحرر السياسي لدى «واشنطن بوست» ديفيد ايغناتيوس، فيعتبر أن «إدارة اوباما تأمل في ان تكون الاحتكاكات مع ايران (في لبنان والعراق) مقدمة لمحادثات جدية حول حدود برنامج طهران النووي... بعد فوضى الانتخابات (الأميركية) على اوباما أو يجري اختبارا ليكتشف ما إذا كانت ايران تريد التفاوض للوصول إلى صفقة، او لتضييع الوقت».

من جانب آخر، نفى المجلس الوزاري الأوروبي الأنباء التي تحدثت عن إمكانية استضافة تركيا المفاوضات بين إيران ومجموعة الدول الست ممثلة بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

وفي هذا الصدد، أكدت المتحدثة باسم آشتون، مايا كوسيانيتش، أن إيران لم تعط حتى الآن ردا رسميا حول موعد ومكان اللقاء والمقرر أن يتم بعد العاشر من الشهر الحالي.