رمز الخبر: ۲۷۰۱۲
تأريخ النشر: 11:55 - 09 November 2010
زيارة احمدي نجاد الى لبنان واوباما الى اسيا
وقالت الصحيفة "كيهان" ان القوة الناعمة، تكمن في قوة الاستحواذ على القلوب والالباب. لذلك فان ما يدور في ذهن وخلد وقلوب الشعوب يشكل المعيار الرئيسي لقياس نسبة القوة الناعمة لدولة ما.
عصر ايران – عقدت صحيفة ايرانية مقارنة بين الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان وزيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى عدة دول اسيوية لتقول بان المراقبين السياسيين يعتبرون من خلال هذه المقارنة بان معادلة "القوة الناعمة في العالم" اصبحت لصالح طهران وبضرر واشنطن.

واشارت صحيفة "كيهان" في مقال لها الى الجولة التي يقوم بها اوباما على عدة دول اسيوية بما فيها الهند واندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان واكدت ان ما يلفت النظر قبل كل شئ في هذه الجولة هو ردود الفعل الجماهيرية الغاضبة تجاه هذه الجولة الاسيوية للرئيس الامريكي.

واضافت ان هذه الجولة تاتي بالضبط بعد ثلاثة اسابيع من زيارة الرئيس احمدي نجاد الى لبنان والاستقبال التاريخي الجماهيري الحاشد الذي لقيه هناك، وتلفت الانتباه الى ردة فعل شعوب الهند واندونيسيا وكوريا الجنوبية تجاه زيارة اوباما الى هذه البلدان.

واوضحت ان الارقام تشير الى ان زيارة اوباما الى الهند كلفت دافعي الضرائب الامريكيين 200 مليون دولار يوميا، لكن عندما وصل الرئيس الامريكي الى الهند، فان حكومة نيودلهي لم تستطع حتى الاتيان بموظفي وزارة خارجيتها للمشاركة في الاستقبال الرسمي لاوباما. لكن هذا الاستقبال تحول الى مظاهرات واسعة قام بها الشعب ضد سياسات البيت الابيض. وطوال الايام الثلاثة من زيارة اوباما الى الهند، نزل الالوف من الاهالي الى الشوارع لاسماع اوباما شعارات مناهضة لاميركا.

وقالت الصحيفة ان القوة الناعمة، تكمن في قوة الاستحواذ على القلوب والالباب. لذلك فان ما يدور في ذهن وخلد وقلوب الشعوب يشكل المعيار الرئيسي لقياس نسبة القوة الناعمة لدولة ما.

واضافت ان مراسل وكالة انباء "رويترز" دخل بين المتظاهرين الهنود الذين شاركوا احتجاجا على زيارة اوباما ونقل عنهم قولهم "لقد اقمنا هذه التظاهرات لاعلان احتجاجنا على اوباما ولنقول بانه غير قادر على الحفاظ على السلام في بلدان العالم الثالث وكذلك داخل اميركا نفسها ... ان اوباما فشل رسميا في اقرار السلام".

وتابعت الصحيفة ان الوجهة الاخرى لجولة اوباما هي اندونيسيا، لكن لا اثر من لافتات الترحيب باوباما هناك وفي المقابل فان الناس يقيمون لعدة ايام مظاهرات احتجاجا على هذه الزيارة. فقد تجمع خلال الايام القليلة الماضية عشرات الاولوف من ابناء الشعب الماليزي المسلم امام السفارة الامريكية في جاكرتا طالبوا فيها حكومة بلادهم بالامتناع عن استقبال اوباما ورددوا شعارات تقول "ان جاء اوباما فاننا سندخل في مواجهة معه".

واوضح صحيفة "كيهان" ان الوضع في كوريا الجنوبية التي ستكون الوجهة الاخرى لجولة اوباما الاسيوية ليس بافضل من هذا. فقد اقام ابناء الشعب الكوري الجنوبي عشية الزيارة مظاهرات شارك فيها عشرات الالوف من ابناء الشعب للاعلان عن احتجاجهم ليس على اميركا وحدها فحسب بل على حلفاء واشنطن وسياساتهم وكذلك الايديولوجية الليبرالية الديمقراطية.

واكدت الصحيفة ان الحقيقة هي ان هذه الاوضاع لا تقتصر على عدد من الدول الاسيوية وان الرؤساء الامريكيين وما عدا عدة دول غربية محدودة، اينما حلوا لقوا ردة الفعل هذه.

وقالت انه في الجانب الاخر لا يمكن ان نمر مرور الكرام على ما شهده لبنان خلال زيارة احمدي نجاد الى هذا البلد. ويكفي الاشارة الى ما تناقلته وسائل الاعلام الغربية والعربية حول هذه الزيارة، فقالت لوموند: ان زيارة احمدي نجاد الى لبنان تشكل ذروة نجاح طهران اقليميا، ديلي تلغراف: الهدف من زيارة الرئيس الايراني الى لبنان هو اظهار نفوذ طهران لدى اكثر بلدان المنطقة حساسية، ليبراسيون: الاف الاشخاص استقبلوا احمدي نجاد استقبال الابطال، السفير: لقد حل احمدي نجاد ضيفا استثنائيا على لبنان وفي الزمن الاستثنائي، و... .

وقالت الصحيفة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تملك الان قوة ناعمة بدء من اسيا ووصولا الى اميركا اللاتينية.

وخلصت الصحيفة الى القول بان افاق هكذا تطور وظاهرة، لا يمكن ان تكون الا تبلور اتحاد استراتيجي دولي من اجل ارباك المعادلات الجائرة الحالية وعزل الغرب الذي كان يزعم يوما ما بانه يقود العالم.