رمز الخبر: ۲۷۱۷۲
تأريخ النشر: 10:58 - 16 November 2010
نحن لا نعارض الموسيقى ولكن هناك حفلات ليلية تستخدم فيها المخدرات واقراص الهلوسة وما يتبعها من اعمال فساد اخلاقي وانتهاك واضح للقانون المستلهم من الشريعة الاسلامية،
الشرق القطریة - أكد العميد أحمدي مقدم قائد الشرطة الإيراني أهمية التعاون الأمني مع دولة قطر لمواجهة الجريمة المنظمة وعصابات المخدرات وضبط الحدود.

وكشف العميد احمدي مقدم عن محاولات تقوم بها امريكا لخلق توتر داخلي في ايران، وان واشنطن تشن حربا ناعمة مستخدمة في ذلك عناصر موالية لها تتمتع بغطاء امني امريكي، معتبرا ان قيام امريكا بوضع "جند الله" على لائحة الارهاب خطوة لا تعني لإيران الكثير باستمرار تمتع عناصر التنظيم بالغطاء الامني الامريكي.

 وفيما يلي نص اللقاء الذي جرى على هامش مشاركة قائد الشرطة الايراني في مؤتمر الانتربول الذي تستضيفه الدوحة:

* ما تقييمكم للمناقشات التي شهدها مؤتمر الانتربول ووجهة النظر الايرانية إزاء المنظمة الدولية؟

— مؤتمر الانتربول هو مؤتمر روتيني سنوي ينعقد بين رؤساء الشرطة في الدول، وقد دعيت كضيف للمؤتمر كي أتحدث عن التيارات الموجودة والجريمة المنظمة كموضوع يحظى بالاهتمام، وهو موضوع مهم بالنظر الى ان منطقتنا مبتلاة بتجارة المخدرات وتهريب البشر والارهاب، فانني اعتقد ان هناك حاجة ماسة لتعضيد الجهود بين دول المنطقة من اجل التصدي لهذ الجرائم ولأنها جرائم غير محدودة برقعة جغرافية معينة فان هناك حاجة متزايدة للتعاون بين دول المنطقة.

* وماذ عن آفاق التعاون الايراني مع قطر في مجال ضبط الحدود ومكافحة الجريمة؟

— التعاون مع دولة قطر الشقيقة تزداد وتيرته، وقد تطور ونما خلال السنوات الاخيرة، وخلال الاجتماعات التي عقدناها مع سعادة النائب العام لدولة قطر، وكذلك مع مدير عام الامن العام هنا و استطعنا ان نسد طرق تهريب المخدرات من افغانستان الى هنا خاصة الحشيش الى حد كبير، وهناك تعاون امني وعملياتي كبير خاصة مع اجهزة مكافحة المخدرات هنا في قطر من خفر السواحل، والتعاون الثنائي فيما بيننا يزداد على اكثر من صعيد واليوم تفاهمنا على الكثير من الخطوات التي يمكن من خلالها عقد الاجتماعات الثنائية واللقاءات المتواصلة بين البلدين بشكل مستمر.

* الانتربول كجهاز دولي هل ترون انه عرضة للاستغلال من قبل دول لتحقيق مصالح خاصة على غرار ما يحدث للمحاكم الجنائية الدولية أو المحاكم الخاصة المخترقة؟ وجرى نقاش على استخراج جوازات سفر لأعضاء الانتربول باعتبار ذلك انتهاكا لسيادة الدول؟

— لا أدري ما تقصدونه باستغلال هذا الجواز.. لكنه لن يعدو كونه نوعا من التسهيلات الممنوحة لعناصر الانتربول ويمكن بهذه التسهيلات ان يسرع الإنجاز وتجاوز الروتين الذي يتمثل في اجراءات الحصول على التاشيرة وغيرها كي يمكنهم التنقل بحرية ومتابعة اعمالهم، وهذا لا ينتهك سيادة أي دولة لأنه ليس هناك اي دولة مجبرة على القبول بهذه الخطوات. والجمهورية الإسلامية الايرانية أبدت منحى ايجابيا تجاه هذه المبادرة.

* إذا تحدثنا عن الشرطة الايرانية يقفز الى الذهن المواجهات مع المتظاهرين والمعارضين فما هي المعايير التي تفصل بين الحق في التعبير والإخلال بالامن؟

— الحريات يتم تعريفها في اطار النظام، وتوضع في الاطر القانونية المقبولة.. ولقد منح دستورنا الرسمي حريات واسعة النطاق للناس والاحزاب لممارسة حقوقهم وللصحافة ولحرية التعبير لايمكن انكار وجودهما، والحكومة لديها سعة صدر وتحمل كبير في هذا المجال، لكن إذا أرادت فئة ما أن تخرج على القانون والتظاهر في الشوارع فان اي حكومة لا يمكن ان تقبل بذلك، وما وقع في العام الماضي كان قد وقع في ثلث جغرافية العاصمة طهران ولم تكن هنالك اي معضلات في اي منطقة اخرى في أنحاء ايران، باعتبار ان منطقة شمال طهران قد أبدت دعمها لمرشح معين، وعندما لم يحرز مرشحهم الاكثرية ادعوا ان هناك تزويرا في الانتخابات وقاموا بما قاموا به لكن هناك منهجا قانونيا لإبداء الاعتراض، وهؤلاء لم يستفيدوا من هذا المنهج، وألفت نظركم الى ما جرى في فرنسا بعد ان اجتاحتها المظاهرات في كل الأنحاء، وماذا كان رد فعل الحكومة الفرنسية؟ لم تأبه بتلك المظاهرات وقامت بإقرار القانون الذي كان سبباً في التظاهر برفع سن التقاعد، وتصرف الشرطة إزاء المعارضين في الشارع الايراني مناسبة وصحيحة ولم تحدث اي تجاوزات من جانبها ولم تستخدم السلاح الناري ولم يسقط قتيل برصاص الشرطة، لكن الشرطة رغم ذلك لا تتصدى لطرف واحد في التظاهر ولكن لعدة اطراف في وقت واحد وفي نفس الوقت الذي نزل معارضو الدكتور أحمدي نجاد نزل مؤيدوه وهم كثر ايضا الى الساحة ورأيتم كثيراً من افراد الشرطة الايرانية وهم يتلقون الضرب من المتظاهرين على الانترنت واليوتيوب، وهذا ليس نتيجة ضعف اجهزة الشرطة ولكن هم كانوا يتريثون ويتحملون كي لا يلحق اذى بالناس، وانتم تعرفون موقف الناس من الشرطة الايرانية وهي مواقف ايجابية وانا.. الكل يعرفني واتجول بين الناس وفي الاسواق وارى كيفية معاملتهم لنا وبالتالي فان واجب الشرطة هو تنفيذ القانون والمحافظة على النظام والمحافظة على استقرار المجتمع، فالاضطرابات والفوضى لا يمكن ان يتحملها اي مجتمع.

* هل لديكم أدلة على ان هناك من يحاول استغلال المعارضين مثل الـ سي آي ايه او غيرها من اجهزة المخابرات؟

— هؤلاء لديهم معايير مزدوجة حتى في المناداة بالحرية وفي الكثير من دول المنطقة لا توجد معايير للديمقراطية، ولكن لا احد يحاسبهم او يراجعهم في فقدان الحريات، ومن الواضح للعيان ان ايران تمتلك أرقى نظام ديمقراطي على صعيد المنطقة كلها، ويتم انتخاب الرئيس من بين مرشحين ووفق معايير شفافة، غير ان هناك من له مآرب واهداف سياسية يحاولون ان يفرضوا ارادتهم علينا، ومنذ ثلاثين عاما ونحن نعرف ذلك سواء بعمليات ارهابية او هجوم عسكري او عقوبات سياسية او اقتصادية وغيرها من تلك الامور، واخيرا نحن شاهدنا الحرب الناعمة التي يحاولون فرضها علينا.

* هل هي اذن جزء من سيناريو تسعى امريكا لفرضه على ايران بحرب من الداخل بعدما تأكدوا من فشل تكرار النموذج العراقي؟ وما مدى جاهزيتكم للمواجهة من الداخل؟

— نحن نعرف كل ذلك وهم استنفدوا كافة الطرق سواء بالضغوط الاقتصادية او التفكير في الهجوم العسكري او العقوبات السياسية والصواريخ لا تزال موجهة لنا، وهم مترددون في النتيجة التي ستترتب على اي خطوة متهورة يرتكبونها بحق ايران، ولو كانت شعبية حكومتنا ضعيفة وهؤلاء يستطيعون ان يوجهوا لنا ضربة ليسقطوا بها الحكومة لما ترددوا ابدا في ذلك، ولذلك هم يحاولون استخدام اساليب اقل كلفة كأساليب معلوماتية او استخباراتية او اعلامية كما هو الحال في عصابة عبد الملك ريغي التي كانت تدعمها امريكا بالاموال لتقوم بمذابح عمياء بين المواطنين المدنيين وهي اعمال معروفة وواضحة في دهاليز الـ " سي آي ايه" وهم يحاولون الربط بين ايران وبين ما يقوم به الشعب الفلسطيني او اللبناني من نضال ومقاومة، ولكن الصحوة التي قامت بين الناس في تلك المناطق هي افراز ونتاج طبيعي للثورة الاسلامية.

* لكن ها هي امريكا تضع جماعة "جند الله" على لائحة الارهاب فهل تسترضي ايران بتلك الخطوة؟

— هؤلاء ادرجوا اسمها مؤخرا في القائمة لكن المنافقين الذين كانوا في القائمة الارهابية.. كم عنصرا منهم تم اعتقاله؟ هؤلاء لا يزالون تحت المظلة الامنية في الغرب حتى "مجاهدي خلق" في العراق لا يزالون تحت الغطاء الامني للامريكان، وهؤلاء أياديهم ملوثة بدماء الشعب العراقي نفسه.

* سؤال أخير.. ما حقيقة استهداف عناصر الشرطة لفرق الشباب الموسيقية والفتيات اللائي يرتدين الجينز؟

— نحن لا نعارض الموسيقى ولكن هناك حفلات ليلية تستخدم فيها المخدرات واقراص الهلوسة وما يتبعها من اعمال فساد اخلاقي وانتهاك واضح للقانون المستلهم من الشريعة الاسلامية، ونحن نسعى لتطبيق القانون ولكن الحفلات الموسيقية موجودة والامسيات الموسيقية، وايران تشجع الفن ولا تعارضه لكن لا تؤيد الفساد الاخلاقي او الحفلات الماجنة او المشروبات الروحية.

* وارتداء الفتيات للجينز هل هو ممنوع؟

— تعال هناك لترى، وحسب القانون ينبغي ان يكون هناك التزام بضوابط الشرع وان ترتدي الفتيات ما تشاء دون ان يخالف زيها الشرع.