رمز الخبر: ۲۷۴۶۵
تأريخ النشر: 12:11 - 02 December 2010
عصر ايران - لقد كانت فترة الدفاع المقدس للشعب الايراني في مواجهة المعتدين الصداميين زاخرة بالعبر التاريخية الكبرى وجانب منها يعود الى ندم الكويت الثرية والصغيرة من تقديمها الدعم والمساعدة للنظام الصدامي البعثي المعتدي.

والشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير الكويت آنذاك والذي شهدت بلاده في عهده العديد من الحوادث الناجمة عن اتباع السياسات الامريكية ومغامرات صدام في المنطقة، يقول في مذكراته، انه بعد انتهاء الحرب الايرانية العراقية تم برعاية الدول العربية اقامة مؤتمر القمة العربية في بغداد لتكريم ما اسماه صمود صدام امام الايرانيين وبدا جميع القادة العرب مرتاحين لافلات صدام والعراق من خطر السقوط على يد الايرانيين، وان هذا الشئ حصل بالطبع بفضل المساعدات الواسعة التي اغدقتها الدول العربية الغنية والمساعدات التسليحية واللوجستية لدول مثل مصر والاردن على العراق.

ويقول الشيخ جابر: في ختام المؤتمر وعندما كنا نهم بمغادرة العراق عائدين الى الكويت جلس صدام شخصيا خلف مقود سيارة التشريفات وقاد السيارة بنفسه حتى مطار بغداد. كنت انا وهو وحدنا في السيارة، وفيما كان صدام يدخن سيجارة كوبية وكان فضاء السيارة ملئ بدخان السيجارة، قلت له في الطريق: انني ساكون بانتظاره ان شاء الله في الكويت وان تكون اولى زيارته الخارجية الى الكويت. ورد صدام بكبر وغطرسة: ان الكويت بيتنا وسناتي اليها.

واضاف الشيخ جابر: انني لم افهم ما كان يقصده حينها وعندما كنا نهرب من الكويت صيف 1990 انتبهت الى كلام ذلك الرجل المتعجرف والخبيث وتمنيت في تلك اللحظة ليتنا لم نكن نساعده في حربه مع الايرانيين. انه كان ناكرا للجميل.

ويقول مرافقو امير الكويت بان صدام عندما هاجم الكويت، كان امير الكويت نائما وتم نقله في حالة مضطربة الى السعودية. وبعد ايام من احتلال الكويت على يد البعثيين، وصف صدام، الشيخ جابر الاحمد الصباح بانه شخص فاسد وبث فلما عن فساده. وردا على سؤال للصحفيين انه لماذا لا يرتدي البزة العسكرية قال صدام: اني لا ارى رجلا في الكويت امامي. واذا كنت ارتدي البزة العسكرية في الحرب مع الايرانيين، فان ذلك كان يعود الى انهم كانوا رجال حرب.

ويتحدث صدام في هذا الحوار عن الامام الخميني (رض) باحترام ويضطر للاعتراف بانه كان يحارب من، لكنه لم يتحدث عن جرائمه والدعم الذي تلقاه من القوى الاستكبارية في شن عدوانه على ايران، وهذا اسلوب الغدرة والجبناء على مر التاريخ.

ويتطرق نادر دريابان الباحث الايراني في شؤون الدفاع المقدس بعد ذكره هذه المقدمة، الى الاحداث التي وقعت خلال الاعوام التي شهدت التعاون الوثيق بين الشيخ جابر امير الكويت وصدام المقبور ويقول: ان الشيخ جابر واضافة الى الكم الهائل من المساعدات المادية والتسليحية واللوجستية التي قدمتها بلاده الى البعثيين المجرمين، اشترى عددا من عربات الاسعاف من طراز مرسيدس بنز كانت بمثابة مستشفى ميداني متنقل وحتى تنجز فيها عمليات جراحية لحفظ ارواح القادة العراقيين في جبهات الحرب ضد المقاتلين المسلمين الايرانيين واهداها الى صدام وقادته.

والدفعة الاولى من عربات الاسعاف هذه ارسلت الى جبهات مدینة خرمشهر التي كانت ترزخ للاحتلال الصدامي، لان ايران كانت تستعد لمهاجمة خرمشهر واستعادتها من العدو. وبعد ايام من هجوم قوات الاسلام خلال عمليات بيت المقدس على البعثيين المجرمين في جبهات خرمشهر، استولى المقاتلون المسلمون الايرانيون على عربات الاسعاف التي اهداها الشيخ جابر لصدام وقتل العديد من القادة العراقيين على جبهات خرمشهر.



سیارات الاسعاف الکویتیة في الحرب العراقیة ضد ایران

ويتم الاحتفاظ باحدى عربات الاسعاف هذه في المركز الثقافي للدفاع المقدس (متحف الحرب العراقیة الایرانیة) في خرمشهر. وخلال الحرب المفروضة حضر الشيخ فهد الاحمد الاخ غير الشقيق لامير الكويت الى الجبهات العراقية، وسحب حبل المدفعية العراقية لقصف مواقع القوات الايرانية. والشيخ فهد الاحمد الذي كان رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي، كان اول مسؤول رسمي ومهم كويتي قتل ابان الاحتلال البعثي للكويت ونكلت قوات صدام بجثته.

وبعد يوم من احتلال الكويت من قبل النظام الصدامي المعتدي، سافر وزير الخارجية الكويتي آنذاك وامير الكويت حاليا الى الجمهورية الاسلامية الايرانية لتقديم الاعتذار الرسمي عن مساعدات بلاده لصدام ابان حربه على ايران لكي يسجل التاريخ سريعا، المصير الاسود الذي لاقته جبهة الكفر في مقابل ملحمة الثماني سنوات من مقاومة الشعب الايراني المسلم.