رمز الخبر: ۲۷۶۱۹
تأريخ النشر: 14:57 - 09 December 2010
أكد وزير الإعلام اللبناني طارق متري أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة كبيرة مؤثرة وقوية تسعى لتحسين علاقاتها مع الدول العربية ولا تريد العداء للعرب وأنه لمس من خلال زيارته لطهران أنها ليست في حالة مواجهة مع العالم العربي بل تسعى للتقارب معه، معتبراً أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أراد من خلال زيارته لطهران أن يقول لإيران إن لبنان صديق لها ولن يقف في صف أعدائها.

وندد الوزير متري في مقابلة أجرتها معه وكالة إرنا بجريمة اغتيال العالم النووي الإيراني الدكتور الشهيد مجيد شهرياري، مؤكداً أن هذه الجريمة وغيرها من الضغوط التي تمارس على إيران لا تضعف الموقف الإيراني في ما يتعلق بالملف النووي السلمي، مؤكداً أن إيران لم تتأثر بأي شكل من الأشكال بالعقوبات المفروضة عليها، لا على المستوى الاقتصادي ولا السياسي، معتبراً أن كلام المسؤولين الإيرانيين يوحي بثقة عالية بالنفس ولا يوحي بالضعف.

ورداً عن سؤال رأى الوزير متري أن لإيران تأثيراً كبيراً على لبنان وهذا أمر لا يمكن أن يختلف عليه اثنان، ولإيران أصدقاء كثر في لبنان وهذا أيضا أمر لا يختلف عليه اثنان. وأكد الوزير متري أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعززت أكثر على المستوى الرسمي بعد زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد إلى لبنان وزيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأخيرة إلى طهران، مشيراً إلى أن الجانبين بذلا جهوداً للارتقاء بالعلاقة إلى مستوى الثّقة والتّعاون بين الدّولتين. واعتبر أن الرّئيس الحريري أراد أن يقول لإيران باسم كلّ اللّبنانيين، من خلال الوفد المرافق المتمثّل بجميع الأطراف اللّبنانية: نحن نريد أن يكون لبنان صديقاً لإيران وأن لبنان لا يقف بأي صورة من الصور في صف أعدائها أو خصومها، وقال: اعتقد أن هذا الأمر، في السّياسة وفي معناه المؤسساتي مهم جداً،
ومن هذه الزّاوية كانت زيارة الرّئيس أحمدي نجاد إلى لبنان وزيارتنا إلى إيران ناجحة والاتفاقات هي تعبير ملموس عن التّعاون بين الدّولتين وهناك المزيد، وهناك أيضاً تّنفيذ هذه الاتفاقات سريعاً ونسأل الله خيراً.

ورداً عن سؤال قال الوزير متري: قمت بجولة قصيرة في طهران ويمكنني أن أقول أنه لا يبدو أبداً أنّ إيران متأثّرة اقتصاديا بموضوع العقوبات وحتّى الكلام السّياسي إذ كان لي عدّة أحاديث مع وزير الخارجية منوجهر متّكي فقد تناولنا أكثر من مرة موضوع المفاوضات بين إيران والدول الست، ولم يوحِ كلامه أن الإيرانيين يشعرون بالضّعف بل على العكس يملكون ثقة عالية بالنّفس وواضحة.

وأعرب الوزير متري عن إعجابه واهتمامه بالحيويّة الفكرية والثّقافية في المجتمع الإيراني، وقال: وهذا طبعاً أمر يلفت النّظر، إذ مازالت هناك حيوية كبيرة ونقاشات دائرة في المجتمع الإيراني وهذا دليل على أنّه لا يمكن لأي ضغط سياسي من أيّ جهة كان أن يخنق الحيوية الرّوحية والفكرية والثّقافية لشعبٍ كبيرٍ كالشّعب الإيراني.

وأدان الوزير متري رداً عن سؤال عن العمليات الإرهابية التي استهدفت علماء نوويين في إيران والتي أدى آخرها إلى استشهاد العالم النووي الدكتور مجيد شهرياري، وقال في هذا السياق: أنا ضد العمليات الإرهابية أياً كان القائم بها وأياً كانت ضحاياها، هذا الأمر مبدئي بالنسبة لي، مؤكداً أن مثل هذه الجرائم لن تؤثر على عزيمة إيران في سعيها لامتلاك الطاقة النوويّة للأغراض السلميّة. وأضاف: لا يبدو لي أن الاغتيال أو ما يشبهه من ضغوط تتعرّض لها إيران قد يضعف الموقف الإيراني.

وعن المحادثات التي أجراها الرئيس الحريري ووفده مع المسؤولين الإيرانيين في طهران مؤخرا قال: إن أهم شيء في هذه المحادثات أنها كانت غنيّة جداً، وقد طالت مواضيع كثيرة، مشيراً إلى أنها تركزت حول محورين أساسيين، الحرص على علاقات لّبنانية – إيرانية جيّدة والحفاظ على الاستقرار في لبنان.

وقال: طبعاً إيران فخورة بالمقاومة ولها علاقة خاصة مع حزب الله وهذا ليس بأمر سريٍّ على الإطلاق، لكنّ في الوقت نفسه كانوا (المسؤولون الإيرانيون) يقولون لنا: نحن حريصون على العلاقة مع كلّ اللبنانيين، مضيفا: كنا والرئيس الحريري ندعو إيران أن تسهم في الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وكان الإيرانيون يجيبون بأنهم يثقون بنا وبحكمتنا وبحكمة الزّعماء اللّبنانيين أمثال السّيد نصر الله، وطبعاً الرئيس بري ورئيس الحكومة أيضاً. ورداً عن سؤال، نفى الوزير متري أن تكون المحادثات في طهران تناولت مسألة المحكمة الدّولية الخاصة بقضية اغتيال رفيق الحريري،.

ورداً عن سؤال آخر أكد متري أن جميع اللقاءات التي أجراها الوفد اللبناني في طهران اتّسمت بالصّراحة، وخاصة اللّقاءات الشخصية.