ماذا بعد استضافة قطر لمونديال 2022

عصر ايران ، رضا غبيشاوي

اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وخلال منافسة حادة، قطر لتستضيف مونديال 2022 ، وقد وقع الاختيار على قطر بعدما دخلت في منافسة مع كل من كوريا الجنوبية واليابان واستراليا واميركا.

وقد حاولت قطر خلال ترشيح نفسها لاستضافة بطولة العالم لكرة القدم، اظهار ان اختيار قطر لاستضافة هذه البطولة هو بمعنى منح الفرصة للشرق الاوسط لاستضافة المونديال ويبدو ان الفيفا قبل تقبل هذا المفهوم.

ان الشرق الاوسط لاسيما البلدان المطلة على الخليج الفارسي تضم الكثيرين من انصار وعشاق كرة القدم وكان من العدل والانصاف ان تقام بطولة كاس العالم لكرة القدم هذه المرة في الشرق الاوسط، اذ حظيت قطر باستضافة المونديال لعام 2022.

فعلى سبيل المثال فقد استضاف الشرق الاوسط، على مدى الدورات ال16 للالعاب الاسيوية (اسياد اسيا) ، هذه الالعاب مرتين لحد الان اي عام 1974 في ايران و2006 في قطر، بينما اقيمت الدورات الباقية في مناطق اخرى من اسيا.

كما ان سبع دورات من اصل 14 دورة من بطولة اسيا لكرة القدم قد اقيمت لحد الان في منطقة الشرق الاوسط وكانت قطر قد استضافت البطولة عام 1988 على ان تستضيفها ايضا عام 2011.

وفي اطار ميزاتها لاستضافة المونديال، اكدت قطر مرارا بان انتخابها لاستضافة المونديال يعني منح الفرصة للشرق الاوسط. ان مستضيف بطولة العالم لكرة القدم لن يكون مليون ونصف مليون نسمة من سكان قطر وحدهم بل ان شعوب وعشاق الكرة في جميع بلدان الشرق الاوسط لاسيما الدول المطلة على الخليج الفارسي هم في الحقيقة الذين يستضيفون هذا المونديال. ويبدو ان احد اسباب اختيار الفيفا، لقطر لاستضافة مونديال عام 2022 هو تغطية منطقة الشرق الاوسط والخليج الفارسي بهذه الطريقة لذلك فان جميع الحكومات وشعوب الشرق الاوسط تتحمل مسؤولية انجاح هذه الدورة من المونديال لكي تذهب هذه الاستضافة مرة اخرى الى بلد اخر في الشرق الاوسط.

وبلا شك فان قطر ستكون خلال اقامة هذه الدورة من المونديال بحاجة الى سلع وخدمات اضافية. ان استضافة قطر للمونديال يمكن ان يشكل فرصة بالنسبة لايران. فقطر قد لا تملك الامكانات والطاقات الكافية لتوفير احتياجات استضافة المونديال. ونظرا الى العلاقات الوثيقة بين ايران وقطر، فان بامكان ايران الافادة من فرصة اقامة المونديال في قطر وان تنال حصة وفائدة من هذا المونديال. فعلى سبيل المثال، سيكون بامكان ايران تصدير المحاصيل الزراعية اللازمة الى قطر التي تستورد عادة مثل هذا النوع من المحاصيل.

وبناء على ذلك، يمكن الاشارة الى المنتجات الاخرى في هذا الخصوص، ويمكن للمسؤولين الايرانيين ومن خلال المحادثات مع المسؤولين القطريين، التمهيد لنشاط وعمل الشركات الايرانية في مختلف القطاعات في قطر بما فيها قطاع الاعمار والانماء والخدمات، والقيام باستثمارات على مدى 12 عاما حتى اقامة بطولة العالم لكرة القدم عام 2022.

كما ان ايران التي تملك موانئ ومسارات بحرية، بامكانها استثمار الفرصة لنقل عشاق وانصار الكرة من الدول الاخرى وعبر المسارات البرية والسكك الحديد الى موانئ ايران الجنوبية مثل بوشهر وكيش وقشم وبندرعباس ومن هناك الى قطر، وهذا يشكل بحد ذاته فرصة لسفر السياح الى ايران والتعرف على نقاط الجذب السياحي في ايران.

وعلى اي حال فان الشرق الاوسط الذي يعاني في الوقت الحاضر من ازمات ومر خلال العقود الثلاثة الماضية بسبعة حروب مختلفة، فقد اتيحت له الان فرصة لايصال صوت يبعث على الامل من الشرق الاوسط الى اسماع العالم لكي تكون الرياضة مدخلا لوضع المشاكل السياسية جانبا.