رمز الخبر: ۲۷۸۵۸
تأريخ النشر: 12:54 - 22 December 2010
المشاهد السياسي - عقد في الدوحة هذا الشهر "المؤتمر الدولي لأدب الرحالة العرب والمسملين" الذي ينظمه سنويا "المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق" ومركزه في كل من لندن-ابو ظبي، وقد استضاف المؤتمر هذا العام "الحي الثقافي-كتارا" في الدوحة، ورعته سمو الشيخة موزا حرم أمير البلاد.

استمر المؤتمر أربعة أيام وشارك فيه 85 باحثا وأديبا ومفكرا من أكثر من عشرين بلدا بينها: اليمن، السعودية، سوريا، مصر، العراق، فلسطين، تونس، قطر، المغرب، موريتانيا، ايران، تركيا، الصين، إيطاليا، إسبانيا، بريطانيا، وألمانيا.. وغيرها.

والمؤتمر الذي ألقى أضواء على إنجاز الرحالة العرب خلال ألف عام، وحظي برعاية رسمية طوال أيام انعقاده افتتح في مبنى الأوبرا  كاول نشاط كبير لـ"الحي الثقافي-كتارا" وعرض في حفل الافتتاح فيلم وثائقي من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" للرحالة البريطاني تيم ماكنتوش- سميث تحت عنوان "على خطا الطنجي" تتبع فيه الرحالة العالمي  خطوات الرحالة العربي الأشهر ابن بطوطة، وسماه أعظم الرحالة في العالم.

وقال الشاعر السوري نوري الجراح المشرف على "المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق" ورئيس المؤتمر، في حفل الافتتاح: إن الجديد في نشاط المركز هذا العام هو اللغتان التركية والفارسية في منشورات المركز علاوة على وجود علماء من أوروبا والصين، واستعرض تطور عمل المركز العربي الذي انطلق منذ عشر سنوات لافتا إلى أن الجهد الذي يوفره الاعتناء بأدب الرحلات يشكل تواصلا بين العرب والمسلمين والعالم في مستويات عدة ومتبادلة.

وقدم الجراح ملخصا للجلسات التي سيشهدها المؤتمر، وقال إن جائزة ابن بطوطة كشفت عن نصوص باهرة كتبت خلال ألف عام مما يشكل إنجازا في حقل التواصل بين الثقافات، ولفت إلى أنه رغم كل ما تحقق فإن المركز العربي يرى أنه ما زال في أول الطريق.. "طريق الأمل".

أيقونة ابن بطوطة

ولفت إلى أن اتخاذ ابن بطوطة أيقونة للمركز والجوائز يشكل إعلاء لقيمة الحضارة العربية والإسلامية، علاوة على أن ذلك يشكل جاذبا للأفكار والبحوث في هذا المجال. موضحا أن بين المشاركين علماء حققوا رحلة ابن بطوطة ونشروها في لغات أخرى مثل الفارسية والتركية والصينية.

من جهته، قال الوزير المغربي السابق محمد الأشعري في حفل الافتتاح إن مشروع المركز العربي في أدب الرحلات قد أهدى المكتبة العربية عشرات النصوص التي تعد من عيون الأدب العالمي. وقال إن ذلك من شأنه إعادة الاعتبار للمعرفة والحوار الإنساني. وأضاف أن الأمة التي أنجبت ابن بطوطة لديها فعلا ما تعطيه للبشرية.

وكان الوزير الأشعري، وهو شاعر وروائي، من أوائل المتحمسين لـ"مشروع ارتياد الآفاق" عندما استضاف في المغرب سنة 2003 وخلال احتفالات "الرباطة عاصمة للثقافة العربية "الدورة الأولى من المؤتمر تحت عنوان "ندوة الرحالة العرب والمسلمين-اكتشاف الذات والآخر-المغرب منطلقا وموئلا".

أما عطاء الله مهاجراني وزير الثقافة الإيراني السابق ، فقد أشاد بالتجربة، واعتبر أدب الرحلات جسرا بين الشعوب تقرب الحضارات بعضها من بعض. وقال إنه في هذا الزمن العصيب تبرز أهمية هذا النوع من الأدب، حيث "صوت طبول الحرب يعلو على صوت أجراس المدارس، وصوت البنادق يتفوق على صوت المفكرين"، ووصف أدب الرحلات بأنه "أدب الحياة".

من جهتها، قالت الشاعرة والمؤرخة الأميركية من أصل فلسطيني د. سلمى الخضراء الجيوسي إن أدب الرحلات يعبر عن قيم الحضارة العربية الإسلامية المتسامحة، ففيما وصف الرحالة الغربيون البلاد التي زاروها بأنها "متوحشة"، فإن الرحالة العرب والمسلمين أظهروا تواضعا حيال ثقافات الشعوب الأخرى، رغم أن قيم تلك الشعوب قد لا تتفق مع  القيم الإسلامية والعادات العربية.

وقالت إنها خلال دراستها للرحالة العرب وجدت فيهم "شيئا إنسانيا يشع منهم، لقد كانوا ينظرون إلى العالم بتواضع وإنسانية". وطالبت الجيوسي المسؤولين العرب بترجمة أدب الرحلات العربية الإسلامية إلى جميع لغات العالم، كي تستفيد الشعوب الأخرى من منتجات الحضارة العربية.

باحثون ودراسات

ضم المؤتمر إلى جانب أبحاثه ومحاوره التي سنأتي على ذكر أبرزها، معرضا للكتب هو "معرض الرحلة العربية في ألف عام" وضم مئات العناوين من الكتب التي أنجزها المركز خلال 10 سنوات، وضم المعرض مؤلفات الباحثين والأدباء  الفائزين بجوائز ابن بطوطة لهذا العام. وعدده 13 عشر باحثا محققا واديبا، وضم أعمال المؤتمر التي صدرت في ثلاث لغات العربية والفارسية والتركية.

وضم معرضا للصور تحت عنوان "الصحراء –الريح تكتب" وقد افتتح المعرض وزير الثقافة حمد بن عبد العزيز الكواري. وعبر عن دهشته بما قالته الريح للشعراء والرحالة والأدباء عبر التاريخ.. وما شكلته هذه الريح في جسد الصحراء.

يوم ابن بطوطة

في اليوم الثاني كرس المؤتمر جلساته لرحلات ابن بطوطة في جغرافيات العالم القديم الثلاث افريقيا وآسيا واوروبا.. وبالتالي فقد شهد -وللمرة الأولى- لقاء ضم عددا مهما من مترجمي رحلة ابن بطوطة إلى لغات أوروبية وآسيوية مختلفة، وقد قدم هلاء شهادات حول تجاربهم في نقل الرحلة إلى لغاتهم، إذ ترجمت رحلة ابن بطوطة إلى نحو 50 لغة. وقد تعامل الباحثون في هذا اليوم على تقديم نتائج درس هذه الرحلة في اللغات المختلفة التي ترجمت إليها.

وكان من ابرز من تحدث في هذا اليوم من الأجانب البروفيسور لي نقوانغبن، الذي ترجم الرحلة إلى الصينية، والبروفيسورة  كلوديا تريسو التي ترجمت الرحلة إلى الإيطالية، والبروفيسور محمد علي موحد الذي ترجم الرحلة إلى الفارسية، والبروفيسور سعيد آيقوت مترجم الرحلة إلى التركية.

وقد شكلت المداخلات واوراق البحث التي قدمها هؤلاء مدخلا ثريا، وبالغ الأهمية لمعرفة كيف استقبلت هذه الرحلة الكبيرة في بعض ثقافات العالم، وما هي الموضوعات التي أثارتها والإشكاليات التي نجمت عن ترجمتها.

لقد قال أغلب مترجمي رحلة ابن بطوطة إلى اللغات العالمية إنه عميد الرحالة في العالم، وان تراثه لا يخص بلده المغرب ولا العرب وحدهم ولكنه ينتمي الى التراث الانساني.

وترجمت رحلات ابن بطوطة وعنوانها (تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار) لنحو 50 لغة اخرها الصينية وقام بها لي قوانجبين رئيس مركز ابن بطوطة لخدمة الترجمة والبحوث وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

رحالة عالمي

وقال قوانجبين امام المؤتمرين ان ابن بطوطة "رحالة العرب والعجم. جواب الارض ومخترق الاقاليم بالطول والعرض.. ساهم مساهمة جبارة في مجالات تبادل الثقافة بين الصين واللعرب... أرى من الواجب علينا أن نعطي أهمية كبرى لابن بطوطة ورحلته عللى كل المستويات؛ الاجتماعية والثقافية والتاريخية والواقعية... أعتبر أن القيام بهذه الامور لواجب مقدس ومسؤولية هامة.. أتحمل هذه المهمة التاريخية الكبرى مع زملائنا لتأسيس علم ابن بطوطة بميزات شرقية وصينية.

وأضاف أن ابن بطوطة ليس ملكا للمغرب الذي نشأ فيه ولكنه "ملك أبناء الشعوب في العالم بأسره ووراثته ثروة مشتركة."

وأعلن أنه يخطط لاعادة صياغة رحلة ابن بطوطة في سلسلة كتب للاطفال وكتيبات دراسية وسيناريو تلفزيوني وحلقات من الرسوم المتحركة نظرا لما تضمه رحلة ابن بطوطة من ثراء في مادتها التاريخية والاجتماعية والدينية والفولكلورية والعرقية والجغرافية.

وقال قوانجبين ان ابن بطوطة "كان صادقا" فيما كتبه عن بلدان افريقيا واسيا وأوروبا قبل 700 عام اذ قدم "معلومات غنية ووقائع الحياة الحقيقية بدقة وجدية". ونقل عن الدبلوماسي والمؤرخ المغربي المرموق المتخصص في علم ابن بطوطة عبد الهادي التازي (89 عاما) وصفه لهذه الرحلة بأنها "أهم رحلة في تاريخ البشرية جمعاء".

وأضاف "لم تظهر على سلوك الرحالة أو تفكيره أي شائبة عنصرية أو تطرف أو تمركز حول الذات بل كان ذلك الانسان الذي ينتمي الى العالم."
الترجمة الفارسية

واستعرض الايراني محمد علي موحد رحلته مع ترجمة رحلة ابن بطوطة الى الفارسية وبدأت في الخمسينيات ونشرها عام 1958 ثم نقحها مرة أخرى ونشرها عام 1991 مستمتعا بها نظرا لان ابن بطوطة بلغ بلاد الشرق الاقصى وأعماق افريقيا وهي مناطق "بقيت مجهولة حتى بعد مئات الاعوام للكثير من أبناء البشرية... كان مزيجا من الملاك والشيطان" اضافة الى عناده وصلابته في ركوب الصعاب والتغلب على مشاق السفر.

وأضاف أن رحلة ابن بطوطة مصدر غني لمعرفة الانظمة السياسية والادارية والاجتماعية في العالم الاسلامي.

بلاغة المحو

وقال الباحث المغربي عبد النبي ذاكر في بحثه القيم "بلاغة المحو في رحلة ابن بطوطة" ان ابن بطوطة لم يكن يشغله شيء الا رحلاته فلم يذكر شيئا عن حياته الخاصة مثل زواجه في بلدان سافر اليها أو زواجه في طنجة في شمال المغرب أو توليه منصب القضاء كما لم يذكر شيئا عن أولاده في هذا البلد أو ذاك وربما ذكر عرضا جانبا من خبر أولاده أو نسائه. وأضاف "مسألة الانجاب لا تشغله ولا تستأثر بشيء من اهتمامه" لان الارتحال كان الامر الوحيد الذي أخلص له.

وأضاف "لا نعرف شيئا عن أهله وعن نسبه. وتنسب أسرته الى سيدة تدعى فاطمة. وتتحول فاطمة في المشرق -تدللا- الى بطة وتمسي بطة في المغرب بطوطة."

وقال انه كان مصرا " على بلاغة المحو" فيما يخص حياته الخاصة بل ان هذا المحو امتد الى ما بعد موته اذ ان "هذا الرحالة العظيم يكاد لا يعرف له مثوى."

وبدوره قدم د. نواف عبد العزيز الجحمة بحثا تأريخيا اجتماعيا يرصد من خلاله المنطقة الجغرافية الممتدة من ظفار إلى البصرة في مطلع القرن 8هـ/14م، وذلك من خلال مشاهدات وأخبار رحلة الرحالة الطنجي. في حين رصد د. فؤاد آل عواد النظرة الألمانية إلى شمس الدين الطنجي، ويتوقف عند  فرضية الألماني أ. د. رالف إلغَر حول رحلة ابن بطوطة، وهي فرضية لها مزالقها. ومن بين الكلمات اللطيفة والمؤثرة في هذا المحور تلك الكلمة التي قدمها  د. عبد السعيد آيقوت مترجم رحلة ابن بطوطة إلى اللغة التركية حول تجربته مع النص. وقد اختتم هذا المحور سليمان القرشي ببحث استقصائي وثبت شامل بالمؤلفات والكتابات التي وضعت حول ابن بطوطة ورحلته.

وقد شهد هذا اليوم نقاشا رفيعغ المستوى في الترجمة وقضاياها ومشكلاتها، وأوصى المجتمعون بضرورة وضع قواميس بالمصطلحات والأسماء غير العربية المستعملة من جانب ابن بطوطة، وخصوصا الفارسية والتركية والأوردو.

رحالة خالد

بدوره قال الشاعر نوري الجراح في نهاية يوم النقاش حول ابن بطوطة، وكان قد رأس عددا من جلسات المؤتمر: لعل الأمثولة التي يقدمها نص ابن بطوطة إلى قراء العصر الحديث، إلى أي لغة وثقافة انتموا، هي البعد الإنساني في شخصيته وخبراته واهتماماته وملاحظاته وحكاياته، فهو كما عبر لي، في غير مناسبة الكاتب والرحالة البريطاني تيم ماكنتوش سميث، نزيل صنعاء، والمولع ولعا استثنائيا بابن بطوطة ورحلته، "قدم تجربة معرفية مهمة لكونه ملأ برحلته المسافات بين الأمكنة". نعم، لقد كانت الرحلة بالنسبة إليه ليس فقط عبور المسافة بين أقصيين أحدهما عالمه، وإنما تلك الخبرة بالإنسان، والتي تقوم على انتماء مفتوح إلى عالم رآه الرحالة متصلا، فلم تكن علامات الطريق حدودا، وإنما محطات لمواصلة الرحلة ليس في الجغرافيا وحسب وإنما في الناس، ففي الناس بالنسبة إلى ابن بطوطة كانت المسرة، والناس هم موضوعته الأثيرة، ومحط اهتمامه، أكانوا مسلمين أو هندوسا أو مسيحيين أو عبدة نار أو أشجار.  فلم تظهر على سلوك الرحالة أو تفكيره أي شائبة عنصرية أو تطرف أو تمركز على الذات، بل كان ذلك الإنسان الذي ينتمي إلى العالم ويعتبر "البسيطة" كلها وطنه. لذلك امتدت رحلته لثلاثين عاما، وعاش بين شعوب وأمم تدين بشتى الأديان، رغم اعتزازه بدينه وورعه كفقيه مسلم. لم ينتم ابن بطوطة في خطابه الرحلي إلى ذات مريضة بعالمها الخاص وثقافتها الخاص، ومن يقرأ مجلد الحكايات التي رواها ابن بطوطة لابن جزي، والتي جمعها وحررها وقدم لها الشاعر علي كنعان سوف يستضيء هناك بالروح الإنسانية الشاسعة لهذا الرحالة، ويتأكد من أن شمس الدين الطنجي، إنما آمن مع ابن سينا بأن الكائن أيا يكن ومهما صغر شأنه، فهو حياة عظيمة الشأن: "وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر".

من هنا فإن الجغرافيا في رحلة ابن بطوطة هي صورة من صور الإنسان نفسه، وهو ما يعلل احتفاءه بالمغامرة الإنسانية. ولعل كلمات صديقي الشاعر علي كنعان تفي بما أريد أن أضيف، عندما كتب إن "عالم ابن بطوطة يثير فيضا من الأسئلة والرؤى والتساؤلات، وكأنه أراد - بغير قصد منه - أن يدفع القارئ إلى مشاركته في استكشاف هذا العالم، والتأمل في صحاراه وبحاره وحواضره، والتفكر في غرائبه وآياته، والحوار مع شخوصه وتضاريسه وأحواله الطبيعية والعمرانية والبشرية".

إن تخصيص محور متكامل لهذه الأبحاث عن شمس الدين الطنجي إن هو إلا عتبة وتمهيد ودعوة من جانبنا نحن القائمين على مشروع "ارتياد الآفاق" للتعامل مع هذا النص الخالد على غير مستوى من مستويات البحث والكتابة وإعادة التقديم إن لعامة القراء أو للأطفال والناشئة العرب وغيرهم، فضلا عن أنه تأكيد على الحاجة إلى تقديم اعتراف أكبر من الثقافة العربية بهذا الرحالة وأثر رحلته في ذائقة قرائها في اللغات الأخرى وقد اعترف به العالم أجمع بوصفه رحالة إنسانياً.  

الفضاء الآسيوي

في اليوم الثالث من المؤتمر يممت البحوث شطر الفضاء الآسيوي، وحاولت الموضوعات رسم صور متعاقبة لحركة الرحالة ورؤى الجغرافيين وحكايات مغامرات البحارة، وتقييدات المندوبين والباحثين عن المعرفة في هذا الفضاء الجغرافي الرحب الممتد، فضلا عن مدونات الساعين إلى الحج في رحلات روحية شكلت باستمرار المعين الأساسي الذي رفد أدب الرحلة ببعض أهم نصوصها ومغامراتها الروحية والمعرفية.

ومما برز في البحوث البحث القيم الذي قدمه الشاعر شاكر لعيبي، تحت عنوان "مسار رحلة أبي دلف الأولى: محاولة تفسيرٍ جديدٍ لرحلة الصين"، والنص بمثابة مدخل من مداخل الدراسة الشاملة والممتازة التي أجراها لعيبي والبحث الشيق الذي قام به من حول نص أبي دلف، في سياق عملة معقدة لإعادة تحقيق نصين رحليين لهذا الشاعر والجغرافي المغامر الحامل إلينا أنفاس القرن العاشر الميلادي. 

وقد تتبع الباحث كل كلمة وجملة وفقرة، ولم يهمل شاردة ولا واردة إلا وفركها كما يفرك الصائغ الحجر الكريم، أو المعدن النفيس. ولم يمر على اسم إلا وتحقق من موضعه في الأمكنة المعاصرة. وقد خلص إلى نتائج طيبة، لم يسبقه إليها أحد. فضرب بذلك المثل على قوة عمل الخيال في ميدان البحث العلمي والتاريخي، فالفجوات التي تتركها الأزمنة في النصوص، والأمكنة، وفي الوقائع ومدوناتها، على حد سواء، لا يمكن ردمها مرات إلا بطرائق مبتكرة في البحث، وبإعمال الخيال في قراءة الظواهر والدلائل. وهو ما يميز شاكر لعيبي في عمله على نصوص الرحلة التي تنتمي غالبا إلى القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي. فقد كانت له جولات من البحث المبتكر والشيق مع رحالة وجغرافيين من أمثال ابن فضلان والمقدسي البشاري، وابن بطلان.

ولابد من الإشارة هنا في هذا المحور أيضا إلى بحث د. حاتم الطحاوي حول مدينة بغداد في كتابات الجغرافيين الصينيين في العصور الوسطى، وإلى الجهد الخاص الذي بذله د. بشار الجعفري (غاب عن المؤتمر لانشغاله في الامم المتحدة) ليفتتح معنا أفقا مهما في أدب السفر، وهو تأثير التجار والرحالة والعلماء المسلمين القادمين من اليمن والحجاز والشام في مجتمعات الملايو، ويتجلى هذا في بحثه الذي يدرج على اسم كتاب له نشره في دمشق قبل سنوات إثر عودته من جنوب شرقي آسيا بعد أن أمضى في ماليزيا بضع سنوات سفيراً لبلاده. والواقع أن "أولياء الشرق البعيد، أساطير مجهولة في أقاصي المعمورة" هو عنوان كتاب شيق على غير مستوى، وفيه قصص وأخبار عن ذلك الجزء من آسيا لم يسبق للقارئ العربي أن اطلع عليها.                                      

وفي هذا المحور أيضا بحثان يتصلان بحكايات البحارة انطلاقا من أخبار سليمان التاجر وأبي زيد السيرافي، وبالتالي وقفة من باحثين هما عبد الرحيم مودن، وقاسم وهب مع كتاب مهم هو "أخبار الصين والهند" لمؤلف مجهول. ومحاولة لرصد الدور الريادي للملاّحين والتجار العرب في التعريف ببلدان الشرق الأقصى من خلال الكتاب الذي حققه في الأربعينات من القرن الماضي المستشرق الفرنسي سوفاجيه.
ويختتم هذا المحور بلمحة مكثقفة حول الجغرافيا البحرية العربية بين الوصف والنظرية قدمها الحائز على جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي في حقل الدراسات د. عبد الحفيظ بورايو من الجزائر.

د. عبدالرحيم بنحادة يحاول قراءة الإعجاب الآسيوي بالتجربة اليابانية في ورقته: محاولات في فهم السر الياباني: من خلال رحلة عبد الرشيد إبراهيم إلى اليابان. ود. محمد حرب الباحث في العثمانيات يدرس رحلة عالي بك إلى العراق العثماني والهند، وفي الفضاء نفسه تدرس د. تسنيم حرب صفة بلاد الخليج والجزيرة العربية في رحلات الموظفين العثمانيين الرسمية  في القرن 19.        

وفي ختام هذا المحور مداخلة طريفة بمثابة مقدمة ومختارات تعطي فكرة أولى عن اثنين من الرحالة الإيرانيين المغامرين هما الأخوين أميدوار اللذين طافا العالم على دراجة نارية خلال عقد من الزمن ما بين 1954-1965 وقد كتب هذه المقدمة الشاعر والمترجم الإيراني موسى بيدج. وقد رافق هذه المقالة عرض مقطع من فيلم وثائقي صور حول رحلة هذين الأخوين.

الرحلة إلى أوروبا

وشهد اليوم الأخير 4 جلسات معمقة، بحثت في محور رئيسي بعنوان "الرحلة العربية إلى أوروبا والغرب". وشهدت الجلسات نقاشات وأسئلة كثيرة طرحها الباحثون والمتخصصون في مجال أدب الرحلات. وترأس الجلسة الأولى الاستاذ شاكر لعيبي، وشارك فيها الدكتور "خلدون الشمعة" ببحث حول رحلة العصرنة والغربنة في أوروبا في المخيال الجمعي لرحالة عرب. كما شارك الدكتور بوشعيب الساوي ببحث بعنوان "صورة الفرنسي في رحلة العمراوي بين جدل إدراكات الوعي ومقاومة اللاوعي الثقافي".

وقدمت الدكتور عز المغرب معنينو بحثا حول قضايا أسرى الجهاد البحري في الرحلة السفارية الصورة المقنعة للآخر. فيما ناقش الدكتور سليمان القرشي بحثًا حول "صورة أوروبا في الرحلات الحجية المغربية خلال القرن 19 وبداية الـ 20". كما تحدث الدكتور صديق المجتبى حول القاموس الجغرافي الاستعماري وحاجة العالم إلى قاموس جغرافي جديد.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الشاعر نوري الجراح، برز البحث الذي قدمه المغربي رشيد اركيلة تحت عنوان "الحاكم الشرقي سائحاً وأديباً ومولعاً بالغرب" وقد استعرض الباحث رحلة ناصر الدين شاه إلى أوروبا في محاولة لاستكناه تلك التجربة التي خاضها الشاه القاجاري الشاب، والذي عبر عن دهشته بالتقدم العلمي والثورة الصناعية التي أفضت بالغرب إلى السبق الحضاري. لا تهمل ورقة الباحث الإشارة إلى أن ناصر الدين شاه ربما كان قد قضى اغتيالا بسبب من حماسته للغرب ونزعته التحديثية .

وتحدث الدكتور شعيب حليفي حول الرحلة العربية إلى أوروبا بعنوان "الصور وسردها: الرحالة ومغامراته الفكرية"، فيما تحدثت الدكتورة نزيهة الجابري حول بحث بعنوان "الرحلة السفارية من الائتلاف إلى الاختلاف: مساهمة في التأسيس الدبلوماسي المغربي، كما تحدث عبد الناصر خلاف عن دمشقي عثماني في البرازيل خلال القرن التاسع عشر هو محمد البغدادي، وتدخل نوري الجراح ولوح بيده ببحث  لباحث غائب هو  البرازيلي من اصل سوري  "باولو دانييل فرح" والذي قال إنه حقق الكتاب بالبرتغالية والعربية وأشار الجراح إلى أن المركز سيقوم بطبع كلا التحقيقين لنص الرحلة  تحت عنوان "مسلية الغريب: رحلة محمد البغدادي إلى برازيل القرن التاسع عشر". لما في ذلك من فائدة تسمح بالمقارنة والبحث والفائدة العلمية.

فيما ناقش الاستاذ حسام الدين محمد بحثًا بعنوان "اكتمال الدائرة: قراءة في رحلات حول العالم لثلاثة أدباء عرب معاصرين"، كما قدم الاستاذ علي كنعان بحثًا حول "ذلك الشرق العظيم: رحلة تأملية في الشعر والأسطورة"، أما الاستاذ مفيد نجم فتحدث حول "الرحلة بعيون الآخرين: طه حسين الذي انتصر على آفة العمى رحالا مدهشًاً.

ومن الفعاليات المميرة التي اقيمت خلال المؤتمر، أمسية أدبية لأدب الرحلة الحديث، وذلك في "مقهى الفاروق" في "الحي الثقافي"، وحضرها حشد غفير، وجاءت تحت عنوان "الرحلة المعاصرة: أمسية ادبية"، وتحدث فيها الاستاذ خليل النعيمي بعنوان "القدم الواعية"، والاستاذ سعد القرش بعنوان "أبحث عن الرصيف"، والاستاذ وارد بدر السالم بعنوان "خذوا السرد لكم وأعطوني وطني..

مسك الختام كان حفل الختام وشارك فيه وحضره حشد من الجمهور الثقافي، والأدباء والرسمين، وعلى راسهم سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث والأستاذ مارسيو باربوزا مدير عام الحي الثقافي "كتارا"، والشاعر نوري الجراح مدير "المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق"، وقدمت الحفل مديرة العلاقات العامة في "الحي الثقافي-كتارا" السيدة ملكة آل شريم، عن سبب اختيار الحي الثقافي في قطر لاسم "كتارا" الذي يربط بين احد الاسماء القديمة لقطر الذي استخدمه بطليموس وبين تأسيس الدولة القطرية الحديثة، ونوهت بالتعاون مع "المركز العربي للادب الجغرافي-ارتياد الآفاق".

وأشارت إلى أن الدولة القطرية التي ترعى مجالات الثقافة المتعددة ستعمل من خلال الحي الثقافي -كاتارا وهي مؤسسة لها شخصية اعتبارية تهدف إلى استغلال مباني ومرافق الحي الثقافي في المساهمة في النهوض بالحركة الثقافية وتشجيع وإبراز الطاقات الإبداعية وتختص إدارة الحي الثقافي بالعمل على جعل هذا "الحي" بيئة مناسبة لرعاية وتفعيل النشاط الثقافي والإبداعي الفكري والفني، والنهوض بالحركة الثقافية وتشجيع وإبراز الطاقات الإبداعية. وتهيئته ليكون ملتقى للمبدعين والمثقفين بالإضافة إلى اقتراح السياسات والخطط والبرامج المتعلقة بالإسهام في نشر الوعي الثقافي من خلال تنظيم المهرجانات والمعارض والندوات في مرافق "الحي الثقافي"، وغيرها من الأنشطة ذات الطبيعة الثقافية.  وبالتالي فإن هذا المكان الذي يشتمل على مسارح كبرى ومبنى أوبرا وقاعات عرض ومحاضرات وندوات ومرافق أخرى كثيرة قامت على قطعة كبيرة من الأرض تقدر بثلاثة كيلو مترات، تأسس ليكون بمثابة منارة عربية وعالمية كما عبر مرارا  الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد.

ثم قدمت المتكلمين في حفل الختام كل من وزير الثقافة حمد بن عبد العزيز الكواري والشاعر نوري الجراح وقدما معا منحوتة رأس ابن بطوطة للاساتذة: د. محمد علي موحد (إيران) ، د. سلمى الخضراء الجيوسي (فلسطين) ، الأستاذ محمد الأشعري (المغرب)، ، د. عبد الهادي التازي (المغرب)، تيم ماكنتوش- سميث (بريطانيا)، د. فريد لي قوانغبن (الصين)، د. صديق المجتبى (السودان)، د. سعيد آيقوت (تركيا).
وبعد ذلك وزعت الجوائز على الفائزين لاساتذة الفائزين بجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي في مجالات (تحقيق الرحلات) و(الدراسات في أدب الرحلة) و(الرحلة المعاصرة) و(اليوميات) وفاز بها هذا العام الجزائريون د. سميرة انساعد ود. الخامسة علاوي ود. وبورايو عبد الحفيظ والاستاذ عبد الناصر خلاف والمغاربة د. نزيهة الجابري والأستاذ عبد القادر سعود ود. عبد الحفيظ ملوكي والمصريان د. عمرو عبد العزيز منير والأستاذ سعد القرش والسعودي د. عبد العزيز بن حميد الحميد والعراقي الأستاذ وارد بدر السالم واليمني الاستاذ عبد الله السريحي والسوري المقيم في غرناطة الفنان والأديب عاصم الباشا.

كلمات الختام

وسبق توزيع الجوائز تقديم الكلمتين الختاميتين للمؤتمر وألقاهما على التوالي الشاعر نوري الجراح مدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق.  ود. حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة القطري. وقد قدمت حفل الختام مسؤولة النشاطات في "الحي الثقافي –كتارا" فعبرت عن سعادتها بالنجاح الكبير والاهتمام الاستثنائي الذي لقيه المؤتمر. وتوجهت بالشكر إلى الشركاء في "المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق" الذين بذلوا-كما قالت- جهودا كبيرة لإنجاح المؤتمر.

ثم ألقى الشاعر نوري الجراح مدير "المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الافاق" الشاعر نوري الجراح كلمة المركز وراعيه الشاعر الاماراتي محمد أحمد السويدي، وكلمة المؤتمر والمشاركين فيه.  وتوجه فيها بالشكر لدولة قطر و"الحي الثقافي-كتارا" على استضافتهم هذا المؤتمر الهام، ثم تلا ورقة التوصيات الختامية التي تمخض عنها "المؤتمر الدولي لأدب الرحالة العرب والمسلمين –العرب بين البحر والصحراء" والتي أصدرتها لجنة توصيات البيان الختامي المكونة من السادة الاساتذة: د. عبدالنبي ذاكر "المغرب"، د. فريد لي قوانغبين "الصين"، د. قاسم وهب "سوريا"، د. محمد علي موحد "ايران"، الأستاذ نوري الجراح "لندن"، الاستاذ تيم كامنتوش- سميث "اليمن"، د. نواف الجحمة "الكويت"
وختم نوري الجراح كلمته بقوله: يود المركز أن ينوه بمساهمة نخبة من الباحثين الآسيويين والغربيين في ترجمة ودراسة الرحلات العربية والتعريف بها. كما يحيي بحرارة الجمهور العربي بفوز دولة قطر بمونديال كأس العالم 2022. وقد نوه إلى أن المؤتمرين قرروا اهداء أعمال الندوة الى روح زميلهم الباحث في أدب الرحلة والشاعر الفقيد جمال ملحم.

كلمة وزير الثقافة

ثم تحدث وأكد الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري في كلمته التي قالها بهذه المناسبة على أهمية هذا المؤتمر الدولي ووعد بأن تنظر وزارة الثقافة والفنون والتراث بعين الاعتبار الى التوصيات الهامة التي خلص اليها المؤتمر، مشيرا الى أن دولة قطر تعيش حالة استثنائية من الحراك على مختلف الأصعدة والمجالات بمناسبة انتصارها الكبير والتاريخي الذي هو هو نصر لجميع العرب كما قال حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عقب فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، وأضاف الكواري ان دولة قطر تستعد هذه الايام أيضا للاحتفال باليوم الوطني الذي سيكون مميزا نظرا للحراك الثقافي والرياضي والاجتماعي لنهضة البلاد، بالاضافة الى احتفال الدوحة هذا العام بكونها عاصمة للثقافة العربية 2010 وقال الكواري: نحن ننوي أن تكون الدوحة عاصمة مستمرة للثقافة العربية، وما هذا الصرح الكبير الذي نحتفل اليوم بداخله – الحي الثقافي- الا جزء من منظومة بنية ثقافية متكاملة تبنى وتشيد في الدوحة بتوجيهات من سمو أمير البلاد الذي يدرك أهمية الثقافة في احداث نهضة تنموية شاملة فسموه يعلم جيدا انه لا نهضة متكاملة بدون ثقافة.

اخيسرا فقد دعا وفد علمي من المملكة العربية السعودية خلال قراءة توصيات المؤتمر إلى ترشيح "المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق" لنيل جائزة الملك فبصل العالمية للإنجاز الثقافي الكبير، وتداول المشاركون في مكان عقد المؤتمر العام القادم، وتسرب إلى الإعلام ان أربع عواصم آسيوية مرشحة لعقده في السنوات الأربع القادمة: استانبول، طهران، كولالامبور، بكين. وهناك مطالبة بعقده في المملكة العربية السعودية، واخرى في الخرطوم.

منشورات المؤتمر:

أما منشورات المؤتمر فقد بلغت 15 عشر كتابا، هي الكتب الفائزة بجائزة ابن بطوطة للأدل الجغرافين ومعها اعمال المؤتمر في مجلدين، وكتابين واحد بالفارسية (جهان جهانكردان) مت ترحير نوري الجراح وترجمة مريم حيدري، وكتاب بالتركية من تحرير نوري الجراح وسعيد آيقوت وترجمة سعيد آيقوت ونصرت مردان.

أما الكتب العربية فهي على التوالي:

- أُنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب وسيد الأعاجم والأعارب(سنة هـ  1040)  لأبي عبد الله محمد بن أحمد القيسي الشهير بالسراج الملقب بابن مليح- حققها وقدّم لها: عبد القادر سعود  (المغرب)

-"الرحلة الناصرية" لأبي العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي المتوفى سنة (1129 هـ / 1717 م(- حققها وقدم لها: عبد الحفيظ ملوكي   (المغرب)

- "مسلية الغريب" رحلة إلى أميركا الجنوبية (1864) لعبد الرحمن البغدادي
حققها وقدم لها: ناصر خلاف  (الجزائر)

- "من مصر إلى صنعاء" /رحلة في بلاد اليمن العربية السعيدة (1927) لنزيه مؤيد العظم- حققها وقدم لها عبد الله السريحي   (اليمن)

- "الرحلة السفارية /من الائتلاف إلى الاختلاف: (مساهمة في التأسيس الدبلوماسي المغربي)" د. نزيهة الجابري   (المغرب)

- "الرحلات الجزائرية إلى المشرق" دراسة في النشأة والتطور والبنية" د. سميرة انساعد  (الجزائر)      

- "مصر والعمران في كتابات الرحالة والموروث الشعبي خلال القرنين السادس والسابع الهجريين" د. عمرو عبد العزيز منير  (مصر)

- "ابن بطوطة وجهوده اللغويّة الجغرافية  (ألفاظ الأطعمة والأشربة أنموذجاً)" د. عبد العزيز بن حميد الحميد  (المملكة العربية السعودية)

- "مدينة قسنطينة في أدب الرحلات" د. بورايو عبد الحفيظ     (الجزائر)

- العجائبية في أدب  الرحلات "رحلة ابن فضلان نموذجا" د. الخامسة علاوي (الجزائر)

- "سبع سماوات" (رحلات في ومصر والجزائر والعراق والمغرب وهولندا والهند)" للكاتب الروائي سعد القرش   (مصر)

- "الهندوس يطرقون باب السماء" رحلة إلى جبال الهمالايا الهندية للكاتب الروائي وارد بدر السالم   (العراق)
- "الشامي الأخير في غرناطة" (دفتر يوميات) للفنان والكاتب عاصم الباشا (سوريا)
وحمل كتابا ابحاث المؤتمر وهما من تحرير وتقديم نوري الجراح:

المجلد الأول: "العرب بين البحر والصحراء: الرحالة العرب والمسلمون-ابن بطوطة، الفضاء الآسيوي، الشرق أفقا".

والمجلد الثاني: "العرب بين البحر والصحراء: أرض التعارف-صورة أوروبا، الحج، الرحلة المعاصرة"


جاءت توصيات المؤتمر على النحو التالي:

-تثمين خطة المركز في مواصلة الانفتاح الثقافي على الشرق الأقصى وآسيا الوسطى، واستقطاب شتى أنواع الدعم المادي والمعنوي لحض المركز على مواصلة هذه الخطة.

- متابعة الاتصالات في كل من إيران وتركيا وماليزيا والهند والصين والبوسنة لترتيب عقد المؤتمر القادم.

- التوسع في شبكة العلاقات الثقافية مع هيئات ومؤسسات علمية وأكاديمية ذات اهتمام مشترك من خلال الندوات والملتقيات الثقافية التي تعقد في البلاد العربية والأجنبية.

- التنسيق مع الحي الثقافي- كتارا في مجالات مختلفة تتعلق بأدب الرحلة والتواصل الثقافي مع العالم، مثال ذلك ترجمة رحلات عربية إلى لغات أجنية: (الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، الألمانية، الفارسية، التركية...).. إلخ.

- توصي اللجنة بإدراج أدب الرحلة ضمن تخصصات جامعة قطر.

- تأسيس مركز لأدب الرحلة في (الحي الثقافي- كتارا) بالتنسيق مع »المركز العربي...« يحمل اسم: ابن ماجد البحار والجغرافي المنتمي إلى هذه المنطقة من الجزيرة العربية.

- تأسيس ركن في "الحي الثقافي- كتارا" لأدوات الرحلة والسفر وخرائطهما في كل من البحر والصحراء، يطلق عليه اسم: رحلات العرب بين البحر والصحراء.

- الاهتمام بالدراسات عن الملاحة العربية والإسلامية عبر العصور في عالم المحيطات والبحار.

- تركيز الاهتمام على رحلات المشارقة إلى بلاد الغرب الإسلامي.

- إعادة قراءة طريق الحرير العظيم وتفرعاته.

- إخراج النصوص المحققة والإبداعية المسلمة إلى المركز في أقرب فرصة ممكنة.

- إنتاج كتب رحلية "مسموعة" لليافعين والكبار.

- توسيع لجنة تحكيم البحوث والأعمال المقدمة للنشر في المركز من أجل الحفاظ على سمعته العلمية والأكاديمية.

- إنشاء كرسي لأدب الرحلة في جامعة قطر لتأسيس هذا الكرسي في بقية الجامعات.

- العمل على انتاج افلام وثائقية عن  ابرز الرحلات العربية في العالم