رمز الخبر: ۲۷۹۱
تأريخ النشر: 12:27 - 17 February 2008
المؤكد ان لكل موقف حر يصدر من العالم الغربي قيمة وتقديرا بلحاظ المغالطات السائدة هناك خاصة اذا ارتبط الامر بما يكرس التطلعات المشروعة المحقة للامة وعقيدتها ومقدساتها.
عصر ايران – حميد حلمي زادة : لا شك بان المسلمين تلقوا بكثير من الارتياح والاحترام معا تصريحات السيد روان وليامز كبير اساقفة كانتربري عندما اكد مؤخرا على ضرورة اعتماد بعض احكام الشريعة الاسلامية الخاصة بالاحوال الشخصية في المملكة المتحدة.

وبقدر ما يعبر هذا الموقف الصريح والمنصف عن حالة نوعية لحرية التعبير والانفتاح الايجابي فانه وتبعا لردود الفعل العنيفة والمتشددة الصادرة بحقه في الاوساط السياسية والاعلامية البريطانية يعد مؤشرا على التعاطي الغربي المزدوج مع المبادئ والافكار الشريفة الداعية الى تبني لغة المنطق والحوار ابتغاء حل المشاكل والمعضلات التي يواجهها اتباع الدين الاسلامي في بلاد المهجر.

وبالمناسبة فان العاصفة السياسية والدعائية التي اعقبت تصريحات زعيم الكنيسة الانجليكانية هي ليست الاولى ولن تكون الاخيرة فما دامت الاطراف الغربية تعتمد معايير الكيل بمكيالين وتقدر المواقف انطلاقا من رؤيتها الاحادية الضيقة فلن نستغرب ابدا تكرر السلوكيات العصابية والعدوانية ضد كل ما هو حق وصواب ويقبله العقل السليم.

اللافت ان أدعياء الحداثة وحرية الفكر وعندما يجد الجد فانهم لا يتورعون عن المجاهرة في ضرب جميع ادعاءاتهم بشان القيم الانسانية الرفيعة، عرض الحائط والظهور بهيئه افراد العصور الوسطى المظلمة حيث لا قبول لاي مبدأ او فكر او جديد يتعارض مع معتقداتهم او تصوراتهم او تفسيراتهم لامور الدين والحياة.

المؤكد ان لكل موقف حر يصدر من العالم الغربي قيمة وتقديرا بلحاظ المغالطات السائدة هناك خاصة اذا ارتبط الامر بما يكرس التطلعات المشروعة المحقة للامة وعقيدتها ومقدساتها وازاء ذلك لا مناص لوسائل الدعاية والاعلام في العالمين العربي والمسلمين من حشد التأييد والدعم والمساندة للموقف النبيل والمشرف الذي انطلق به رجل الدين المسيحي الدكتور روان وليامز واعتبار ما صرح به هو المعيار الصحيح والحيادي والتجرد من الانانية والعنصرية والذي تنتظره البشرية كافة من العلماء الربانيين في انحاء الارض.

اما الاصرار على الخطأ والتعصب الاعمى والمشين فعدا عن انه لن يحظى بتأييد الانسانية الواعية والجمعيات الاهلية المدافعة حقا عن قيم حقوق الانسان والحريات السياسية والفكرية والثقافية دوليا فانه سيكشف زيف المزاعم والاطروحات الغربية المموهة بالعبارات المعسولة والشعارات البراقة اكثر فاكثر.