رمز الخبر: ۲۸۰۹۲
تأريخ النشر: 08:55 - 05 January 2011
عصرایران - وکالات - دعت ايران الثلاثاء سفراء دول عدة بينها الصين وروسيا، وليس الولايات المتحدة وبريطانيا ولا فرنسا والمانيا، لزيارة مواقعها النووية، في بادرة "حسن نية" قبل المفاوضات النووية المقررة في اسطنبول اواخر كانون الثاني/يناير الحالي.

ونددت الولايات المتحدة بما سمته "تهريجا" لن يحل محل "تعاون شفاف"، بحسب المتحدث باسم الخارجية الاميركية الذي اضاف "انها محاولة لصرف الانتباه عن عدم احترام (ايران) التزامتها حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وقالت المجر، وهي احدى الدول التي تلقت دعوة من طهران لزيارة موقعي نطنز واراك في 15 و16 كانون الثاني/يناير بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الاوروبي، انها ستتشاور مع المفوضية الاوروبية حول هذه الدعوة.

وجاءت هذه الدعوة قبل استئناف المفوضات النووية مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) في نهاية كانون الثاني/يناير في اسطنبول. وعقد اجتماع سابق في السادس والسابع من كانون الاول/ديسمبر في جنيف بعد 14 شهرا من توقف المفاوضات.

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبراست انه "تم توجيه الدعوة لسفراء دول من الاتحاد الاوروبي وممثلين عن دول عدم الانحياز وعن مجموعة 5+1 لزيارة المواقع النووية". واكد ان هذه الدعوة تشكل "مؤشرا جديدا على حسن النية" في اطار التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ورفض المتحدث تحديد الدول المدعوة، لكن مصادر دبلوماسية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اشارت الى انه تمت دعوة روسيا والصين وحدهما من بين دول مجموعة 5+1. وتضم القائمة ايضا المجر بصفتها رئيسة الاتحاد الاوروبي، ومجموعة دول عدم الانحياز في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة دول الجامعة العربية في مجلس الحكام، ومصر وكوبا.

وصرح علي اصغر سلطانية مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية اليوم الثلاثاء ان "هذه الزيارة ستتم في 15 و16 كانون الثاني/يناير". واوضح "ان السفراء (...) لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلقوا الدعوة لزيارة مصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز (وسط) ومصنع اراك (وسط) الذي يعمل بالمياه الثقيلة".

واكدت الصين الثلاثاء انها مدعوة مع دول اخرى لزيارة مواقع نووية في ايران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين هونغ لي "ان الصين تلقت الدعوة من ايران وستواصل اتصالاتها مع طهران في هذا الخصوص". وقالت فرنسا انه يعود للوكالة الذرية ان تجري عمليات التفتيش في المواقع الايرانية. ولم تبد روسيا رايها بعد.

والبرنامج النووي الايراني الذي يخشى قسم من المجتمع الدولي ان يكون يخفي اهدافا عسكرية على الرغم من النفي الايراني المتكرر لذلك، دانه مجلس الامن الدولي في ستة قرارات تضمنت اربعة منها عقوبات اقتصادية وسياسية.

وتم تشديد هذه العقوبات منذ حزيران/يونيو بعقوبات اكثر قساوة تبناها الغربيون في محاولة لاقناع ايران بتعديل موقفها.

وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد متوجها الى القوى الغربية العظمى "امامكم طريقان، الاولى هي الاستمرار على الطريق التي سلكت. انتم احرار. لكن اعلموا ان مواصلة الطريق نفسها ستؤدي الى فشل جديد. والثانية هي الاعتراف باخطائكم وقبول حقوق الامم الاخرى".

والزيارات المماثلة لمواقع نووية نادرة وتعود اخر هذه الزيارات التي نظمت لقيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش، الى شباط/فبراير 2007. واضافة الى موقع نطنز واراك، تطور ايران و/او تستخدم خمسة مواقع اخرى في اطار برنامجها النووي المثير للجدل، واول هذه المواقع هو فوردو قرب قم (وسط).

ومصنع نطنز هو الاكثر شهرة ويخضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. اما مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي لم ينته بعد مخصص رسميا لانتاج البلوتونيوم لاغراض البحث الطبي. ويضم الموقع مصنعا لانتاج المياه الثقيلة.

من جهة اخرى جاء في مذكرة دبلوماسية اميركية نشرها موقع ويكيليكس الثلاثاء ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يواجه ضغوطا داخلية قوية بشان مشروع تبادل الوقود النووي مع الدول الكبرى. وبحسب وثيقة السفارة الاميركية في انقرة والتي يعود تاريخها الى تشرين الثاني/نوفمبر 2009 قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اثناء اجتماع مع مسؤول اميركي كبير ان احمدي نجاد يواجه "مشاكل داخلية جدية في ايران بالذات".

وبحسب الوثيقة التي اوردت كلام داود اوغلو، فان انقرة "تعتبر احمدي نجاد +اكثر مرونة+ من اخرين داخل الحكومة الايرانية". وان الرئيس الايراني يخضع ل"ضغوط قوية" لان اتفاق تبادل الوقود "سيتم تفسيره من قبل بعض الاوساط في ايران على انه شبه هزيمة". الا ان احمدي نجاد قال لانقرة ان "الايرانيين يوافقون على اقتراح (التبادل)، لكن ينبغي ادارة الراي العام"، بحسب المذكرة التي نشرها ويكيليكس. وبحسب المذكرة، فان داود اوغلو اعتبر ان طهران "اكثر ثقة" بالولايات المتحدة منها بروسيا على الرغم من ان هذه الاخيرة بنت المحطة النووية في بوشهر، الاولى من نوعها في ايران.