رمز الخبر: ۲۸۳۶۹
تأريخ النشر: 09:29 - 18 January 2011
عصرايران - وكالات - في ساعة مبكرة من صباح أمس عاد إلى فيينا بعد رحلة يومين وفد «السفراء السبعة» الذين لبوا الدعوة الإيرانية لزيارة منشآت نووية كانت إيران قد وجهتها لرؤساء المجموعات الجغرافية والسياسية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بغرض استباق جولة المفاوضات المعلنة بينها ومجموعة «5+1» في إسطنبول نهاية هذا الأسبوع، في محاولة لإبداء حسن نواياها وانفتاح وشفافية تعاونها مع الوكالة، وتأكيدا لمصداقية ما تقول عن سلمية برنامجها النووي الذي يواجه اتهامات غربية متزايدة بأن له أهدافا عسكرية مخفية وصولا لامتلاك أسلحة نووية.

ضم الوفد سفراء كل من مصر وسورية والجامعة العربية وسلطنة عمان والسفيرة الجزائرية بالإضافة للسفيرة الكوبية وسفير فنزويلا، في حين لم يلبها سفراء كل من الصين وروسيا وتركيا والبرازيل والمجر وكذلك رفضتها كاثرين آشتون مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي التي ستقود وفد المفاوضات الدولي الذي يتكون من الدول المتمتعة بديمومة عضوية مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا.

وكانت آشتون قد قالت تفسيرا لرفضها الاشتراك في الزيارة إن تفتيش المنشآت النووية الإيرانية ليس من مهام السفراء بل مهمة من اختصاص المفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية، مما دفع بالمندوب الإيراني السفير علي أصغر سلطانية للتصريح لوسائل الإعلام الإيرانية التي تولت مهمة تغطية أخبار الزيارة إن «الدعوة وجهت للسفراء كدبلوماسيين بالوكالة ولا علاقة لها بالتفتيش».

وقد قابل السفراء علي أكبر صالحي وزير الخارجية بالإنابة ورئيس هيئة الطاقة الذرية النووية الإيرانية، كما زاروا ما اختير لهم من مفاعل «آراك» للمياه الثقيلة ومنشأة «ناتانز» لتخصيب اليورانيوم، وكلاهما من المنشآت النووية الخاضعة لرقابة الوكالة ضمن اتفاقات الضمان الموقعة مع إيران، كما أن كليهما يعتبر في مقدمة المنشآت وأهمها التي تشتكي الوكالة من منعها من زيارتها، مطالبة بضرورة أن تسمح لها إيران بإجراء مزيد من العمليات لتفتيشهما تفتيشا دقيقا والتحري بشأنهما تحريا متواصلا للتأكد أن أنشطتهما مزدوجة الاستخدام غير منتهكة.

هذا، وفي حين التزم السفراء بسياسة صمت مطبق قبل الزيارة، فإنهم لم يبادروا أمس بعقد مؤتمر صحافي، في حين اكتفى منسقها المندوب الإيراني لدى الوكالة السفير علي أصغر سلطانية في مكالمة هاتفية مع «الشرق الأوسط» عصر أمس بالقول إنه يعد العدة للسفر إلى موسكو غدا ولا يرغب في الإدلاء بأي تعليق «حاليا».

من جانبها، ربطت مصادر رحلة سلطانية إلى موسكو بقلق إيراني تجاه مسيرة المفاوضات المقبلة، خاصة أن إيران فشلت في شق وحدة المجموعة الدولية برفض روسيا والصين لدعوتها رغم أن إيران تعول عليهما كثيرا لتأييد موقفها أو على الأقل تحييدهما أثناء التفاوض.

من جانبه، كان المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير غلين ديفيز، قد أوضح ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن كانوا قد مارسوا ضغوطا لإفشال الرحلة الإيرانية بحثّ الدول ذات العلاقة بالملف النووي الإيراني على مقاطعة الزيارة، بقوله إنهم لا يرون نفعا في زيارة مدفوعة القيمة لمواقع «معينة» توجهها إيران لعدد محدود من السفراء بدعوى الشفافية بدلا من فتح أبوابها للمفتشين الدوليين وتسهيل مهامهم.

من جانبها، نقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن سلطانية قوله إن إيران تدخل المفاوضات في إسطنبول على قدم المساواة مع دول «5+1»، مشددا على أن المفاوضات يجب أن تعقد وفقا لأسس الاحترام المتبادل والمساواة بين أطرافها، لا سيما أن إيران تعتبر نفسها دولة تتمتع بالقوة ذاتها التي تتمتع بها بقية الدول المتفاوضة مع فرق جلي واضح ومهم هو أن إيران لا تمتلك أسلحة نووية بل تنبذها، مشددا على أن إيران ترفض أية شروط وطلبات لكونها تتصرف وفقا لتعاليمها وثقافتها الإسلامية التي تدعو وتحث على التفاوض والحوار المفتوح، مؤكدا أن حل القضايا الدولية يتطلب تفاوضا في أجواء مفتوحة تقوم على المنطق وليس على مسرح حرب.

في سياق مواز، أوضح سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني رئيس الوفد الإيراني للتفاوض في حوار مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن التزام الوفد الدولي بنهج إيجابي سيوفر الكثير من الفرص للتعاون، موضحا أنهم في إسطنبول يرغبون في بحث المشكلات الأساسية للسياسة العالمية، مكررا القول إن تخصيب اليورانيوم وامتلاك دورة الوقود كما نصت عليهما اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي يعتبران من الحقوق المشروعة لإيران وشعبها ولذلك فإنهما غير قابلين للتفاوض أو النقاش.