رمز الخبر: ۲۸۵۵۸
تأريخ النشر: 09:24 - 27 January 2011
مصطفى بدر السادات
عصر ايران -

على الرغم من ان المصريين اطلقوا علي يوم انتفاضتهم على حكومة مبارك الديكتاتورية ، اسم "يوم الغضب" لكنه قد يمكننا تسمية هذا اليوم بيوم التحرر، لان الشعب المصري رغم انه عبر في هذا اليوم عن غضبه المستتر ضد ثلاثة عقود من الديكتاتورية والاضطهاد، الا ان هدفه لم يقتصرعلى التنفيس عن بركان غضبه بل انه يبحث عن سبيل لنيل الحرية الوطنية، الحرية التي لم يجدها في صناديق الاقتراع الشكلية والصورية!

ان الانتخابات المصرية الاخيرة برهنت مرة اخرى بان الرجوع الى الراي العام في مصر مبارك، هو واجهة فحسب ليقال بان هناك شئ اسمه انتخابات والباس تمثال الديكتاتورية الحديدي، لباسا من الحرير واضفاء مصداقية مزيفة عليه.

لكن الى متى يمكن تضليل وخداع الشعب، شعب متحضر مثل شعب مصر الذي يملك تاريخا وثقافة وحضارة عريقة يتساوى عمرها مع عمر حياة البشرية على الكرة الارضية.

ان تداول السلطة بين النخبة من خلال اصوات الشعب، هو الهدف الرئيسي للديمقراطية لكن مصر وعلى النقيض من معظم بلدان العالم، تم تداولها على مدى العقود الثلاثة الماضية بين حسني مبارك ذي ال 53 عاما وحسني مبارك ذي ال 59 عاما وحسني مبارك ذي ال 65 عاما و 84 عاما فحسب، وكأن الموت هو الوسيلة الوحيدة التي يجب ان ينتزع كرسي رئاسة الجمهورية المصرية من مبارك.

لكن مبارك، وجد حلا لهذه المسالة : وعلى طريقة الملوك، فمبارك الصغير يحل محل مبارك الكبير!

الا ان المصريين، قرروا هذه المرة الا يبقوا بانتظار عزرائيل والا يستجيروا من الرمضاء بالنار مع جلوس جمال محل حسني.

فالشعب المصري، يستحق حياة افضل، الحرية والرخاء الاقتصادي والاجتماعي، وقد برهن تاريخه هذا. ان المصريين ليسوا شعبا غير ناضج حتى يكونوا بحاجة الى اوصياء لمدى الحياة.

وهذه الايام، بداوا جهدا كبيرا، لكن مبارك لا يحب قطعا ان يمضي اخر ايام عمره الى جانب زين العابدين بن علي، وايامه الاخيرة بالقول والاصغاء الى مذكرات عهد الديكتاتورية والتحسر على السلطة التي خسرها.

وبناء على ذلك، يتوقع ان يبذل "الملك شبه الرئيس" قصارى جهده لاضفاء الدموية على الايام الاخيرة من اسر المصريين، كما فعل بن علي وسمى "الشعب الذي عانى ما عانى" بالشعب المثير للشغب.

لكن الواضح هو ان هذا النضال، سيفوز فيه الطرف الذي يقاوم اكثر ويخاف اقل. ان مبارك الذي يشارف على الموت ليس لديه كثيرا ما يخسره لكن اذا تراجع الشعب فان دعائم الاستبداد ستترسخ اكثر فاكثر ومع مجئ مبارك الشاب، سيعاني الشعب من اضطهاد اكثر تعسفا لسنوات طوال وان اطفالهم سيمضون ايامهم وعمرهم في مناخ الاستبداد والظلم بدلا من تنفس عبير الحرية والديمقراطية.

لكن المصريين يعرفون جيدا بان الحرية قريبة جدا، وألم يحدث ذلك في تونس؟!