رمز الخبر: ۲۸۵۸۴
تأريخ النشر: 08:44 - 29 January 2011
ان ما نراه اليوم، يجعلنا نعتقد بان قادة الدول العربية الذين هم في الغالب ما عدا بعض الحالات الاستثنائية، قادة لمدى الحياة، لم تصلهم بعد رسالة الثورة التونسية ولم يصغوا الى صوت شعوبهم، او انهم لا يريدون الاصغاء.
عصر ايران، رضا غبيشاوي

يمر نحو شهر على انتصار الثورة في تونس وهروب زين العابدين بن علي. وفي البلدان الاخرى، رحبت الشعوب بالثورة التونسية وحاولت لفت انتباه قادتها الى المصير الذي لقيه بن علي. فمثلا اضرم البعض النار في نفسه واقام البعض الاخر تجمعات بجانب سفارات تونس واخرون تظاهرات احتجاجية.

ان ما نراه اليوم، يجعلنا نعتقد بان قادة الدول العربية الذين هم في الغالب ما عدا بعض الحالات الاستثنائية، قادة لمدى الحياة، لم تصلهم بعد رسالة الثورة التونسية ولم يصغوا الى صوت شعوبهم، او انهم لا يريدون الاصغاء.

لكن البعض حاول، من خلال رصد المساعدات المالية، رشو شعوبهم في محاولة على ما يبدو لصرفها عن التفكير بنيل الحريات المشروعة.

ويجب القول متوجهين الى قادة الدول العربية الذي يحبون كثيرا ان يبقوا في الزعامة على مدى الحياة، سواء الملوك او رؤساء الجمهورية الذي يحبذون ممارسة الملك في زي رئيس الجمهورية، وتبرير فعلتهم هذه بشتى المسوغات، بانهم ان لم يمنحوا شعوبهم كامل حقوقهم فان موعد هروبهم سيحين عاجلا أم آجلا. ان حقوق الشعب لا تقتصر فقط على القضايا الاقتصادية بل انها تشمل الحريات السياسية ايضا.

وان لم يكن يشارك زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية في العام المنصرم، وكان يفوض السلطة الى الاخرين ويحترم صوت وراي شعبه، لكان يعيش اليوم حياة محترمة في احدى المدن التونسية بدلا من ان يوصف الان بالرئيس المخلوع او الديكتاتور السابق.

وهل يسمع سائر قادة الدول العربية صيحات ورسالة شعوبهم ويتعظوا بما حل ب بن علي، أم انهم راغبون ان يعيد التاريخ نفسه بالنسبة لهم؟