رمز الخبر: ۲۸۶۲۲
تأريخ النشر: 12:19 - 30 January 2011
اللعبة تحولت الى "صفر وواحد"
عصر ايران ، جعفر محمدي

مع تصاعد امواج الانتفاضة الشعبية في مصر، وضعت حكومة مصر ما لا يقل عن خمسة اساليب على جدول اعمالها لمواجهة الشعب، لكي لا يلاقي الملك شبه رئيس الجمهورية لمصر ، المصير ذاته الذي لقيه زين العابدين بن علي:

1- استنزاف عملية المواجهة: ان الحكومة المصرية تعرف بانها غير قادرة على احباط وافشال ثورة الشعب. ومن جهة اخرى فانها لا تريد الرحيل ونقل السلطة الى الشعب. ولذلك فانها تعتمد استراتيجية حرب الاستنزاف، لكي ترهق الشعب شيئا فشيئا، وتجعله يغادر الشارع ويعود الى بيته.

2- افساح المجال امام الناهبين والبلطجية: على الرغم من ان الجيش المصري تدخل للحد من نهب وسلب وسرقة بعض المعالم المصرية الرئيسية مثل الاهرام الثلاثة ومؤسسات الدولة الرئيسية، لكنه يطعي الضوء الاخضر بشكل ذكي لبعض الناهبين والبلطجية. وهذه الحيلة تراها حكومة مبارك بانها ستجعل الشعب يصل الى قناعة بان انتفاضته ستؤدي الى خسائر وطنية ويجب عليه التراجع.

3- التغيرات الظاهرية: لقد قام شاه ايران في الاشهر الاخيرة من حكومته، بتغيير الحكومة لكي يغادر الناس المحتجون الشوارع ويرتضعون بهذه التغييرات.

ومع ذلك، فان الشعب الايراني لم يرض بشئ اخر سوى رحيل الشاه. وكان الشعب يصرح في شتاء عام 1978 "اننا نقول باننا لا نريد الشاه ، لكن رئيس الوزراء يتغير". وزين العابدين بن علي هو الاخر ادخل تغييرات على حكومته لكن الشعب لم ينخدع بها.

والان فان الطريق الذي سلكه الديكتاتوريون السابقون وفشلوا فيه، يريد مبارك ان يكرره: تغيير الحكومة، استقالة جمال مبارك و... .

ويأمل مبارك بان يرتضي الشعب بهذه التغييرات في حين ان الشعب الايراني لم ينخدع عام 1978 والشعب التونسي في العام الجاري، والامر سيكون كذلك بالنسبة للشعب المصري.

4- التهديد برفع الثمن: اطلقت الحكومة المصرية خلال الايام القليلة الماضية تهديدات كثيرة ضد الشعب بما فيها انها ستتصدى بقسوة لانتهاك حظر التجوال و... .
وكانت حصيلة اداء حكومة مبارك خلال هذه الايام نحو مائة قتيل والاف الجرحى والسجناء. وكل ذلك تم من اجل رفع ثمن النضال.

5- نسب الانتفاضة الى خارج البلاد: وهذه هي من الحيل القديمة والمهترئة التي ماتزال تتبعها حكومة مبارك. والطريف انه في يوم امس، نعت الملك عبد الله، ملك السعودية المحتجين المصريين بنفس الشئ!

ان نظام مبارك يامل من خلال التشبث بحيله الخمس، افشال انتفاضة الشعب، وبدء مشروع الانتقام بعد التحكم مجددا بالموقف.

وقد اعدت الاستخبارات المصرية لحد الان مئات الساعات من الافلام والوف الصور عن المحتجين وهي تتربص بان تنطفئ جذوة الانتفاضة لكي تذهب بعدها الى المحتجين فردا فردا لتنتقم منهم في ظل الاضطهاد ما بعد قمع الانتفاضة.

وعليه، فان لا سبيل امام الشعب المصري سوى مواصلة النضال حتى الاطاحة بنظام مبارك بالكامل، لانه ان هزم، فان ظروفا جديدة ستسود مصر، تجعل المصريين يتحسرون على عهد ما قبل ثورتهم.

ان مواجهة الشعب لحكومة مبارك تحولت الى قاعدة "صفر وواحد" وليس لها حل وسط: اما انتصار الشعب والانطلاق نحو نيل الحرية والديمقراطية واما الهزيمة واندحار الثورة وبدء الاستبداد المقيت.