رمز الخبر: ۲۹۰۸۲
تأريخ النشر: 11:19 - 22 February 2011
عصر ايران – منذ ان بدات الثورات العربية في عدد من دول شمال افريقيا والشرق الاوسط، فان اكثر اعمال القمع وحشية حدثت في ليبيا، في وقت تزعم فيه حكومة معمر القذافي واكثر من الاخرين، بانها حكومة جماهيرية، بحيث ان هذه الحكومة اطلقت على نظامها السياسي تسمية "الجماهيرية" بما يتجاوز "الجمهورية". كما ان القذافي ومن اجل اعطاء طابع جماهيري على حكومته، حذف اسم الوزارة من بين الوزارات الحكومية واسماها "اللجان الشعبية" مثل اللجنة الشبية الخارجية و... !

ففي ليبيا يضرب الناس ويقمعون ليس خلال المواجهات ، بل بواسطة الطائرات الحربية والطائرات العمودية العسكرية. ففي مساء الاثنين اعلنت الفضائيات العربية بان حدثا غير مسبوق في قمع الثورات الشعبية في العالم قد وقع: فقد اغارت قاذفات جيش القذافي على المحتجين واستهدفتهم في العاصمة طرابلس واحدثت حمامات دم في هذه المدينة.

ان مرتزقة الديكتاتور المجنون، يستهدفون الناس كذلك بصواريخ ال ار بي جي والمدافع المضادة للجو. وقد اعلن شهود العيان بان عددا ملفتا من الذين يهاجمون الناس، هم من المرتزقة غير الليبيين، بمن فيهم التشاديون والنيجيريون ممن وقع بعضهم في قبضة ابناء الشعب.

وفي هذه الاثناء امتنع بعض العسكريين عن اطلاق النار على الناس، لكن تم اعدام هؤلاء على الفور من قبل فرق الاعدام. واكد مصدر طبي في طرابلس بانه شاهد اجساد 13 عسكريا تم اعدامهم.

وفي الوقت ذاته، لجأ طياران ليبيان بطائرتيهما الحربية الى مالطا احتجاجا منهما على الاوامر التي صدرت لهما بقصف ابناء شعبهما.

ورغم ان جميع الطرق المؤدية الى طرابلس قد اغلقت، الا ان المصادر المتوافرة تفيد انه في ختام اليوم الخامس من الانتفاضة، قتل مالا يقل عن 519 شخصا واصيب 3980 واصبح 1500 شخصا في عداد المفقودين، وهو رقم قياسي مؤلم ومؤثر في قمع الشعوب خاصة من قبل حكومة تزعم من بين جميع الحكومات العربية بانها الاكثر جماهيرية! وعدد من المفقودين هم من الذين تحدثوا الى قناة "الجزيرة" حول الثورة الشعبية.

وفي هذه الاثناء ظهر سيف الاسلام القذافي (نظير جمال مبارك المصري!) على شاشة التلفزيون ليتحدث الى الناس بدلا عن ابيه وحاول اتباع سياسة الجزرة والعصى مع الناس، وقد ركز القذافي الابن في كلامه على خمسة محاور:

تهديد الشعب: ان واصل الشعب احتجاجاته، فان حمامات من الدم ستسيل. ان الجيش الليبي قوي وان انصار القذافي سيقاتلون حتى اخر قطرة دم ليدافعون عن نظامهم. وقال بقسوة تامة بانه ان كان الناس يتألمون الان من عدد قليل من القتلى، فانهم سيضطرون قريبا للبكاء على عدد اكبر من القتلى.

الثناء على الاب: وقال ان معمر القذافي ليس بن علي ومبارك، بحيث يغادر الساحة. انه قائد جماهيري وله انصار كثر.

الاساءة للمحتجين: ان عددا ضئيلا فحسب من المحتجين لديهم دوافع سياسية او اسلامية والبقية الاخرى اما انهم حشاشون او بلطجية اوسجناء فارون.


ضلوع الاجانب: ان الاجانب ووسائل اعلامهم مثل الجزيرة و بي بي سي لهم ضلع في هذه الاحداث ويقومون بتضخيمها.

ترغيب الشعب: وقال اننا سنصادق على قوانين تكفل الحقوق المدنية للشعب وحرية الصحافة، كما سنمنح الشبان قروضا ليشتروا بواستطها بيوتا.

ومع ذلك وعلى الرغم من المجازر غير المسبوقة التي اقترفها الجيش ومرتزقة القذافي، فان الشعب الليبي وسع نطاق احتجاجاته بحيث ان مدنا مثل البيضاء وبنغازي وقعت بيد الشعب كما ان مدينة بنغازي فتحت على يد الشعب بعد معارك دامية وان الشعب يسيطر الان على هذه المدينة المهمة والاستراتيجية.

وقد هدد نظام القذافي بانه سيهاجم هاتين المدينتين بكل ما يملك من قوة لاحتلالهما مرة اخرى.

كما هاجم الناس، في طرابلس، مقار الشرطة ومبنى الاذاعة والتلفزيون واضرموا فيها النيران.

وفي نفس الوقت، فان السفراء والدبلوماسيين اللليبيين في مناطق مختلفة من العالم مثل الامم المتحدة والسويد والهند والصين وبريطانيا و... اعلنوا استقالاتهم من مناصبهم احتجاجا على ما يمارسه نظام القذافي القمعي من جرائم مخزية ضد شعبه.

كما اصدر رؤساء القبائل بيانات تاييدا للمحتجين وشددوا على دعمهم ومناصرتهم لهم.

وفي ظل الصدامات والمواجهات الدامية التي تجري في ليبيا التي يقف في طرف منها الشعب وجزء من الجيش والشرطة، وفي الطرف الاخر القذافي والعسكريون الموالون له، فانه لا بد للشعب ان ينتصر والا فان القذافي سيمارس قمعا وحشيا ورهيبا وداميا ضد ابناء سكان ليبيا البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، لكن في حال انتصر الشعب فان لا سبيل امام القذافي سوى الهرب او المثول امام المحكمة، لكن ونظرا الى الجرائم التي ارتكبها خلال هذه الايام فانه يجب محاكمته كمجرم حرب حتى وان فر الى اي نقطة من العالم.

لقد حكم القذافي، ليبيا على مدى 42 عاما قتل او اختفى خلال هذه الاعوام 45 الفا من معارضيه.

كما ان الامام موسى الصدر، زعيم الشيعة في لبنان، اختطف على يد الاستخبارات الليبية خلال زيارته الى ليبيا واصبح مصيره مجهولا لحد الان.

والان فان الاسرة الدولية، هي الان فيما يخص ليبيا، ليست امام مواجهة عادية يخوضها شعب ضد نظامه، بل هي امام جرائم ومجازر جماعية ترتكب ضد ابناء الشعب.