رمز الخبر: ۳۰۷۶۷
تأريخ النشر: 09:38 - 23 July 2011
وبناء على اتفاقيتي اسلو 1و2 اللتين وقعتا عامي 1993 و 1994، فانه كان مقررا تاسيس الدولة الفلسطينية في سبتمبر 2000 لكن الموضوع ارجئ الى عام 2005 بسبب العقبات التي وضعتها اميركا والدول الغربية الاخرى في مؤتمر عام 2000. كما ادت احداث 11 سبتمبر 2001 الى تملص الغرب من تعهداته بتاسيس الدولة الفلسطينية حتى عام 2005 وارجائه الى عام 2008.

عصر ايران ، قاسم رحماني
 
سيشكل شهر سبتمبر المقبل منعطفا تاريخيا بالنسبة للمنطقة. ومن المقرر ان يتم خلال هذه الشهر طرح قضية تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة في الجمعية العامة للامم المتحدة والاعتراف بها رسميا من قبل الدول. وسواء حدث ذلك أم واجه فيتو اميركي ووضع القوى الاخرى العقبات في طريقه، فانه سيكون مصدرا لتطورات تزيد من ارتفاع امواج الثورات الاخيرة في البلدان العربية وتتسبب بتسونامي اكبر مما اثار الفزع والخوف لدى الاسرائيليين. ويعتبر الاسرائيليون ان اعتراف الدول الاعضاء في الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة ، هو تسونامي ، غافلون عن ان تسونامي اضخم على الابواب.

وبناء على اتفاقيتي اسلو 1و2 اللتين وقعتا عامي 1993 و 1994، فانه كان مقررا تاسيس الدولة الفلسطينية في سبتمبر 2000 لكن الموضوع ارجئ الى عام 2005 بسبب العقبات التي وضعتها اميركا والدول الغربية الاخرى في مؤتمر عام 2000. كما ادت احداث 11 سبتمبر 2001 الى تملص الغرب من تعهداته بتاسيس الدولة الفلسطينية حتى عام 2005 وارجائه الى عام 2008.

وتعقد الجمعية العامة للامم المتحدة اجتماعاتها السنوية في شهر سبتمبر من كل عام. وخلال اجتماعات هذه السنة سيتم طرح قضية تاسيس الدولة الفلسطينية المستقلة اذ اعترفت لحد الان اكثر من 130 دولة بها بصورة غير رسمية فيما تظهر توقعات الاسرائيليين ان 180 عضوا من اصل 192 عضوا بالامم المتحدة سيعترفون رسميا بهذه الدولة.

وكان وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك قد اطلق اول مرة على هذا الحادث اسم "تسونامي سبتمبر" وبعده استخدم نتانياهو هذا الاصطلاح.

وعلى اي حال فاذا استخدمت اميركا الفيتو ضد قرار تشكيل الدولة الفلسطينية قبل وصوله الى الجمعية العامة للامم المتحدة ، فان هذا لن يكون نهاية الطريق بل ان تسونامي سبتمبر سيكون اكثر هولا مما يظنه الاسرائيليون. ووفقا للمعاهدات الدولية فان تاسيس الدولة الفلسطينية سيظهر عدوانية اسرائيل وكونها تحتل وتعتدي على الاراضي الفلسطينية. ولحد الان فان اعتراف 118 الى 180 دولة في العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة بصورةغير رسمية، يعني التسليم بكون اسرائيل عدوانية.

والموجة الاولى من التسونامي المناهض لاسرئيل قد حدثت على الارض. ففي 15 مايو الماضي ذكرى يوم النكبة انطلق الفلسطينيون واللبنانيون وحتى المصريون والاردنيون باتجاه حدود فلسطين المحتلة لدخول الاراضي المحتلة. لكن الجيش الاسرائيلي اطلق النار على المتظاهرين العزل ما اسفر عن استشهاد 20 شخصا. والموجة الثانية انطلقت يوم 5 يونيو في ذكرى يوم النكسة ، وانطلق مرة اخرى الشبان الفلسطينيون والسوريون نحو الحدود ما اسفر عن استشهاد 23 في الجولان السورية بسبب اطلاق القوات الاسرائيلية النار على المتظاهرين. وقد اثارت هذه الحملات ، موجة من الغضب العارم ضد اسرائيل لدى الراي العام.

لكن اميركا اتخذت وستتخذ اجراءات في سبيل احتواء تسونامي سبتمبر وتبعاته التي ستغطي المنطقة برمتها. لكن شعوب المنطقة قد ادركت مسالتين. الاولى ان اميركا بصدد حرف وتغيير مسار الثورات الشعبية في الدول العربية والثانية ان الرئيس الامريكي يريد من خلال الموضوع الفلسطيني شراء الوقت لنفسه والكيان الصهيوني لكي يجتاز بنجاح مرحلة الانتخابات الرئاسية الامريكية والازمة المالية التي تعصف باميركا ليبادر مرة اخرى الى تقديم الدعم العسكري لاسرائيل لتفرض هيمنتها على المنطقة. ولذلك فان شعوب المنطقة ستتماسك اكثر فاكثر في سبيل الاطاحة بالديكتاتوريين الرجعيين والوقوف صفا واحدا ضد اسرائيل واميركا.

وهذه النقطة مهمة وهي ان الحركة المناهضة للديكتاتورية في اي بلد بالمنطقة ستعزز هذه الحركة في البلدان الاخرى وان انتقال هذه الامواج الى فلسطينيي الداخل والشتات الى جانب ضغوط الاوساط الدولية والراي العام سيمهد لتاسيس الدولة الفلسطينية ويجعل المنطقة كلها تقف بوجه اميركا واسرائيل.

ان مجمل التطورات ما بعد سبتمبر ، ستشكل الموجة الثانية للتسونامي الذي لن تستطيع اميركا ادارته واحتوائه لان الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية في المنطقة ستتزايد وتتواصل حتى تشكيل الحكومات الشعبية. وبما ان اميركا تعارض ذلك فان الحركات الشعبية ستتواصل وستغطي القضية الفلسطينية.